آخر الأخبار

أي تداعيات سياسية وأمنية لعملية معبر اللنبي؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

عمّان- قتل إسرائيليان أحدهما في العشرينيات والآخر في الستينيات من العمر، في عملية إطلاق نار نفذت مساء اليوم الخميس، عند معبر اللنبي (جسر الملك حسين كما يسمى في الأردن ومعبر الكرامة كما يسمى في الجانب الفلسطيني) الرابط بين الأردن و الضفة الغربية ، وفق ما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية وخدمات الإسعاف التابعة للاحتلال.

وقالت مصادر إسرائيلية إن الرجلين أصيبا بجروح بالغة في بداية الهجوم، قبل أن تعلن الطواقم الطبية لاحقا عن مقتلهما متأثرين بإصاباتهما، ووصف المعلقون الإسرائيليون العملية بأنها من أخطر الهجمات التي تطال المعبر الإستراتيجي الواقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على الجانب الغربي من نهر الأردن.

وبحسب ما أورده موقع "والا" العبري في التحقيقات الأولية، فإن منفذ الهجوم أوقف شاحنته عند إحدى نقاط التفتيش داخل المعبر، ثم ترجل منها وأطلق النار باتجاه قوات الأمن الإسرائيلية المتمركزة في المكان، مما أسفر عن إصابات مباشرة في صفوفهم.

المنفذ عسكري متقاعد

أعلنت الخارجية الأردنية أن منفذ الهجوم في المعبر الحدودي هو عبد المطلب القيسي (68 عاما). وقالت إن القيسي بدأ منذ 3 أشهر العمل سائقا لإيصال المساعدات إلى غزة.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي ، عن مصدر عسكري إسرائيلي، أن منفذ العملية هو عسكري أردني متقاعد يعمل سائق شاحنة، كان يقود مركبة تحمل مساعدات إنسانية موجهة إلى قطاع غزة ، -وبحسب الرواية الإسرائيلية- فقد أطلق الرجل النار على عناصر أمن من مسافة قريبة جدا، قبل أن يتم قتله.

وتعيد هذه العملية إلى الأذهان هجوما مسلحا مشابها وقع في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، عندما نفذ الشهيد ماهر الجازي ، وهو مواطن أردني آخر خدم في الجيش الأردني ، عملية إطلاق نار في المكان نفسه، مما أسفر عن مقتل 3 من عناصر الأمن الإسرائيليين، قبل أن يستشهد بنيران الاحتلال.

إعلان

ويعتقد محللون أردنيون أن الحادث قد يثير تداعيات سياسية وأمنية بين عمّان و تل أبيب ، خاصة مع الخلفية العسكرية السابقة لمنفذ العملية في المؤسسة الأردنية، ويرى المراقبون أن استمرار العمليات الفردية التي ينفذها أردنيون ضد أهداف إسرائيلية، سواء داخل الأراضي المحتلة أو عبر المعابر، يعكس تصاعد حالة الغضب الشعبي تجاه المجازر المستمرة في قطاع غزة.

ويرى مراقبون إسرائيليون أن تكرار العمليات في معبر الكرامة يثير قلق المؤسسة الأمنية، خصوصا أن المعبر يشكل الشريان البري الوحيد تقريبا الذي يربط الضفة الغربية بالعالم الخارجي عبر الأردن، ويستخدمه يوميا آلاف الفلسطينيين للسفر والتنقل، فيما يخضع لرقابة مشددة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

مصدر الصورة من مكان عمـلية إطلاق النار على معبر اللنبي بين الحدود الأردنية الفلسطينية (شبكة الهدهد)

دلالات سياسية وأمنية

من الناحية السياسية، لم يصدر تعليق رسمي أردني حتى اللحظة على الحادثة، لكن مصادر عبرية تحدثت عن اتصالات تجري بين عمّان وتل أبيب لتنسيق الموقف ومتابعة تبعات العملية، ويأتي الحادث في ظل توتر إقليمي متصاعد بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وما خلفته من مشاعر غضب وتعاطف واسع مع الفلسطينيين داخل الأردن.

ويشير محللون إلى أن ارتباط المنفذ بالمؤسسة العسكرية الأردنية سابقا يزيد من حساسية المشهد، في وقت تسعى فيه عمّان إلى التأكيد على التزامها بالاتفاقيات الأمنية مع إسرائيل، وفي مقدمتها اتفاقية وادي عربة لعام 1994.

وعلى المستوى الرسمي، قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني إننا نتابع ما يجري تداوله من أنباء حول وجود حدث أمني على الطرف الآخر من معبر الكرامة.

وأضاف المومني في منشور على منصة إكس إن جهاتنا المختصة تتابع الأمر، وسنعلن عن أي تفاصيل حال ورودها، كما أعلنت مديرية الأمن العام إيقاف حركة المسافرين عبر جسر الملك حسين بعد إغلاقه من الجانب الآخر.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي أن عملية اليوم في معبر الكرامة قد لا تكون الأخيرة من نوعها في ظل استمرار الاحتلال في جرائمه في قطاع غزة.

وأضاف الرنتاوي، في حديثه للجزيرة نت، أن "الأردن يسعى لضبط حدوده، وهو حق لأي دولة أن تفعل ذلك، لكن الغضب الشعبي من المجازر المستمرة في غزة يجعل من المستحيل حل الأزمة عبر الإجراءات الأمنية الإسرائيلية وحدها".

ويرى أن الحل السياسي قد يخفف حدة التوتر، أما المراهنة على القتل والاغتيالات فلن تثمر إلا مزيدا من الأحداث المشابهة لما شهدناه اليوم، بحسبه.



ردود فعل إسرائيلية

على الجانب الإسرائيلي، سارعت وسائل الإعلام العبرية إلى التركيز على هوية المنفذ، معتبرة أن كونه جنديا متقاعدا من الجيش الأردني يمثل "سابقة خطيرة" من وجهة نظرها، وطالب بعض المعلقين بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية على المعبر وزيادة التفتيش على الشاحنات القادمة من الأردن، خاصة تلك التي تحمل مساعدات موجهة إلى قطاع غزة.

إعلان

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن المؤسسة الأمنية تدرس إعادة النظر في الترتيبات الخاصة بنقل المساعدات عبر معبر الكرامة، خشية تكرار عمليات مماثلة قد تستغل الغطاء الإنساني لتنفيذ هجمات مسلحة.

ويقع معبر الكرامة على بعد نحو 57 كيلومترا من العاصمة الأردنية عمّان، ويعد المعبر البري الرئيسي الذي يربط الضفة الغربية بالأردن والعالم العربي، وتديره سلطات الاحتلال أمنيا من الجانب الفلسطيني منذ احتلال الضفة عام 1967، فيما يتولى الأردن إدارة الجانب الشرقي منه، ويطلق عليه رسميا اسم "جسر الملك حسين".

ويشكل المعبر رمزا حساسا في العلاقات الأردنية الفلسطينية الإسرائيلية، إذ تمر عبره الغالبية العظمى من حركة الأفراد والبضائع، بما في ذلك قوافل المساعدات إلى قطاع غزة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا