دق الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب، إزاء “ما يتهدد لغة الضاد في المغرب من محاولات الهدم”، مسجلا “تراجعا عن جل المكتسبات الدستورية والقانونية وتقصيرا رسميا حكوميا في الاهتمام باللغة العربية”.
وأبرز الائتلاف، في بلاغ له بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنه “يلاحظ في الحالة المغربية تقصير رسمي حكومي في الاهتمام باللغة العربية وتشجيعها ومساندة المشتغلين بها، رغم التنصيص الدستوري على مكانتها الرمزية العالية”.
وأشار إلى أن”اللغة العربية تُشن عليها حرب طاحنة في مختلف المجالات الإدارية والثقافية والاقتصادية، انطلقت، حسب البلاغ، مع التراجع عن جل المكتسبات الدستورية والقانونية وما تلاه من تجارب أثبتت فشلها، وصولا إلى عقد اللجن الحكومية والمؤسساتية باللغة الأجنبية، وفتح المجال لفرنسة المجتمع والفضاء العام، ناهيك عن محاولات إقصائها من أهم فضاء حيوي الذي هو التعليم، مقابل إطلاق العنان لفرنسته ضدا على كل المرجعيات والقوانين”، حسب المصدر ذاته.
ودق “الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية” ناقوس الخطر إزاء “ما يتهدد لغة الضاد في المغرب من محاولات الهدم، مثمنين في الوقت نفسه كل المبادرات الخلاقة التي تقف صامدة في وجه تلك التيارات، بأسلوب حضاري راق”.
واعتبر الائتلاف أن “ترقية اللغة العربية لمسايرة ما يعرفه الواقع من تطورات واكتشافات تغزو العالم بشكل متسارع، واجبا على الناطقين باللغة العربية وبغيرها من اللغات”، مؤكدا أهمية “المحافظة على إرث اللغة العربية العريق والزاخر والذي ساهمت في تشكله وتراكمه وتنوعه عقول علماء اللغة والعربية من الأجناس كافة”.
واستحضرت الهيئة ذاتها بـ”فخر المدى الرحب الذي وصلت إليه لغة الضاد، في العديد من بلدان العالم، حيث تضاعف الاهتمام بها على المستويات التعليمية والأكاديمية والفكرية، وصارت هذه اللغة من بين المفاتيح المهمة للولوج إلى عوالم الثقافة والاقتصاد والسياحية”، مسجلة بـ”إعجاب العناية الرسمية بالعربية وتعليمها من طرف مسؤولي العديد من الدول العربية والإفريقية والآسيوية، باعتبارها لغة هوية واستراتيجية وعمق حضاري، مما يفسر تعدد الأنشطة الاحتفائية عبر العالم بيومها العالمي”.
إلى ذلك، أشاد الائتلاف بـ”الجهود العلمية والأكاديمية للعديد من الباحثين المغاربة من مختلف التخصصات العلمية الدقيقة والإنسانية، وداخل المختبرات والمراكز المتخصصة، التي قدمت، وتقدم، خدمات جلى للغة العربية، وتقدم الدليل على قدرة العربية علميا ومعرفيا للنهوض بالمجتمع المغربي والكوني، من خلال مبادرات فعلية وإجرائية وحقيقية تنجز على أرض الواقع في المختبرات والمخابر، وليست شعارات للاستهلاك المناسباتي، يقودها باحثون مغاربة آمنوا بلغتهم واشتغلوا عليها وسادوا بها العديد من المنابر والمؤسسات العربية والدولية”.