أصدرت دولة تشاد مذكرة رسمية موجهة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تطالب بالتحقيق في استخدام الجيش السوداني للأسلحة المحرمة في السودان.
من جانبه، أكد السفير الأميركي لدى المنظمة، أن اتهامات بلاده للجيش باستخدام تلك الأسلحة خلال الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 استندت إلى أسس قوية.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ملف استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية منذ إعلان الولايات المتحدة في مايو فرض عقوبات على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بعد ثبوت استخدام أسلحة كيميائية عام 2024.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أكدت لموقع سكاي نيوز عربية، في سبتمبر أنها تراقب الوضع عن كثب، وأن أي تحرك من جانبها سيكون مرتبطا بتقديم طلب من دولة عضو في معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأظهرت وثيقتان منشورتان على موقع المنظمة ضمن أجندة اجتماع المجلس التنفيذي، الذي انطلق الجمعة، أن موضوع استخدام أسلحة كيميائية أخذ حيزا واسعا من المناقشات.
ومنذ بداية عام 2025، يربط مختصون بين عدد من الظواهر الصحية والبيئية ووجود تلوث كيميائي، خصوصًا في الخرطوم ووسط السودان وشمال دارفور.
ويوم الخميس قالت " هيومن رايتس ووتش" إنها تحققت بشكل مستقل من صور ومقاطع فيديو نشرتها وحدة خاصة في شبكة "فرانس 24" تؤكد استخدام الجيش السوداني مادة الكلور، المحرم دوليا استخدامها كسلاح بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، مما يشكل جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية، داعية المجتمع الدولي للتحرك.
وأظهرت الصور والمقاطع التي نشرتها الشبكة استخدام غاز الكلور في سبتمبر 2024 قرب قاعدة جبل جاري العسكرية ومصفاة جيلي النفطية القريبة شمال الخرطوم، وكانت كلتاهما آنذاك تحت سيطرة قوات الدعم السريع عند وقوع الهجوم.
كما نشرت مجموعة "محامو الطوارئ" في أغسطس تقريرًا رصدت فيه عددًا من الظواهر والأدلة التي ترجح استخدام أسلحة كيميائية في منطقة سنار بوسط البلاد.
ووفقا لإفادات شهود العيان الذين تضمنهم تقرير مجموعة "محامو الطوارئ"، فإن أعدادا كبيرة من السكان يعانون من حالات التهابية غريبة، وسط تزايد ملحوظ في حالات الإجهاض وتشوه الأجنة.
وقالت معدة التقرير، رحاب مبارك، عضو هيئة "محامو الطوارئ": "الشهادات التي حصلنا عليها تؤكد أن ما حدث هو جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، استخدم فيها الجيش الأسلحة المميتة والمحرمة دوليا واستهدف بها قطاعًا واسعًا من المدنيين".
ووفقًا لتحقيق أجراه موقع "سكاي نيوز عربية"، قال مسؤول محلي في شمال دارفور إن ظواهر غريبة تلت معظم الضربات التي تعرضت لها منطقتا الكومة ومليط خلال الأشهر الماضية، والتي بلغت نحو 130 طلعة جوية.
ولخص تلك الظواهر في احتراق جثث الضحايا وتغير ملامحها كليا، وكان بعضها ينتفخ، كما تنفق الحيوانات بشكل غريب، ويتغير لون التربة والمياه.
وأكد المسؤول المحلي، أن هناك عشرات الأدلة التي جُمعت، وتتضمن مقاطع فيديو وصورا وشهادات ناجين، وعينات من التربة، وبقايا جثامين بشرية، وبقايا حيوانية محترقة، وعينات من مياه أُخذت من وادٍ في غرب المدينة تغيّر لون مياهه تمامًا بسبب تأثير المواد الكيميائية.
وأوضح مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة المنعقدة حاليًا في لاهاي تشهد مناقشات واسعة للملف السوداني.
وقال المصدر لموقع سكاي نيوز عربية: "وزعت تشاد مذكرة فيها عن عدم اقتناعها بردود الحكومة السودانية على مزاعم الولايات المتحدة، وشككت في حياد اللجنة الوطنية التي شكلتها الحكومة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية، وطالبت المنظمة بالانخراط في عملية التحقيق والعمل على إرسال مراقبين فنيين إلى السودان".