في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كثّف الجيش الإسرائيلي عمليات الاستهداف الممنهج للأبراج العالية والبنايات السكنية والمنشآت المدنية والحيوية في مدينة غزة ، تمهيدا لتنفيذ عملية احتلال المدينة وطرد السكان والنازحين منها.
ورغم تبرير الجيش الإسرائيلي قصفه لهذه الأبراج بزعم وجود بنى تحتية عسكرية أو كاميرات مراقبة، فإن معظمها كان يضم عائلات نازحة ويحيط بها مخيمات مكتظة، في حين تحوّل بعضها إلى أنقاض غير صالحة للسكن بعد تعرضها للاستهداف المتكرر.
ويوم أمس، بدأ جيش الاحتلال عمليته العسكرية لاحتلال مدينة غزة بمشاركة فرقتين عسكريتين حتى اللحظة.
وقال الجيش في بيان سابق "بدأنا مرحلة أخرى من عملية مركبات جدعون في قلب مدينة غزة" وأضاف أن "هدف العملية هو تدمير البنية التحتية لحركة حماس وهزيمتها".
وتُظهر صور الأقمار الصناعية لعدة مناطق في غزة أن استهداف الأبراج أدى بشكل مباشر إلى نزوح جماعي من محيطها، بفعل شدة القصف والدمار، مما يعزز أن الاحتلال لجأ إلى سياسة "الكثافة النارية" لإفراغ الأحياء ودفع السكان نحو جنوب القطاع.
ووثق تحليل أجرته وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة، تدمير الجيش الإسرائيلي نحو 22 برجا وبناية سكنية بشكل كامل بين 2 و15 سبتمبر/أيلول الجاري، بينها 14 برجا و8 عمارات، معظمها مأهولة.
ورغم الإنذارات المسبقة التي تلقّاها السكان، فإنها لم تمنحهم أكثر من ساعة واحدة في كثير من الأحيان للفرار بما خفّ من متاعهم.
وأوضحت الخرائط أن القصف تركز ضمن منطقة غرب مدينة غزة، حيث يتجمع معظم النازحين من شمال القطاع والمدينة، وسُجّل أكبر عدد من عمليات التدمير في حي الرمال (12 استهدافًا)، مقابل 10 استهدافات أخرى في تل الهوا والشاطئ، بالتزامن مع غارات دمّرت عشرات المنازل في مخيم الشاطئ وحي الدرج والصبرة بمدينة غزة لم توثقها الخريطة.
وكانت عمليات التدمير الأعلى للأبراج والبنايات السكنية في حي الرمال بواقع 12 عملية استهداف، مقابل 10 عمليات أخرى في تل الهوا والشاطئ، مما رصدته الخريطة.
وبالتزامن مع قصف الأبراج والبنايات العالية، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة عمليات استهداف دمرت عشرات المنازل في منطقة مخيم الشاطئ وحي الدرج خصوصا.
وتشير المعطيات إلى أن أشرس موجة قصف سُجّلت يومي 13 و14 سبتمبر/أيلول.
وتُظهر صور أقمار صناعية لمناطق مثل برج طيبة وبنايات "الرؤيا" و"الكرامة 5″ وغيرها في غرب غزة، تحركا كثيفا للنازحين بعد القصف، حيث تفككت المخيمات العشوائية والمنظمة، وانتقل عشرات الآلاف من العائلات نحو الجنوب.
كما سجّلت صور أخرى انخفاضا ملحوظا في ازدحام خيام النازحين بمحيط ميناء غزة وساحل البحر، بالتوازي مع تكثيف القصف هناك.
وتقدّر جهات إسرائيلية أن نحو 400 ألف فلسطيني نزحوا جنوبا، غير أن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد أمس أن العدد بلغ 190 ألفا فقط، مشيرا إلى أن نحو مليون فلسطيني ما يزالون في مدينة غزة وشمالها، رافضين النزوح القسري.
وأضاف المكتب أن منطقة "المواصي" بخان يونس ورفح – التي يروّج لها الاحتلال كمنطقة "آمنة" – تحتضن اليوم أكثر من 800 ألف نسمة، لكنها تعرضت لأكثر من 109 غارات جوية أسفرت عن أكثر من ألفي شهيد.
كما أنها تفتقر بشكل كامل إلى مقومات الحياة الأساسية من مستشفيات وبنية تحتية وخدمات مياه وكهرباء وغذاء، مما يجعل البقاء فيها أقرب إلى المستحيل.
ولم تكن سياسة الاستهداف الممنهج للأبراج السكنية والبنايات جديدة، إذ سبق أن اتبعها الجيش الإسرائيلي بين 28 مايو/أيار و2 يونيو/حزيران من العام الجاري.
ووفقا لتحليل بيانات أجرته وكالة سند في شبكة الجزيرة، دمّر الجيش خلال تلك الفترة 51 موقعا، بينها 24 عمارة سكنية و27 منزلا بعد إخلاء سكانها.
وقد تركزت هذه الاستهدافات في مناطق جباليا البلد وحي الزيتون والبلدة القديمة بمدينة غزة، إضافة إلى حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، وجميعها كانت مسرحًا لعمليات عسكرية إسرائيلية متكررة خلال الأشهر الماضية والفترة الحالية.