آخر الأخبار

نقل قوات "الكردستاني" من تركيا للعراق.. هل يحقق السلام؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مقاتلون من حزب العمال الكردستاني يحرقون أسلحتهم

قرر حزب العمال الكردستاني، الأحد، نقل قواته المسلحة من تركيا إلى جبال قنديل في شمال العراق. جاء هذا الإعلان عقب المؤتمر الثاني عشر للحزب، الذي انعقد في أوائل مايو (أيار)، حيث اتخذ قرارات تاريخية تضمنت وقفاً أحادياً لإطلاق النار في الأول من مارس (آذار)، ثم حل التنظيم والانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة بدلاً من الكفاح المسلح.

يثير هذا التطور تساؤلات حول آفاق السلام وترسيخه. ففي تركيا، لم تقدم أنقرة إصلاحات دستورية أو تشريعية جوهرية للاعتراف بمطالب الأكراد بالمشاركة السياسية الأوسع، رغم الخطوات الرمزية التي اتخذها الحزب.

ويرى الدكتور كامران متين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ساسكس البريطانية، أن المشكلة لا تقتصر على موقف أنقرة، بل تشمل أيضاً غياب رؤية سياسية واضحة لدى الحركة الكردية نفسها. لم تحدد الحركة القوانين الضرورية لتحقيق الحرية والاندماج الديمقراطي، مما يصعب تقييم التزام الطرفين بعملية السلام.

في إيران، تتقاطع القضية الكردية مع نشاط حزب العمال الكردستاني و"حزب الحياة الحرة لكردستان"، وهو الأقرب أيديولوجياً وتنظيمياً للحزب الكردي التركي. ينشط حزب الحياة الحرة في مناطق كردستان إيران عبر جناحه العسكري "وحدات كردستان الشرقية". ورغم دعواته السياسية، لم يعلن الحزب وقفاً شاملاً للعمل المسلح، مما يبقي المنطقة الحدودية الإيرانية-العراقية في حالة توتر أمني مستمر.

يأتي هذا رغم الاتفاقية الأمنية بين طهران وبغداد، وبموافقة أربيل، وسط قلق إيراني متزايد دفعها لتنفيذ عمليات عسكرية ضد معاقل حزب الحياة الحرة في شمال العراق.

في الساحتين السورية والعراقية، قد تمثل الخطوة الجديدة انطلاقة لمرحلة تفاوضية أوسع. تسعى حكومة إقليم كردستان للعب دور الوسيط لدعم التنمية الاقتصادية والتجارة مع تركيا، وتعزيز حضور الإقليم السياسي ضمن ترتيبات إقليمية تخدم القضية الكردية. يشمل ذلك التنسيق مع الأحزاب الكردية السورية لتحقيق مشاركة سياسية مع دمشق ومكتسبات اجتماعية. ويبقى التحدي في قدرة هذه التحركات على التحول إلى نتائج مؤسساتية تضمن الحقوق والمشاركة، بدلاً من الاكتفاء بالتحولات الرمزية أو العسكرية.

ويعود السياق المباشر لانحلال حزب العمال الكردستاني إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2024، عندما دعت حكومة باهشلي (زعيم حزب الحركة القومية، الحليف لأردوغان) بشكل غير متوقع إلى حل الحزب والإفراج المشروط عن أوجلان.

في فبراير (شباط) 2025، أصدر عبد الله أوجلان، مؤسس الحزب، بياناً تاريخياً من سجنه دعا فيه حزب العمال الكردستاني إلى وضع السلاح، وعقد مؤتمر، وحل التنظيم. وأكد أوجلان أن "حزب العمال الكردستاني أكمل مهمته التاريخية"، وأن النضال يجب أن يستمر عبر السياسة الديمقراطية.

وتلا ممثلو حزب المساواة وديمقراطية الشعوب هذا البيان الذي حظي بتغطية واسعة.

أعلن الحزب فوراً وقف إطلاق النار في مطلع مارس (آذار) 2025، وعقد مؤتمره الثاني عشر من 5-7 مايو (أيار) 2025 في جبال قنديل شمال العراق. اتخذ الحزب في المؤتمر قراراً بحل الهيكل التنظيمي وإنهاء الكفاح المسلح.

يشكل إعلان حزب العمال الكردستاني في قنديل محطة مهمة في الصراع الكردي-التركي، ويمثل اختباراً لقدرته على الانتقال من العمل المسلح إلى السياسة المنظمة. سيحدد مستقبل هذه الخطوة مدى وضوح رؤيته السياسية وقدرته على بلورة مطالب محددة وقابلة للتنفيذ، بالإضافة إلى وجود ضمانات داخلية وإقليمية لمراقبة تطبيقها. بدون ذلك، يبقى احتمال العودة إلى المواجهة قائماً، رغم مشهد التحول الواعد.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا