دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN )-- حذر رئيس وزراء قطر الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم، الثلاثاء، من مخاطر التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران ، قائلا إن دول الخليج "تدفع ثمنا باهظا لهذا التصعيد الراهن"، وطالبها بالتحرك لدى أمريكا لوقف الحرب، مشيرا إلى أنه ليس من مصلحة دول الخليج أن ترى "إيران الجارة الكبيرة تنهار".
وقال حمد بن جاسم في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "للأسف، فإن منطقة الخليج ستدفع، بل هي تدفع ثمنا باهظا للتصعيد الراهن وللحرب التي اندلعت إثر قيام إسرائيل بشن هجمات على المواقع الإيرانية العسكرية والمدنية، بينما كانت هناك محادثات بين الولايات المتحدة وإيران لإيجاد حل تفاوضي سلمي لقضية الملف النووي الإيراني".
وأضاف رئيس وزراء قطر الأسبق: "ومن هنا، فلابد لدول الخليج العربية، باعتبارها معرضة لمخاطر التصعيد مباشرة قبل غيرها، أن تتخذ موقفا واضحا وأن تتدخل لدى الحليف الأمريكي لوقف الحرب تجنبا لتبعاتها المباشرة وغير المباشرة في المدى القصير والمدى البعيد".
ومضى حمد بن جاسم قائلا: "ولابد لنا أن نؤكد هنا، أنه ليس من مصلحة دول الخليج أن ترى إيران الجارة الكبيرة تنهار. فمثل هذا الأمر سيؤدي حتما إلى فلتان مدمر للأوضاع في منطقتنا، ستكون عواقبه شديدة على الجميع. ولتجنب ذلك، فلابد لدول الخليج أن تعلن موقفا واضحا وصريحا عبر مراكز القرار لوقف فوري لهذا الجنون الذي بدأته إسرائيل، والذي لم تتضح حتى الآن أبعاد تأثير كاملة على المنطقة"، حسب تعبيره.
وأوضح رئيس وزراء قطر الأسبق: "كما علمتنا الوقائع الماضية، كانت هناك تبعات كثيرة لاحتلال العراق الغاشم للكويت، وسوف تكون لهذه الحرب أيضا عواقب كثيرة وعميقة الأثر على منطقتنا وربما على العالم، ففي النهاية لن يكون المنتصر منتصرا والمهزوم مهزوما على الدوام".
وأردف حمد بن جاسم في منشوره: "في ضوء ذلك، فلابد لنا في دول الخليج أن نسعى لإيقاف هذا الصلف الجنوني في استعمال القوة، لأننا أول المتضررين منه، ومصلحتنا هي في أن تكون بحيرة الخليج العربي بحيرة سلام للجميع، وأملي أن يتحرك قادتنا بسرعة عبر القنوات التي يعرفونها لوقف هذا الجنون".
وختم رئيس وزراء قطر الأسبق منشوره قائلا: "نحن نعلم كيف آل الوضع في أفغانستان بعد هزيمة طالبان عام 1991 وما تبع ذلك من تطورات. إيران تختلف عن أفغانستان وأكبر منها. ومع أن لدينا في دول الخليج نقاط اختلاف كثيرة مع إيران ومع إسرائيل كذلك، فإن ذلك لا يجعلنا ندخل مع طرف ضد الآخر، ولكن لا يمكننا أيضا أن نظل متفرجين أو نتخذ موقف حياد سلبي غير فاعل، بل لابد أن يكون حيادنا إيجابيا وفاعلا"، حسب قوله.