آخر الأخبار

التطوع الرقمي يشق طريقه في فضاءات الإنترنت العربية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مع انفتاح المجتمعات العربية على الثورة الرقمية وتزايد حضور الشباب في الفضاء الافتراضي، لم يعد العمل التطوعي حبيس الميدان وحده، بل تمدد إلى الشاشات والمنصات الإلكترونية.

وبينما يحتفي الاتحاد العربي للعمل التطوعي -اليوم الإثنين- بـ"اليوم العربي للتطوع" الذي يوافق 15 سبتمبر/أيلول من كل عام، يطل "التطوع الرقمي" كأحد أبرز أشكال العطاء الحديثة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 لازاريني: إسرائيل قصفت 10 مبان للأونروا بغزة في 4 أيام
* list 2 of 2 من الكرفانات للمدن الخضراء.. "غزي دستك" تُسرّع الخطى لإيواء نازحي غزة end of list

والتطوع الرقمي نمط حديث من العمل التطوعي يتيح للأفراد تقديم وقتهم وخبراتهم عن بُعد عبر الإنترنت، بهدف دعم الأنشطة (الإنسانية، والثقافية، والتعليمية، والتنموية) دون الحاجة للوجود الجسدي بموقع العمل، وتنامى الاهتمام بهذا النوع من التطوع مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا والمنصات الرقمية في مختلف القطاعات.

ولا توجد أرقام دقيقة شاملة على مستوى كل الدول العربية، لكن بعض المبادرات الكبرى أعلنت عن انضمام آلاف المتطوعين الرقميين خلال السنوات الأخيرة.

ويبلغ معدل استخدام الإنترنت بين الشباب (15-24 سنة) بالدول العربية حوالي 78%، وفقا لدراسة أعدها المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية، مما يوفر قاعدة جيدة للتطوع الرقمي.

الجزيرة نت حاولت في هذا التقرير رصد واقع التطوع الرقمي في عدة دول عربية:


*

مصر

أطلق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي منصة "إنسان" الرقمية، وتتيح للمتطوعين المساهمة في خدمة المجتمع افتراضيًا عبر موقعها الإلكتروني أو تطبيق الهاتف الجوال.

وتهدف المنصة إلى تعزيز ثقافة التطوع وتقديم شهادات تقدير إلكترونية وإتاحة الفرصة للمتطوعين للتواصل وتبادل الخبرات، ويمكن تسجيل ساعات العمل التطوعي وتتبع المساهمات.

وبدورها، أطلقت وزارة الشباب معسكرات لتدريب النشء على كيفية استخدام الأدوات الرقمية في العمل التطوعي، وأطلقت شركة فودافون مصر منصة للتطوع سواء بالوقت أو المهارات لعدد من المهام التوعوية والمجتمعية والخيرية.

إعلان

*

السعودية

أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المنصةَ الوطنية للتطوع، والتي تهدف لربط المتطوعين بالجهات المحتاجة، بحيث يتمكنون من اختيار المشروع أو الفرصة التي يفضلون المشاركة بها.

وهناك مبادرة أخرى أطلقتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تحت عنوان "مبادرة العطاء الرقمي" وتهدف إلى نشر الثقافة الرقمية والعطاء الرقمي. وتشمل ورش تدريب واستقطاب متطوعين لتوعية المجتمع في مجالات مثل الأمان الرقمي و الذكاء الاصطناعي والمهارات التقنية.


*

قطر

أطلقت جمعية قطر الخيرية حاضنة "ازدهار" الإلكترونية بهدف رعاية المبادرات والفعاليات التطوعية، وتقديم الاستشارات في المجال التطوعي، ونشر ثقافة المبادرة في المجتمع وإبراز أهميتها.

كما تهدف لجمع المبادرات المتميزة تحت مظلة واحدة، إضافة إلى تعزيز الابتكار والإبداع لدى المجتمع، وتوفير قاعدة بيانات للمبادرات والمتطوعين.


*

الأردن

تنوعت مبادرات التطوع الرقمي، ومن أبرزها منصة "نَحنُ" التي توفر فرصا للتطوع في مختلف المجالات، بما في ذلك البيئة والتعليم والصحة، وتسهم المنصة في تعزيز ثقافة العمل التطوعي بين الشباب الأردني، وتوفر لهم فرصا لتطوير مهاراتهم والمشاركة في مشاريع مجتمعية هادفة.

واستقطبت منصة "نحنُ" منذ تأسيسها حوالي 51 ألف متطوع شاب، بمجموع أكثر من 1.2 مليون ساعة تطوّعية من خلال حوالي 120 ألف فرصة تطوعية أثّرت في مجتمعات محلية في كافة محافظات الأردن.

كما تنشط مبادرات تطوعية تعليمية مثل مبادرة "مليون مبرمج أردني" ومنصة "هذا أنا" والتي تركز على تمكين الشباب من خلال تقديم تدريبات وورش عمل متخصصة لتجهيزهم لسوق العمل.

بدورها أطلقت الحكومة الأردنية برنامج "حافز" بهدف توفير فرص عمل مؤقتة بالقطاع الرقمي والريادي للشباب الأردني، ويُنفذ بالشراكة بين وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وعدد من المؤسسات المحلية والدولية، ويساهم في تمكين الشباب من اكتساب خبرات عملية في مجالات التقنية والابتكار.


*

العراق

تُعتبر منصة العراق للعمل التطوعي، المعروفة باسم "عطاء"، أول منصة إلكترونية يتم إطلاقها في البلاد بهدف تنظيم وتسهيل العمل التطوعي، وتهدف إلى ربط المتطوعين بالفرص التطوعية المتاحة في مختلف المجالات، وتوفير بيئة منظمة وآمنة للعمل التطوعي.

ووفقًا لمركز الإعلام الرقمي، فقد بلغ عدد مستخدمي الإنترنت بالعراق 34 مليون مستخدم عام 2025، حيث كانت منصات التواصل الأكثر استخدامًا، وهذه الأرقام تشير لوجود قاعدة جماهيرية رقمية واسعة يمكن استهدافها وتنظيمها بالأنشطة التطوعية عبر الإنترنت، مما يعكس إمكانية كبيرة لتنمية التطوع الرقمي بالبلاد.


*

لبنان

أطلقت الحكومة اللبنانية بالشراكة مع اليونيسيف منصة "نَحْنُ" التي ربطت آلاف الشباب بفرص تطوعية منظّمة عبر الإنترنت، وساهمت بتعبئة متطوّعين للمبادرات المحلية.

كما تعد "حملة الدولار الواحد" -وهي مبادرة شبابية تطوعية انطلقت عبر الإنترنت ووسائل التواصل- من أبرز منصات التطوع الرقمي، وهدفها جمع التبرعات (دولار من كل شخص) لتأمين مساعدات للقرى الحدودية في الجنوب اللبناني .

إعلان

ويمكن قياس الأثر الحقيقي للتطوع عبر الإنترنت من خلال تجربة حسين صالح مؤسس مبادرة حملة الدولار الواحد. فقد تمكّن عبر وسائل التواصل من جمع نحو 40 ألف دولار خلال 40-45 يوما، استخدمت لإصلاح بيوت متضررة في القرى الحدودية، وتركيب زجاج، وترميم الأسقف، وتوفير أثاث وأجهزة وأدوية للأهالي.


*

المغرب

دشنت مؤسسة "دوار تيك" برامج إلكترونية لرفع قدرات شباب المملكة خاصة المناطق القروية والمحرومة، من خلال التدريب في مهارات الويب، وريادة الأعمال الرقمية، وتشجيع الابتكار. ويقدم الدورات متطوعون رقميون.

وبدوره، أطلق مركز المتطوعين في المغرب منصة إلكترونية لتنسيق العمل التطوعي توفر للشباب فرصة متنوعة لتقديم الدعم الرقمي للمنظمات المحلية، في مجالات من بينها نشر المحتوى، وتنظيم الفعاليات الرقمية، والتوعية الإلكترونية.

مصدر الصورة ارتفاع نسبة الشباب بين مستخدمي الإنترنت في العالم العربي يوفر قاعدة جيدة للتطوع الرقمي (غيتي)

روح العصر

وفي تعليقه على تطور مبادرات التطوع الرقمي في العالم العربي، قال رئيس جمعية ناشط الثقافية الاجتماعية ظافر الخطيب -للجزيرة نت- إن روح العصر باتت رقمية "وهو ما سهّل إطلاق المبادرات عبر المنصات الإلكترونية، ولا سيما أن التبرعات الصغيرة أصبحت متاحة أمام أي شخص يرغب في المساهمة، مما يوسّع قاعدة المشاركين ويفتح المجال أمام مبادرات أوسع".

وأوضح الخطيب أن "أحد الأمثلة على ذلك ما يجري اليوم لدعم المحاصَرين في غزة، سواء من خلال تأمين الغذاء أو المياه. فقد بادرت ناشطة إلى تحويل مبالغ مالية لتغطية تكاليف سترات مياه، وتم بالفعل إيصالها إلى الأهالي، كما جرى الأمر نفسه في ما يخص الغذاء".

لكنه شدد على أن "هذا المسار لا يخلو من صعوبات كبيرة، مرتبطة بالنظام القضائي والقوانين والرقابة، إضافة إلى التخوف الدائم من اتهامات مرتبطة بمكافحة الإرهاب واحتمال ذهاب الأموال باتجاهات أخرى، وهو ما يجعل أي عملية جمع وتحويل أموال مثار تساؤلات ويضع الجمعيات أمام تحديات معقدة".

وبدوره، يرى يوسف السلمان، المختص بالعمل التطوعي في العراق، بأن العمل التطوعي يمثل إحدى أكثر الآليات حيوية وفاعلية في تحقيق التحول الاجتماعي، والبيئي، والاقتصادي، والرياضي، والعمل المؤسسي.

وأكد السلمان -بحديثه للجزيرة نت- أن الشباب المتطوعين ليسوا مجرد مساعدين، بل هم فاعلون حقيقيون في التغيير وشركاء أساسيون لتحقيق التقدم المحلي نحو التنمية البشرية المستدامة والسلام العالمي، مشيرا إلى أن الدراسات الحديثة أظهرت نمواً ملحوظاً بمشاركة الشباب الجامعي في الأنشطة التطوعية، بفضل المشاريع التي تدمج التكنولوجيا.

وفي سياق متصل، شدد السلمان على أن "التطوع الرقمي ليس بديلاً للتطوع الميداني، بل هو مكمل أساسي وفعال له" مبينا أنه بينما يظل التطوع الميداني ضرورياً في الأنشطة التي تتطلب وجوداً مادياً مثل الإغاثة الإنسانية وتوزيع المساعدات، يعمل التطوع الرقمي على توسيع نطاق العمل التطوعي وتسهيله، فهو يتجاوز الحواجز الجغرافية والأمنية، ويسمح بجمع التبرعات، ونشر الوعي، وتجنيد المتطوعين عبر الإنترنت، كما يستفيد من مهارات المتخصصين مثل المصممين والمبرمجين.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا