آخر الأخبار

ترامب يربك واشنطن بشأن فنزويلا.. غزو أم تغيير نظام أم مجرد ضغط؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

واشنطن- شكّل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الثلاثاء الماضي- فرض حصار بحري شامل على "سفن النفط الخاضعة للعقوبات" المغادرة من فنزويلا والمتوجهة إليها، خطوة أخرى إضافية في إطار التصعيد الأميركي ضد نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ، الذي صُنف منظمة إرهابية أجنبية.

وجاءت هذه الإجراءات بعد شهور من النشاط العسكري الأميركي في منطقة البحر الكاريبي ، حيث نفّذت القوات الأميركية أكثر من 20 غارة على قوارب تزعم واشنطن أنها متورطة بتهريب المخدرات.

في الوقت نفسه نشرت واشنطن طائرات مقاتلة في عدة جزر قريبة من فنزويلا، إضافة إلى إرسالها حاملة الطائرات جيرالد فورد الأكبر من نوعها في العالم، إضافة إلى عشرات القطع البحرية العسكرية.

"نفوذ أميركا"

وكان ترامب قد رفض في مقابلة، الأسبوع الماضي، مع صحيفة بوليتيكو استبعاد احتمال الغزو البري. ثم قال في تغريدة على منصة تروث سوشيال "لن تسمح أميركا للمجرمين، أو الإرهابيين، أو دول أخرى بسرقة، أو تهديد، أو إيذاء أمتنا، وبالمثل، لن تسمح لنظام معاد بأخذ نفطنا أو أراضينا أو أي أصول أخرى، ويجب إعادتها جميعا للولايات المتحدة فورا"، دون أن يوضح المقصود بكلماته.

من ناحية أخرى، شكّك معلقون في منطق مكافحة المخدرات المعلن من واشنطن كمبرر للتدخل العسكري في فنزويلا، خاصة بعد أن أصدر ترامب عفوا رئاسيا -الشهر الماضي- عن رئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، المتهم بتهريب المخدرات من المحاكم الفدرالية الأميركية.

ولطالما رأت إدارة ترامب حكومة مادورو ليس فقط كنظام استبدادي، بل كعنصر محوري في شبكة أوسع من الحكومات اليسارية التي تُقوّض نفوذ أميركا في نصف الكرة الغربي وتساعد بتمهيد الطريق للقوة الناعمة الروسية والصينية.

إلا أن ترامب تبنّى، في الوقت ذاته، أجندة إنهاء الحروب الأميركية التي لا تنتهي في الخارج، وهاجم سجل بلاده في حربي العراق وأفغانستان، وتعهّد بعدم تكرار هذه الإخفاقات. ما جعل كثيرين يستغربون تصعيد ترامب العسكري والتلويح بالغزو البري وتغيير النظام في كراكاس.

مصدر الصورة إدارة ترامب: حكومة نيكولاس مادورو تساعد على تمهيد الطريق للقوة الناعمة الروسية والصينية (الفرنسية)

الضغط ورغبة ترامب

ويعارض أغلب الأميركيين بشكل كبير أي عمل عسكري على فنزويلا، وفقا لاستطلاع -نشر أول أمس الأربعاء- وأجرته جامعة كوينيبياك بين 11 و15 ديسمبر/كانون الأول، مع عينة عشوائية من 1035 ناخبا مسجلا من مختلف الولايات.

إعلان

وأبدا 63% من المشاركين معارضتهم العمل العسكري ضد كراكاس، وهو ما رفض ترامب استبعاده مرارا، في حين أعرب 25% فقط عن دعمهم عملا عسكريا، وعارض 53% استخدام إدارة ترامب الضربات العسكرية لقتل مهربي المخدرات المزعومين في المياه الدولية .

وردّ البيت الأبيض ببيان على معارضي سياساته تجاه فنزويلا جاء فيه، إنه "خلال الحملة الانتخابية، وعد ترامب بمواجهة كارتلات (منظمات) المخدرات، وقد اتخذ إجراءات غير مسبوقة لوقف آفة إرهاب المخدرات التي أودت بحياة أميركيين أبرياء بلا داع".

وأضاف البيان "كل هذه الضربات الحاسمة كانت ضد إرهابيي المخدرات المصنفين الذين جلبوا سموما قاتلة إلى شواطئنا، وسيواصل الرئيس استخدام كل القوة الأميركية لمنع تدفق المخدرات إلى بلادنا".

وعن تداعيات خطوة ترامب بمحاصرة ناقلات النفط الفنزويلية، قال الأستاذ بالجامعة الأميركية بواشنطن، فولتون أرمسترونغ، للجزيرة نت، إن خطوة ترامب "تعكس رغبته في الظهور وكأن لديه أسبابا متعددة للوجود العسكري غير المسبوق في البحر الكاريبي، ولقد تطرّق ترامب إلى علاقة إيران بفنزويلا، ثم عبر عن رغبته في تغيير النظام في كراكاس، لكن الهدف الأساسي هو زيادة الضغط على مادورو وحرمان كوبا من النفط الذي تحتاجه بشدة".

وعن أسباب إعلان ترامب حكومة الرئيس نيكولاس مادورو منظمة إرهابية أجنبية، قال أرمسترونغ، والذي عمل لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" بعدة دول بأميركا اللاتينية "التصنيف هو لخلق مبرر سياسي وذريعة قانونية للهجوم العسكري الاستباقي. هذا منطق بلا مصداقية، فليس هناك دليل على تورُّط فنزويلا في الإرهاب، لكنّ هذا النوع من الاتهامات المزيفة يجد آذانا صاغية بواشنطن".

حشود عسكرية

من ناحية أخرى، اعتبر مسؤول عسكري سابق للجزيرة نت -تحفّظ على ذكر اسمه نظرا لطبيعة عمله الحالي- أن ترامب يبعث برسائل متناقضة، إذ إن القوات المتجمّعة قرب فنزويلا غير كافية لتنفيذ غزو البلاد برا، إلا أنها حشود ضخمة يمكنها شن هجمات جوية وصاروخية مدمرة.

وقال للجزيرة نت، "رأينا العديد من أنواع السفن العسكرية المختلفة، إضافة إلى الوحدة البحرية الاستكشافية 22 التي أرسلت في أغسطس/آب الماضي، وكانت هناك كثير من السفن البرمائية كذلك، ورأينا بشكل أكثر درامية إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد، التي أعتقد أنها أكبر حاملة طائرات في العالم، والتي تضم ما يقرب من 5000 بحار على متنها وترافقها مدمرات، كل منها يمتلك قدرات صاروخية كبيرة، وقدرات في الدفاعات الجوية كذلك".

وأضاف المسؤول العسكري، أن هذا هو أكبر انتشار عسكري أميركي في المنطقة منذ أزمة الصواريخ الكوبية في ستينات القرن الماضي، وتابع "لدينا أيضا أسطول طائرات " إف-35 " في بورتوريكو، وقوات العمليات الخاصة على متن سفن لها، وهناك رحلات لطائرات قاذفة قرب المنطقة، ومشاة البحرية الأميركية يركبون رادارات في دول مجاورة لفنزويلا".

وأشار إلى أن "هذا بناء عسكري كبير جدا، لكنه لا يزال غير كاف لغزو دولة تبلغ مساحتها ضعف مساحة العراق، وعدد سكانها نحو 35 مليون نسمة".

الرئيس والنظام

واعتبر الخبير العسكري أن هذا الاستعراض الضخم للقوة في البحر الكاريبي يهدف "إلى جعل الفنزويليين يعتقدون أنه قد يكون هناك غزو فعلا بقوات برية أميركية، أو أن يفهم الجيش الفنزويلي أن النظام يمكن أن يتعرض لضربات قوية جدا، وأن أميركا لا تريد الغزو، لكنها تُمهّد لشن هجوم جوي عنيف على النظام، وأن هذا سيحدث ما لم يتنح نيكولاس مادورو".

إعلان

ويعتقد أن "كل ما يقوم به ترامب يهدف حقا لإجبار مادورو على التنحي، إذ يقول، إنه إذا لم يفعل، فسيواجه حملة عسكرية ضخمة، وربما غارات جوية على أهداف تهم النظام، وربما محاولة لقتله مباشرة".

ورغم ذلك استبعد الخبير العسكري الغزو البري "لا أعتقد أن غزوا بريا محتملا في القريب العاجل. ستحتاج واشنطن إلى أكبر بكثير من الـ 5 آلاف جندي الموجودين حاليا فوق الكاريبي".

وأردف أن "الغزو فكرة سيئة وغبية جدا، وهذا لا يعني أنه لن يحدث. لكن الغارات الجوية، يمكن أن تحدث بأي وقت. هذه ليست إيران التي احتاجت قاذفات " بي-2 " عبور آلاف الأميال لتلقي حمولتها عليها في الصيف الماضي. وفي حالة فنزويلا القريبة من الأراضي والقواعد الأميركية، ستكون الضربات الجوية عملية أكثر سهولة".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا