آخر الأخبار

هدنة الطاقة تتهاوى تحت نيران الاتهامات الروسية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

روسيا تتهم أوكرانيا بمواصلة الهجوم على البنية التحتية للطاقة

بين الأمل المؤجل بوقف إطلاق نار دائم، والتصعيد العسكري الذي لا يعرف هدنة، تجد أوكرانيا وروسيا نفسيهما في قلب معادلة سياسية وعسكرية معقدة. "هدنة الطاقة"، التي وُلدت بوساطة أميركية في مارس الماضي، تبدو اليوم أقرب إلى الانهيار منها إلى الاستقرار، وسط تبادل الاتهامات وعودة اللهجة التصعيدية إلى واجهة الخطاب السياسي والعسكري.

الطرفان، اللذان أعلنا التزامهما بعدم استهداف منشآت الطاقة، يواجهان اليوم تساؤلات مصيرية حول مدى جدية الهدنة وجدواها. ففي حين تتهم موسكو كييف بارتكاب "7 هجمات خلال 24 ساعة" استهدفت البنية التحتية للطاقة الروسية، آخرها في مناطق القرم وبريانسك وفارونيج وروستوف، ترد كييف بأن تصعيد الكرملين المستمر هو الذي يهدد الهدنة ويشرعن الرد.

روسيا: أوكرانيا اخترقت الهدنة.. وموسكو تحتفظ بحق الرد

في بيان رسمي ل وزارة الدفاع الروسية، أكدت موسكو أن الهجمات الأوكرانية الأخيرة استهدفت أنابيب نقل الغاز ومرافق حساسة للطاقة، رغم اتفاق سابق رعته واشنطن لوقف الضربات "مؤقتًا" على البنى التحتية الحيوية. ووصفت روسيا ما جرى بأنه "محاولة استفزاز جديدة" قد تُفشل أي تقارب محتمل مع الغرب.

في المقابل، لم تُخفِ روسيا استعدادها للدخول في مفاوضات جديدة مع واشنطن، حيث أعلن مبعوث الكرملين عن احتمالية عقد اجتماع الأسبوع المقبل مع مسؤولين أميركيين دون الإشارة إلى جدول أعمال محدد.

كييف: موسكو تصعّد الهجمات.. وأوروبا تلوّح بالتدخل العسكري

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضغط الدولي على موسكو لا يزال غير كافٍ لردعها، مشيرًا إلى تصاعد الضربات الجوية الروسية في الآونة الأخيرة، لا سيما الهجوم الدامي على كريفي ريه والذي أسفر عن مقتل 19 شخصًا بينهم أطفال، ما دفع الأمم المتحدة لإدانة موسكو بسبب "الاستهتار بسلامة المدنيين".

أبو الرّب: الضغوط الأميركية تُحاصر كييف.. وروسيا تناور لتوسيع السيطرة

في تصريحاته، أفاد رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، عماد أبو الرب، خلال برنامج التاسعة على "سكاي نيوز عربية"، بكشف بعض الأسرار حول الضغط الدولي الذي تواجهه أوكرانيا.

وأشار إلى أن كييف تتعرض لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة لتقبل ما يعتبره "الأمر الواقع".

وذكر قائلاً: "منذ تولي الرئيس ترامب الحكم، كانت الرؤية الأميركية لإنهاء الصراع غائبة. كل ما في الأمر هو شروط وإملاءات يتم فرضها على أوكرانيا للموافقة على تنازلات استراتيجية."

وأشار أبو الرّب إلى أن الهدنة التي أعلن عنها الرئيس الروسي بوتين في 18 مارس، ورحّب بها الجانب الأوكراني، "لا تزال قائمة من جهة كييف"، لكنها مهددة بالانهيار مع استمرار الهجمات الروسية التي تستهدف شمال البلاد، لا سيما منطقتي سومي وخاركيف، المتاخمتين للحدود الروسية.

وعلّق قائلاً:"روسيا لا تسعى فقط للحفاظ على المناطق التي احتلتها، بل تريد السيطرة على كامل الأقاليم.. هذا واضح من إعادة توجيه عملياتها شمالًا".

بين هدنة هشة وميدان ملتهب.. أوراق الضغط تتساقط

وحول الموقف الأوروبي، أوضح أبو الرّب أن الدعم المقدم لأوكرانيا لم يمكنها من تحقيق الحسم العسكري، لكنه لا يزال يُعتبر أقل تكلفة من انتقال الحرب إلى الأراضي الأوروبية، ولهذا ستستمر بعض الدول الأوروبية في دعمه، حتى دون إجماع واضح.

وأضاف:"نحن أمام سيناريوهين: إما أن هذه الهجمات تسبق تفاوضًا جديدًا، أو أننا بصدد الدخول في مرحلة أكثر خطورة، قد تطول معها الحرب ويتضاعف ثمنها سياسيًا وإنسانيًا".

وفي قراءته لمستقبل الوساطة الأميركية، دعا أبو الرّب واشنطن إلى أخذ زمام المبادرة بشكل أكثر فاعلية، وقال: "الولايات المتحدة مطالبة بالتحرك السريع لفتح قنوات تفاوض مباشرة بين موسكو وكييف، وأن تكون صريحة في تحديد الطرف الذي يخرق الهدنة ويقوّض جهود وقف التصعيد".

مآلات غامضة.. هل تحوّلت الهدنة إلى ورقة مساومة؟

في المحصلة، يبدو أن ما يُعرف بـ"هدنة الطاقة" لم تعد أكثر من غطاء هشّ لمعادلة سياسية متفجرة. التصريحات المتبادلة تكشف عن فجوة واسعة بين التزامات معلنة وواقع ميداني يزداد اضطرابًا، حيث أصبح استهداف منشآت الطاقة ورقة ضغط متبادلة، لا ضامن لها سوى نوايا الأطراف، وهي حتى الآن موضع شك لا يقين.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا