أصيب شبان فلسطينيون في مدينة نابلس خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المدينة اليوم الأحد، في حين بنى مستوطنون بؤرة استيطانية وسط تجمع للفلسطينيين شمال أريحا بالضفة الغربية، في الوقت الذي دافع فيه وزير الخارجية الإسرائيلي عن عنف المستوطنين.
وقال مراسل الجزيرة إن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت البلدة القديمة في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، واعتقلت شابا بعد إطلاق النار عليه.
وأضاف المراسل أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية من حواجز دير شرف والطور، فضلا عن انتشارها في مناطق رأس العين ودوار الشهداء وسط مدينة نابلس.
وذكر أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المدمع والرصاص الحي، مما أسفر عن إصابة 10 فلسطينيين، بينهم فتى أصيب بالرصاص الحي، قبل أن تنسحب من المدينة.
كما اندلعت مواجهات في بلدة قريوت جنوب شرقي نابلس، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت باتجاه الشبان.
من جهة أخرى، اقتحم مستوطنون تجمّع شلال العوجا شمال مدينة أريحا في الضفة الغربية.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن مستوطنين شرعوا في بناء بؤرة استيطانية وسط التجمع الذي تسكنه نحو 127 عائلة فلسطينية منذ عشرات السنين، وأوضحت المصادر أن البؤرة تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين.
كما أضرم مستوطن إسرائيلي النار في أراض زراعية بسهل سالم الواقع بين بلدتي سالم وبيت فوريك شرق مدينة نابلس.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن المستوطن ترجل من مركبته وأشعل النار عمدا في السهل، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير عملت طواقم الدفاع المدني على السيطرة عليه.
ويقع السهل قرب مستوطنة ألون موريه، وتعيق سلطات الاحتلال وصول الفلسطينيين إليه بسبب وجود المستوطنة والحواجز العسكرية في المنطقة.
وفي السياق ذاته، قال رئيس بلدية بروقين قضاء سلفيت فائد صبرة إن المستوطنين سيطروا على 250 دونما تقريبا في المناطق الشرقية من البلدة، وإن أهالي هذه المنطقة انتقلوا إلى أماكن أقل خطورة.
وأضاف صبرة أنه لم يتم تعويض أي مواطن عن حرق المركبات والمنازل أو أي اعتداء، كما لا توجد مركبات إسعاف أو إطفاء في بلدة بروقين.
وكان فلسطينيان أصيبا برضوض فجر اليوم الأحد إثر هجوم مستوطنين إسرائيليين تحت حماية من الجيش على منازل في البلدة، بحسب ما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر نحن لا نقف فقط إلى جانب الاستيطان في شمال الضفة، بل نقول لكل من يتحدث عن عنف المستوطنين إن العنف الحقيقي موجه من الفلسطينيين ضد مستوطنينا.
وأضاف ساعر أن "الإجرام الفلسطيني موجه ضدهم، والرد يجب أن يكون أولا أمنيا، ولكن أيضا سياسيا"، مؤكدا أنه "لن تقام دولة فلسطينية، لن تقام دولة حماس التي ستكون رأس حربة للإرهاب الجهادي ضد إسرائيل، هذا لن يحدث"، على حد تعبيره.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية ، مما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينيا على الأقل وإصابة نحو 7 آلاف واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.
وفي سياق آخر، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تداعيات تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، واعتبرته تصعيدا خطيرا ومحاولة يائسة لفرض واقع تهويدي.
وأكدت حماس أن تلك الاقتحامات لن تغير هوية الأقصى الإسلامية، ولن تضفي شرعية على الاحتلال ومستوطنيه.
وأشارت إلى أن العدوان على الأقصى استفزاز لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، ويكشف حجم الاستهتار بدور الأمة الإسلامية.
وطالبت حماس الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل والأمتين العربية والإسلامية بالتحرك العاجل لنصرة المسجد الأقصى.