تمكن الرحالة والمغامر المغربي سعد بندريوة، من الوصول إلى قمة “أوملينغلا”، بالجانب الهندي من جبال الهمالايا، على متن دراجة نارية، متحديا وعورة الطريق وصعوبة الجغرافيا وقسوة المناخ والانخفاض الحاد لنسبة الأوكسجين في الهواء، وذلك بعد تدريبات مكثفة مكنته من النجاح في مغامرته.
سعد بندريوة (27 سنة)، الباحث الجيولوجي في مجال التنقيب عن الغاز، سبق له أن قاده شغفه بالمغامرة على متن الدراجة النارية إلى تحقيق عدة إنجازات، من بينها الوصول، قبل سنتين، إلى خط الاستواء في رحلة انطلقت من المغرب.
ويقول بندريوة إنه تمكن من تحقيق التحدي في الوصول إلى قمة “أوملينغلا”، التي تقع على ارتفاع 5699 مترا فوق سطح البحر، من خلال عبور ممر جبلي يمتد في قلب جبال الهمالايا على الحدود الهندية الصينية، مشيرا إلى أن هذه المنطقة تعد منطقة عسكرية تم فتح معبرها قبل 10 أشهر بعد أن كانت منطقة توتر بين الصين والهند.
ويضيف المغامر سعد بندريوة، متحدثا لهسبريس عن رحلته: “بعد كرائي دراجة نارية عند وصولي إلى الهند، توجهت نحو بلدة ‘ليه’ Leh، الواقعة على ارتفاع 3000 متر عن سطح البحر، وقد كان من الضروري الجلوس 3 أيام في هاته البلدة من أجل التأقلم مع الارتفاع ونقص الضغط الجوي قبل أن أشق الطريق نحو قمة أوملينغلا”.
ويتابع المتحدث ذاته: “هذا التحدي لم يكن ممكنا دون مساعدة الطاقم المرافق الذي حرص على أخذ موافقة الجيش الهندي لتنظيم هذه الرحلة قبل أيام من وصولي، وتوفير قارورات الأوكسجين على متن السيارة التي رافقتني في رحلتي، تحسبا لأي طارئ”.
“عند وصولي إلى قمة أوملينغلا رفعت العلم المغربي ليرفرف عاليا في قمة أعلى معبر طرقي في العالم؛ فهو أعلى من “Everest base camp”، لكن قسوة التضاريس والمناخ وقلة الأكسجين لم تسمح لي بالمكوث طويلا في القمة”، يقول بندريوة متحدثا عن مغامرته.
ويضيف المغامر المغربي: “سلوك هذا المعبر والوصول إلى قمته يحتاجان مهارات عالية وسنوات من التجربة في قيادة الدراجة النارية؛ لكون الطريق تتميز بالمنعرجات الحادة وتمتد على مسافة طويلة، فضلا عن أن هذا الممر الطرقي توجد به الكثير من المقاطع غير المعبدة والمليئة بالوحل، كما أنه يتطلب ضرورة قطع مجموعة من الوديان”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن تدربه على عبور ممرات جبلية في المغرب يناهز ارتفاعها 3000 متر ساعده على تحمل مشاق هذه الرحلة، مردفا: “فضلا عن وعورة الطريق والتراجع المفاجئ لنسبة الأوكسجين في الهواء شكل الانخفاض الحاد لدرجات الحرارة، التي لا تتعدى 12 درجة تحت الصفر في منتصف النهار، تحديا حقيقيا للصعود إلى قمة أوملينغلا”.