آخر الأخبار

هل يمكن للمظلة النووية الفرنسية حماية أوروبا وحدها؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

"صدمة ترامب" توقظ الرعب الأمني لدى الأوروبيين

لطالما كانت الولايات المتحدة القوة الرئيسية الضامنة لأمن أوروبا، من خلال قواتها العسكرية المنتشرة في القارة ومظلتها النووية التي توفر الحماية ضد التهديدات النووية.

إلا أن التحولات السياسية في واشنطن، خاصة خلال رئاسة دونالد ترامب، أثارت شكوكا داخل الأوساط الأوروبية حول مدى استمرار هذه الشراكة الاستراتيجية.

ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية في ظل النزاع في أوكرانيا والتغيرات المستمرة في مواقف الإدارة الأميركية، بدأ الحديث عن ضرورة تعزيز الاستقلالية الأمنية الأوروبية.

في هذا السياق، أظهرت فرنسا استعدادها لتوسيع دورها في الدفاع عن أوروبا، ولا سيما من خلال تعزيز قوتها النووية.

واشنطن وأوروبا.. إلى أين تتجه العلاقة؟

منذ تولي ترامب منصبه، شهدت العلاقات الأميركية الأوروبية تحديات غير مسبوقة. فالرئيس ترامب لم يتوان عن الضغط على حلفائه الأوروبيين للمساهمة بشكل أكبر في تمويل الدفاع المشترك، ما أثار حالة من الإحباط والقلق لدى العديد من الدول في القارة.

هذه التحولات في السياسة الأميركية قد جعلت العديد من الدول الأوروبية تسعى إلى البحث عن بدائل تحميها من تبعات التقلبات السياسية في واشنطن.

وفي هذا السياق، يعلق الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، رفائيل بوسونغ، خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية على المواقف المتغيرة للإدارة الأميركية، قائلاً: "نحن لسنا قادرين للأسف على الاستقلال عن أميركا وخصوصا المظلة النووية. من جانب واحد ليس لنا خيار لأنه في كل يوم تواجهنا إدارة ترامب بأشياء جديدة، ليست فقط مطالب، ولكن أفكار دون حتى التشاور". تصريح بوسونغ يكشف عن الإحباط الأوروبي تجاه السياسات الأميركية غير المتوقعة، ويعكس المخاوف من فقدان الثقة في الحليف الأميركي.

فرنسا تستعد للعب دور ريادي

في ظل هذه التحولات، تسعى فرنسا إلى تقوية قدراتها العسكرية بشكل أكبر، خصوصًا في مجال الردع النووي. فقد أبدت استعدادها لاستخدام قوتها النووية لتعزيز أمن القارة في حال حدوث تهديدات نووية أو استراتيجيات غير تقليدية من دول مثل روسيا.

وفقًا لتقارير صحفية، تخطط فرنسا لنقل مقاتلات مزودة بأسلحة نووية إلى ألمانيا، خطوة تعكس استعداد باريس لتحمل المزيد من المسؤولية الأمنية في أوروبا.

وفي هذا الصدد، يقول بوسونغ: " أوروبا حتما يجب أن تبدأ ليس فقط الآن، ولكن كان عليها أن تبدأ قبل سنوات في الاستثمار بقوة حتى نتمكن في السنوات المقبلة من أن نكون أكثر استقلالية". هذه الكلمات تدل على أن فرنسا ترى أن الطريق نحو الاستقلالية الأمنية الأوروبية ليس مستقبلا بعيدا، بل يجب أن يبدأ الآن مع ضرورة تعزيز الاستثمارات العسكرية والنووية في السنوات القادمة.

لكن التحدي الأكبر الذي قد تواجهه أوروبا في السنوات المقبلة هو التهديدات النووية المحتملة من روسيا. وهنا يعد الردع النووي أحد الأدوات الأساسية لحماية القارة. إلا أن المظلة النووية الفرنسية قد لا تكون كافية وحدها للرد على تهديدات من هذا النوع، خاصة في غياب تعاون وثيق مع الحلفاء في حلف الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة.

بوسونغ يناقش هذه القضية بعمق، حيث يقول: "إذا قامت روسيا بتهديدات نووية، ذلك سيكون تحديا جادا وحقيقيا لأوروبا. لكن إن حدث سيكون علينا أن نعاول على بريطانيا وفرنسا لتصرف باسم كل أوروبا". هذا التصريح يشير إلى ضرورة التعاون بين القوى النووية الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا لضمان الردع النووي الفعّال في حال تصاعد التهديدات من روسيا.

الاستقلالية الأمنية الأوروبية.. طريق مليء بالتحديات

على الرغم من الدعوات المتزايدة من بعض الدول الأوروبية للاستقلال عن الولايات المتحدة، إلا أن الطريق إلى الاستقلالية الأمنية ليس سهلا. فتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية، بما في ذلك تطوير الردع النووي المستقل، يتطلب استثمارات ضخمة ووقتا طويلا لبناء قدرة حقيقية على حماية القارة.

بوسونغ يشير إلى هذه الحقيقة عندما يقول: "إذا عبئت موارد أوروبا واتخذت القرارات بشأن المظلة النووية، هذا سيأخذ سنوات قبل أن يتطبق". هذا يبرز الصعوبات التي قد تواجهها أوروبا في تفعيل خطة دفاعية مستقلة، ويؤكد على أن عملية التحول نحو استقلالية أمنية كاملة ليست قضية قصيرة الأمد، بل تتطلب وقتًا طويلًا للاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية الدفاعية.

أوروبا أمام مفترق طرق

الحديث عن المظلة النووية الفرنسية كبديل للغطاء الأميركي يعد جزءا من النقاش المتزايد حول مستقبل الأمن الأوروبي. في حين أن فرنسا قد تكون على استعداد لتعزيز قدراتها النووية، فإن الواقع يشير إلى أن أوروبا بحاجة إلى موارد ضخمة وتخطيط طويل الأمد لبناء ردع نووي مستقل.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا