آخر الأخبار

لقاء يكرم المؤرخ جامع بيضا بتزنيت

شارك الخبر

لحظات تكريم واعتراف وافتخار عاشتها مدينة تزنيت، وهي تحتفي بالدكتور جامع بيضا، بعد يومين من انتهاء مهامه على رأس مؤسسة أرشيف المغرب التي تسلمها سنة 2011، وواكب أداءها لمدة ناهزت 13 سنة، ترك خلالها بصمة واضحة في قطاع كان يعاني من حزمة من الإكراهات.

وجاء حفل تكريم جامع بيضا، الأكاديمي الذي راكم تجربة تفوق ثلاثة عقود في البحث التاريخي، في مسقط رأسه بعاصمة الفضة، في إطار مبادرة أشرفت على تنظيمها “مؤسسة تزنيت ثقافات” بتنسيق مع جماعة تزنيت وكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر.

مصدر الصورة

وعرف هذا اللقاء، الذي سهر على تسييره المؤرخ الطيب بياض وكان أيضا مناسبة لتوقيع كتاب للمحتفى به تحت عنوان “التاريخ والهوية”، مشاركة مجموعة من الأساتذة الجامعيين وجانب من الفعاليات السياسية والحقوقية والجمعوية وثلة من المهتمين بحقل البحث التاريخي.

وفي تعليق له على مبادرة تكريمه، قال المحتفى به في كلمة ألقاها بالمناسبة: “شعور خاص وسعادة كبيرة تخالجني وأنا أكرم اليوم بمدينة تزنيت التي ترعرعت فيها وتربيت، وتشبعت فيها بالقيم السوسية النبيلة التي رافقت مسيرتي وسكنتني في مسيرتي الطلابية والمهنية، وهي بمثابة منهل للطاقة الضرورية من أجل العطاء المستمر”.

مصدر الصورة

وقال عبد الله غازي، رئيس جماعة تزنيت، في مداخلة له، إن “هذه الوقفة التكريمية لها رمزية كبيرة، خاصة أنها تأتي بعد يومين فقط من انتهاء مهام الأستاذ جامع بيضا على رأس مؤسسة أرشيف المغرب، التي تعتبر من بين أكبر المؤسسات الوطنية”.

وأضاف غازي: “المحتفى به اليوم هو ابن المدينة وإحدى قاماتها الفكرية التي نفتخر بها، وبقدر هذا الافتخار به كأيقونة لها مكانة فكرية وعلمية متميزة، فلا يمكننا كذلك خلال هذا الحيز الزمني والفكري إلا أن نشكره، كيف لا وهو في مساره كله وفي كلامه وكتاباته تتراقص أزقة وأسوار مدينة تزنيت”.

وأشار رئيس جماعة تزنيت، في معرض حديثه، إلى أن الدكتور جامع بيضا جدير بتكريم يليق بمكانته؛ لأنه يستحق، خصوصا أن من يعرف أنك من أبناء سوس وتزنيت تحديدا لا يمكنه إلا أن ينظر إلى هذه المدينة الولّادة بكثير من التقدير والاحترام.

مصدر الصورة

تجدر الإشارة إلى أن جامع بيضا، الذي عُهِدَ إليه، بعد مسار أكاديمي طويل، بإدارة وحفظ أرشيف المغرب وصيانة ذاكرة الأمة المغربية ووثائقها بكل أمانة، هو أستاذ وباحث ساهم في تطوير البحث التاريخي وتجديد أساليب ومضامين الكتابة التاريخية؛ فضلا عن مراكمته خبرات في العمل المدني المُمأسس، حيث بصم مسار “الجمعية المغربية للبحث التاريخي” عضوا ثم رئيسا. وتابع بيضا دراسته العليا بفرنسا، قبل أن يعود سنة 1982 إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، باعتبارها مؤسسته الأم، ليصير عضوا في هيئة التدريس، قبل أن يتولى مهمة نائب رئيس شعبة التاريخ. وكان له دور كبير في تطوير التدريس التاريخي في الإجازة والدراسات العليا والماستر وسلك الدكتوراه. وللدكتور بيضا إسهامات عديدة فعّالة في البحث التاريخي داخل الكلية، من خلال النشر وتنظيم وتنسيق عدد مهم من الملتقيات العلمية. وتعددت اهتماماته بمواضيع كثيرة؛ مثل التاريخ والصحافة، والتاريخ والذاكرة، والتاريخ المعاصر، وتاريخ الزمن الاستعماري والحركة الوطنية، وعلاقات المغرب بالمغارب والغرب، والحضور المسيحي واليهودي في تاريخ المغرب، والأرشيف والوثائق وتاريخ الزمن الراهن.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر

إقرأ أيضا