آخر الأخبار

هل تسهم جولة ترامب الخليجية في عزل نتانياهو وقف حرب غزة؟

شارك
مصدر الصورة

هذا هو السؤال الذي يتردد على لسان الباحثين عن طبيعة النتائج المحتملة لجولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة الخليجية.

حل ترامب بالرياض وعلى رأس أولوياته الأهداف الاقتصادية قبل السياسية. فالرئيس جاء باحثا عن تريليونات الدولارات من الاستثمارات الخليجية يحتاج إليها الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك ستحتل المحادثات السياسية وسبل البحث عن تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط حيزا كبيرا من محادثات الرئيس.

ويوم الجمعة سيجتمع الرئيس ترامب بقادة دول الخليج وستتناول المحادثات قضايا استراتيجية تتعلق بأمن الخليج والاتفاق النووي الإيراني، والتحول الاقتصادي، وفرص السلام في الشرق الأوسط ما قد يجعل من جولته لحظة تاريخية مفصلية تعيد ضبط التفاعل الأميركي مع الشرق الأوسط.

التزام سعودي باستثمار 600 مليار دولار

استهل الرئيس ترامب يومه الأول في الرياض بالتوقيع على وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين البلدين مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتنص الوثيقة على التزام سعودي باستثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي. إضافة إلى اتفاقية أخرى تشمل مبيعات دفاعية هي الأكبر على الإطلاق بقيمة 142 مليار دولار وتزويد الرياض بمعدات وخدمات حربية متطورة وتدريبات لبناء قدرات قواتها المسلحة.

تحالف أمني خليجي أمريكي

تعد قضايا التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول الخليج محورا مهما في الزيارة، فلا تزال هذه الدول تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأميركي لردع أي تهديد إقليمي. وسيجدد ترامب التزام بلاده بالضمانات الأمنية إزاء دول الخليج، مع تعزيز الشراكات العسكرية والأمنية القائمة منذ عقود في مقابل رفع تلك الدول حجم مشترياتها من الصناعات العسكرية الأميركية.

ترامب- نتانياهو وغزة

في ملف غزة يُتوقع أن تركّز لقاءات ترامب مع القادة الخليجيين على آليات وقف إطلاق نار فوري، وحلول طويلة الأمد للحكم بعد الحرب.وستقترح دول الخليج مبادرة لإعادة إعمار القطاع برعاية أمريكية على أن تمنح إدارتها لمؤسسات محلية تكنوقراطية أو بإشراف دولي. وقد تقترح هذه الدول نشر قوات حفظ سلام عربية أو مراقبين دوليين في غزة بعد انتهاء الحرب لضمان الاستقرار.

ورغم أن قادة الخليج يدركون أن السياسة الأمريكية إزاء قضايا الشرق الأوسط تخدم مصالح إسرائيل، فإنهم قد يحاولون حث ترامب وراء أبواب مغلقة على ضرورة وضع حد لحرب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في غزة. وتعتبر العديد من هذه الدول سياسات نتنياهو تهديدا للأمن والاستقرار خصوصا وأنه يصر على تغيير وجه خريطة الشرق الأوسط والقضاء على القضية الفلسطينية.

ويتزايد حديث الإعلام الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة عن أن ترامب قد "باع" إسرائيل وأن العلاقات بينه وبين نتانياهو لم تعد على مايرام خاصة بعد خطوات متتالية لم يستشر فيها ترامب نتانياهو من بدء مفاوضات مباشرة مع إيران إلى وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن إلى التفاوض مع حركة حماس بشكل مباشر.

وفي آخر تلك التقارير قال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي ياني كوزين إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر قطع الاتصالات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بسبب شكوكه بأن الأخير يتلاعب به.

