آخر الأخبار

على بعد أمتار من الأقصى.. روبيو يشارك في تدشين نفق تهويدي

شارك





جاء على موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي أن السبب الرسمي الرئيسي لزيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لإسرائيل هو المشاركة في احتفال في موقع "مدينة داود" التي تديرها جمعية "العاد" الاستيطانية، والمتمثل بافتتاح مقطع من نفق حُفر أسفل بلدة سلوان على بعد أمتار من المسجد الأقصى .

وبحضور روبيو -الذي قبِل الدعوة- سيتم تدشين ما يطلق عليه الاحتلال "مسار الحجاج" والذي ظهر من داخله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – قبل أشهر عندما أطلق تصريحات استفزازية تتعلق بالحق اليهودي في المسجد الأقصى.

وبالتالي سيشارك وزير الخارجية الأميركي بافتتاح هذا المسار بعد أن قام بزيارة لساحة البراق أمس الأحد رافقه خلالها نتنياهو، واختُتمت بتوقيعه في سجل زوار المكان الذي كتب عليه "ليعمّ السلام هذه الأرض المقدسة والعالم أجمع".

اصطفاف أيديولوجي كامل

الأكاديمي المختص في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة قال للجزيرة نت -معقبا على هذه المشاركة- إن الأميركي ليس بحاجة لدعوة من الطرف الإسرائيلي لافتتاح النفق، لأن لديه أجندة تقف على يمين اليمين الصهيوني اليوم، بل هو يسابق حتى اليمين الصهيوني في مواقفه الرافضة للوجود العربي الفلسطيني الإسلامي.

وبالتالي "باتت هذه المواقف لا تعبر عن مواقف سياسية في الإدارة الأميركية، لكنها تعبر أيضا عن مواقف أيديولوجية يمينية متطرفة مسيحية تصطف على يمين اليمين الصهيوني" أضاف هلسة.

ورغم أن الأكاديمي المقدسي يرى الزيارة بهذا المنظور، أشار إلى دلالات أخرى في التوقيت الحالي، إذ تأتي بعد خروج نتنياهو من عملية فاشلة ضد رموز المقاومة الفلسطينية في الدوحة، وضربه لدولة تعتبر حليفا إستراتيجيا للولايات المتحدة، فهو يرى أنه بحاجة لتعويض خسارته في العقل الإسرائيلي، عبر الوَثْب خطوات أشد يمينية.

إعلان

ومن هنا جاءت زيارته لمستوطنة معاليه أدوميم شرقي القدس قبل أيام وإعلانه عن بناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، وحديثه عن عدم قيام دولة فلسطينية، واستكمالا لهذا المشهد التصعيدي قرر إحضار رموز أميركية لافتتاح نفق في مناطق اشتعال في الصراع الإسرائيلي العربي، وفقا لهلسة.

وتابع: "سلوان هي بؤرة احتكاك ومنطقة تماس، والحضور إليها يشكّل إساءة للرموز العربية الدينية الإسلامية، لكن هذا الحدث بالنسبة لنتنياهو يوفر أجواء دعائية في إطار عام انتخابي، وصراع كل اليمين الصهيوني الذي يتنافس على تقديم الأجندة والخطة الأكثر إيغالا في الدم والحق الفلسطيني والرموز العربية والإسلامية".

واليوم تبحث كل رموز الحكومة والنظام السياسي في إسرائيل -وفقا لهلسة- عن نقطة استفزاز للعرب والمسلمين لتقديمها كمادة دعائية للجمهور الإسرائيلي، فكل المجتمع ينحاز لليمين، وزيارة الوفد الأميركي لساحة البراق أو لبلدة سلوان هي تعبير عن علاقة أميركية إسرائيلية متينة، لكنها أيضا تعبير عن وقوف أيديولوجي في الفهم الأميركي لمتطلبات إسرائيل وادعاءاتها في المسجد الأقصى والحوض المقدس ومدينة القدس والضفة الغربية.

وختم الأكاديمي المقدسي حديثه للجزيرة نت بالقول إن متانة الحلف الأميركي الإسرائيلي تقول إن أميركا مستعدة للذهاب في تحدي المشاعر والرموز العربية الإسلامية وكل العالم إلى جانب إسرائيل حيثما تريد.



خدمة الرواية الصهيونية

الباحث في تاريخ القدس إيهاب الجلاد قال إن دلالة مشاركة روبيو في افتتاح النفق يعني إقرارا أميركيا بتصريحات نتنياهو من داخل هذا النفق قبل أشهر، وموافقة أميركية على الحفريات التي تنفذ أسفل البيوت العربية في سلوان وبمحيط المسجد الأقصى.

وخلال زيارته لهذا النفق في شهر مايو/أيار المنصرم قال نتنياهو إن آباءه مرّوا منه قديما وهم في طريق صعودهم إلى "جبل الهيكل" (التسمية التوراتية للمسجد الأقصى).

وأجاب على سؤال طُرح عليه وهو داخل النفق "أين نحن الآن؟" بالقول "في شارع الصعود بالأقدام بمدينة داود، قصة مدهشة! انظر إلى الأرض، هنا آثار أقدام آبائنا الذين مشوا عليها… كانوا يدخلون بركة الطهارة ثم يصعدون إلى جبل الهيكل ويصلون".

وأضاف نتنياهو "القدس كانت دائما بأعيننا… عدنا وحررنا القدس القديمة والجديدة وللأبد ستبقى بأيدينا".

وأكد الجلاد على أن المسار الذي سيُفتتح بمشاركة أميركية هو شارع تاريخي غُطّي بالبناء لاحقا، وهو امتداد لشارع أطلق عليه قديما اسم "الجبّانين"، نسبة إلى صانعي الجبن، أو "الطواحين"، وفقا لما ذكره المؤرخون الرومان والمسلمون.

وامتد الشارع من باب العامود مرورا بطريق الواد، فمنطقة حارة المغاربة ، ثم يستمر بالهبوط نحو حي وادي حلوة وينتهي عند منطقة عين سلوان، وعمل الإسرائيليون على نبش بعض مقاطع الشارع وتنفيذ الحفريات فيها كمقطع وادي حلوة -الذي سيُفتتح- لأهداف سياسية بحتة وفقا للجلاد.

إعلان

وأثّرت هذه الحفريات على منازل المقدسيين في بلدة سلوان بسبب الفراغ الذي أحدثته أسفلها وبالتحديد في حي وادي حلوة، إذ هبط الشارع والكثير من أرضيات المنازل بين عامي 2007 و2009 وتصدعت الجدران، لأن الحفريات سارت أسفل المنازل وتحول الشارع التاريخي إلى نفق.



أهداف إستراتيجية

وأكد الباحث المقدسي أن الشارع لم يرتبط يوما بأهداف دينية، بل أُنشئ لأهداف إستراتيجية تتعلق بتخطيط المدينة، وهو ما يدحض ادعاءات نتنياهو بأن آباءه استخدموه للوصول إلى الأقصى وفقا للجلاد.

وفي ردود الفعل قالت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في بيان لها اليوم الاثنين إن المشاركة الأميركية في افتتاح نفق تهويدي، تشكل عدوانا مباشرا على الهوية العربية لمدينة القدس ومقدساتها الإسلامية المسيحية وتشجيعا لإسرائيل على مواصلة جرائمها وانتهاكاتها اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وحذرت الهيئة من خطورة افتتاح نفق يهدد المسجد الأقصى وسلامته الإنشائية، بالإضافة إلى تهديد مئات المنازل الفلسطينية الملاصقة للمسجد في الجهة الجنوبية على مسافة تزيد عن 600 متر أسفل بلدة سلوان.

وعلى موقعها الإلكتروني اعتبرت منظمة "السلام الآن" الإسرئيلية أن "زيارة روبيو ليست أقل من اعتراف أميركي بالسيادة الإسرائيلية على أكثر أجزاء حوض القدس المقدس حساسية، وهو ما يتناقض مع موقف واشنطن الراسخ منذ عام 1967".

وأضافت المنظمة أن "فريق ترامب يختار تعزيز قبضة الاستيطان في قلب منطقة الحرم الشريف بدلا من الدفع نحو تسوية سياسية.. إن النفق وكيفية حفره وما وراء افتتاحه، يمثل دهسا لقدسية القدس كمدينة مقدسة لجميع الديانات، وتعود لجميع سكانها، وذلك على بُعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى."

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا