آخر الأخبار

دعوات اقتحام سبتة يوم 15 شتنبر تستنفر المغرب.. عمليات أمنية بعدة مدن تطيح بعشرات “المحرضين”

شارك الخبر

تصاعدت في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات تحرض الشباب والمراهقين على التسلل إلى سبتة يوم 15 شتنبر الجاري سباحةً وعبر اقتحام السياج الحدودي، وهو ما دفع السلطات المغربية إلى إعلان حالة استنفار أمني واستخباراتي لتعقب المحرضين ومعرفة الجهات التي تقف وراء الأمر.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه السواحل الشمالية للمملكة، خاصة بالفنيدق وبليونش، تصاعدًا لافتًا في محاولات الهجرة السرية عن طريق السباحة نحو مدينة سبتة المحتلة، مما يطرح تساؤلات عديدة حول الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذه الظاهرة المتزايدة، والتحديات التي تواجهها السلطات المغربية في التعامل معها.

وفي هذا الصدد، أفادت مصادر أمنية لجريدة “العمق”، بأن عمليات أمنية مكثفة باشرتها مصالح الأمن والدرك بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والسلطات المحلية، أسفرت عن توقيف العشرات من المشتبه في تورطهم في التحريض على اقتحام سبتة جماعيا يوم 15 شتنبر الجاري.

وأوضحت المصادر أن العمليات الأمنية التي جرت بكل من طنجة وتطوان، اليوم الثلاثاء وأمس الإثنين وأول أمس الأحد، لمكافحة المحتويات الرقمية التي تحرض على تنظيم الهجرة غير المشروعة، أسفرت عن توقيف 60 شخصا، من بينهم قاصرين، للاشتباه في تورطهم في فبركة ونشر أخبار زائفة على شبكات التواصل الاجتماعي تحرض على تنظيم عمليات جماعية للهجرة.

إقرأ أيضا: تحت سطوة الضباب و”مافيا التهجير”.. المغرب وإسبانيا في سباق جديد ضد “الحراكة”

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هذه العمليات جاءت بعدما رصدت مصالح اليقظة المعلوماتية للأمن الوطني، محتويات رقمية منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحرض بشكل مباشر على اقتحام السياج الأمني الواقع بين الفنيدق وسبتة يوم 15/09/2024، كما تحرض مستعملي مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي على الهجرة غير المشروعة بشكل جماعي.

ووفق مصادر الجريدة، فقد مكنت الأبحاث التقنية والتحريات الميدانية المنجزة من تحديد هويات 13 شخصا متورطين في نشر وتقاسم هذه المحتويات الرقمية، بناءً على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قبل أن يتم توقيفهم من طرف الشرطة القضائية بمدينة تطوان خلال عمليات أمنية جرى تنفيذها بمدن الدار البيضاء وتطوان والعرائش ووزان والرباط وميسور ووجدة وفاس والمحمدية وويسلان.

كما  أسفرت عملية أمنية مماثلة جرى تنفيذها بمدينة طنجة عن توقيف 47 مشتبه فيه مباشرة بعد وصولهم إلى المدينة عبر محطة القطار والمحطة الطرقية، وذلك في محاولة منهم للاستجابة لشرائط الفيديو والمحتويات الرقمية التحريضية لتنفيذ عملية جماعية للهجرة غير المشروعة.

وتم إخضاع المعنيين بالأمر لإجراءات البحث القضائي الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن الخلفيات الحقيقية الكامنة وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات لرصد وتوقيف كافة المحرضين والمتورطين بشكل مباشر في فبركة ونشر هذه المحتويات والأخبار الزائفة التي تحرص على تنفيذ عمليات جماعية للهجرة غير المشروعة، بحسب المصادر ذاتها.

إقرأ أيضا: أوقف 800 مهاجر سري في ليلة واحدة.. المغرب يغلق الشواطئ المحاذية لسبتة

وعلى المستوى القروي، علمت جريدة “العمق” أن مصالح الدرك الملكي بتطوان تمكنت بتنسيق مع عناصر الدرك بكل من وادلاو، تاوريرت، بن أحمد، سيدي رحال، برشيد، سيدي سليمان، التابعة لجهويات سطات ومكناس ووجدة وتطوان، من توقيف عدد من المحرضين على عملية الهجوم الجماعي على سبتة.

وكشف مصدر مطلع لـ”العمق” أن مصالح الدرك تمكنت من تحديد هويات المحرضين عبر تطبيقي “واتساب” و”تيك توك” ممن يحرضون على اقتحام سبتة يوم 15 تشتنبر الجاري، ليتم توقيفهم، أمس الإثنين، وإخضاعهم لبحث قضائي معمق تحت إشراف النيابة العامة بتطوان، قبل أن يتم تحديد هوية شركاء آخرين في عملية التحريض.

وبحسب المصدر ذاته، فإن مصالح الدرك الملكي عززت أبحاثها باستعمال تقنيات حديثة تم الإشراف عليها من طرف المصلحة المركزية للأبحاث القضائية للدرك الملكي بالرباط، أسفرت عن تحديد هويات المشرفين على مجموعات في “واتساب” وأصحاب صفحات على “تيك توك” خلال وقت وجيز.

ووفق المصدر، فإن الأبحاث والتحريات القضائية مازالت سارية لتوقيف كل من له علاقة بعملية التحريض عبر جميع أنحاء المملكة، فيما تم وضع جميع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية تحت إشراف النيابة العامة بتطوان، في إطار تعميق البحث معهم لمعرفة ظروف وحيتيات القضية.

إقرأ أيضا: موجة الهجرة لسبتة.. منشورات تحريضية وأخبار زائفة تقود الأمن لتوقيف 6 أشخاص بمدن متفرقة

وكانت هيئات مدنية بمدينة الفنيدق قد دقت ناقوس الخطر بخصوص التوافد غير العادي لمئات من المرشحين للهجرة السرية، حيث أضحت المدينة خلال الأسابيع الماضية قبلة للمهاجرين السريين من مختلف مدن المملكة وكذا من دول عربية وإفريقية وآسيوية مختلفة، ضمنهم أعداد كبيرة من الجزائريين.

وفي نفس السياق، كشفت مصادر محلية لـ”العمق” أن مجموعة كبيرة من المرشحين الأجانب للهجرة يعمدون إلى كراء منازل مفروشة بالفنيدق، خاصة في أحياء “حومة الواد” و”كنديسة” و”بنديبان”، في انتظار الفرصة المواتية لخوض غمار السباحة في اتجاه الثغر المحتل أو اقتحام السياج الحدودي.

وطيلة الأيام الماضية، أوقفت السلطات المغربية المئات من المرشحين للهجرة السرية، أثناء محاولتهم التسلل إلى سبتة سباحةً، مستغلين الضباب الكثيف بالمنطقة، إذ تم اعتراض مجموعة منهم في البحر من طرف فرق البحرية الملكية والدرك البحري قرب سواحل الفنيدق، وآخرين وسط المدينة وضواحيها ضمن حملات تمشيطية ودوريات أمنية متحركة وثابتة.

إقرأ أيضا: مسؤولون إسبان: تحركات المغرب على الحدود مع سبتة أنقذت المنطقة من أزمة إنسانية

وبالموازاة مع ذلك، تتواصل عمليات تنسيق بين السلطات المغربية والإسبانية لإعادة المهاجرين الذين يتمكنون من الوصول إلى سبتة، فيما يتم التحقيق في ملفات التحريض على الهجرة واستغلال القاصرين، بالإضافة إلى تعقب المتورطين في الاتجار بالبشر، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة لجريدة “العمق”.

وشددت مصادر الجريدة، على أن جميع المتورطين في هذه الجرائم سيتم تقديمهم إلى القضاء، حيث تنتظرهم عقوبات رادعة بموجب القانون، في إطار الجهود الرامية لمكافحة ظاهرة الهجرة السرية وملاحقة الشبكات الإجرامية التي تستغل أوضاع المهاجرين لأغراض غير مشروعة.

ولقيت هذه الجهود والتحركات التي تقوم بها السلطات المغربية للتصدي لموجة الهجرة السرية سباحةً صوب سبتة، خلال الأيام الجارية، إشادة المسؤولين الإسبان بالمدينة المحتلة، معتبرين أن جهود المغرب أنقذت المنطقة من أزمة إنسانية كبيرة.

* الصورة من الأرشيف

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر

إقرأ أيضا