وفي منشور له على صفحته على منصة إكس قال كوزين : "المحيطون بالرئيس (دونالد) ترامب أخبروه أن نتنياهو يتلاعب به، ولا يوجد شيء يكرهه ترامب أكثر من أن يظهَر وكأنه مغفّل، لذلك قرر قطع الاتصال معه". وأضاف: وأشار كوزين إلى أن ترامب "يعتزم المضي قدما في خطوات متعلقة بالشرق الأوسط دون انتظار نتنياهو".

وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم"، المقربة قد تحدثت في وقت سابق عن "تراجع كبير في العلاقات الشخصية وخيبة أمل متبادلة بين نتنياهو وترامب".

صفقة متوقعة

يتساءل العديد من المتابعين ما إذا كانت هذه الزيارة التاريخية لمنطقة الخليج وتجديد العلاقة الأمريكية بقادتها وإحجام ترامب عن زيارة إسرائيل وتزايد زخم المحاولات الامريكية للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب في غزة ستضعف موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وتؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار تحالفه اليميني المتطرف.

يستنتج محللون داخل إسرائيل وخارجها أن الرئيس ترامب ضاق ذرعا بسياسات نتنياهو الرافضة لوقف الحرب في غزة. ويقول هؤلاء إن المصالح الأمريكية وحلفائها تقتضي وضع حد لحرب يقول نتنياهو إنها لن تتوقف إلا بعض القضاء على حركة حماس.

ويعلل هؤلاء تفسيرهم لسوء العلاقة بين الطرفين بتسريب خطة، نقلا عن مسؤول خليجي، اعتراف ترامب بدولة فلسطينية دون مشاركة حماس، واحتمال فرض خطة على نتنياهو لوقف الحرب وكسر الحصار على القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية. أضف إلى ذلك قرار ترامب وقف المواجهة العسكرية مع الحوثيين دون استشارة أو تنسيق مع نتنياهو واستثناء السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر من حماية البوارج الأمريكية والتفاوض مباشرة مع حركة حماس بخصوص إطلاق سراح الرهينة الامريكي الاسرائيلي عيدان ألكسندر.

يرى كثيرون أن أمام دول الخليج اليوم فرصة لإقناع الرئيس ترامب بضرورة التدخل لسد الطريق على السياسات الحالية لرئيس الوزراء الاسرائيلي كونها – في رأيهم - تشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة ولمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج.

أمريكا ترفع عقوباتها عن سوريا

بخصوص الملف السوري لم يتأخر الرئيس الأمريكي في الإعلان من أول يوم من جولته في المنطقة عن قرار رفع العقوبات عن سوريا. وقال ترامب "آن الأوان لمنح سوريا الفرصة وأتمنى لها حظا طيبا. لقد عانت بؤسا شديدا وموتا كثيرا ونأمل أن تنجح الإدارة الحالية في إحلال السلام والاستقرار".

ومن المنتظر أن يصل إلى الرياض صباح الأربعاء 14 أيار/مايو الرئيس السوري أحمد الشرع للقاء الرئيس ترامب. وبهذا القرار سترفع عقوبات قانون قيصر عن سوريا أكبر عائق أمام تطوير مجالات الطاقة والمياه والإسكان في سوريا.

ومما لاشك فيه أن قرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا سيقابل بترحيب كبير من دول الخليج لأنه سيقطع الطريق أمام عودة النفوذ الإيراني، ويعزز أسس النظام الجديد في دمشق ويحقق مكاسب الحفاظ على النفوذ الأمريكي ويفتح المجال أمام دول الخليج لإعادة إعمار سوريا وتحقيق استقرار سياسي طويل الأمد.

برأيكم:


* هل تسهم جولة ترامب الخليجية في وقف حرب غزة؟
* هل تقابل الاستثمارات الخليجية بمواقف أمريكية جادة من القضية الفلسطينية؟
* هل يؤثر تجديد العلاقة بين أمريكا والخليج في موقف واشنطن الداعم بشكل مطلق لإسرائيل؟
* كيف ترون الحديث المتواتر عن سوء العلاقة بين ترامب ونتانياهو؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 14 أيار/ مايو

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا