مع قدوم عيد الأضحى، تعود تقاليد الزيارات واللقاءات العائلية التي تُعد من أبرز مظاهر الفرح والتواصل في المجتمعات العربية. إلا أن بهجة اللقاء قد تعكرها بعض التصرفات العفوية التي تُثقل كاهل المضيف أو تفسد الود بين الأهل والأصدقاء، مما يجعل الالتزام بـ"إتيكيت زيارات العيد" أمرا مهما لضمان راحة الضيف والمضيف على حد سواء، وتحويل اللقاءات من واجبات اجتماعية إلى لحظات ممتعة يسودها الاحترام والبهجة.
تشير الدكتورة دعاء بيرو، استشارية الإتيكيت والسلوكيات المعتمدة، إلى أن القاعدة الأهم خلال عيد الأضحى هي تجنب الزيارات المفاجئة دون تنسيق مسبق، خصوصا في الأيام الأولى من العيد، نظرا لانشغال أهل البيت بذبح الأضاحي وتوزيعها. وتوصي بتأجيل الزيارات المنزلية للتهنئة إلى ما بعد صلاة الظهر، حتى يتمكن المضيفون من إتمام شعائر العيد وأخذ قسط من الراحة.
وتوضح الدكتورة بيرو أنه إذا كانت الزيارة قصيرة، يكفي تقديم المشروبات والحلوى، أما إذا تجاوزت الساعتين، فمن الأفضل تقديم الطعام. وتشدد على أهمية تنويع المائدة وعدم الاقتصار على اللحوم، مراعاة لاختلاف الأذواق، مشيرة إلى ضرورة إضافة طبق من الدجاج كخيار بديل. كما تنصح بتخصيص غرفة للأطفال، خاصة إذا كانوا في عمر متقارب، ليلعبوا بحرية دون إزعاج الكبار أو إرباك أجواء الضيافة.
كما توصي الدكتورة شريهان الدسوقي، وهي استشارية معتمدة في الإتيكيت والسلوكيات، بمجموعة من الترتيبات قبيل وأثناء عيد الأضحى، أهمها "الانتهاء من تنظيف المنزل جيدا قبيل العيد بوقت كاف وعدم الانتظار حتى اللحظات الأخيرة، لتجنب الإصابة بالإجهاد، كذلك عدم حضور عمليات الذبح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، وعدم إطالة فترة الزيارات العائلية".
وتضيف: "في حال قررت الأسرة تناول الطعام في الخارج، فمن الأفضل حجز المطعم قبلها بفترة مع اختيار الأطعمة المفضلة تجنبا للاختيارات العشوائية وإضاعة الوقت في البحث عن مكان مناسب".
تقول كارول دي لو المدونة في مجال الإتيكيت وأصول الضيافة بمدونتها "بلوسكاي آت هوم" إن ثمة تفاصيل بسيطة تحول مهام الضيافة من متعة إلى عبء نفسي وبدني، وتبدد الأوقات الممتعة في مجموعة من التفاصيل المرهقة والصعبة، لذا توصي بمراعاة مجموعة من النقاط أهمها:
بحسب خبيرة الإتيكيت كارول دي لو، فإنه يتوجب على أصحاب البيت اتباع مجموعة من الإرشادات لمنح الضيوف تجربة مريحة في أوقات الأعياد السعيدة أهمها:
يشير خبراء الإتيكيت إلى مجموعة من الأخطاء التي قد يقع فيها الضيوف في أوقات الأعياد والمناسبات العامة، والتي قد تفسد الزيارة بأكملها إن لم يتم الانتباه لها مثل:
عدم إبلاغ المضيف بالمشكلات الغذائية كالحساسية مثلا أو نظام الطعام النباتي، قبل الحدث بوقت كاف، فإذا لم يكن من الممكن تحضير طعام خاص يمكنك أن تحضر طبقك المفضل، وتشاركه مع مضيفك.
عدم طرح المساعدة على المضيف، خاصة في حالة الطهي لأعداد كبيرة، حيث قد يكون من المناسب سؤاله حول إحضار حلوى أو مشروبات أو حتى زهور لتزيين السفرة، أو ربما وجبة إفطار شهية كاستراحة من الطهي في الصباح التالي.
في نهاية المطاف، تبقى زيارات العيد فرصة لتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية، ولا يتحقق ذلك إلا باللطف والذوق واحترام خصوصية الآخرين. إضافة إلى أن تفادي الأخطاء الشائعة ومراعاة قواعد الإتيكيت البسيطة يضمن تجربة مريحة وممتعة للجميع، ويعكس تقدير الضيف لمضيفه وحرصه على أن يكون جزءا إيجابيا من الأجواء الاحتفالية.