آخر الأخبار

سوق تاريخي في غزة يتحول إلى مكب للنفايات بعد تدميره

شارك
بمجرد مرور السكان فإن رائحة النفايات تسبب لهم الإزعاج

حولت الحرب في قطاع غزة، والتي اندلعت في أكتوبر عام 2023، أحد أشهر وأقدم أسواق مدينة غزة إلى مكب لأطنان من النفايات بعد تعرضه للقصف أكثر من مرة خلال الحرب.

الحرب دمرت سوق فراس التاريخي، الذي يقع وسط مدينة غزة على امتداد شارع عمر المختار، وهو السوق الأشهر بالقطاع، والذي يقصده السكان من مختلف المناطق والمدن، ومخصص لشراء وبيع جميع الحاجيات.

نفايات متراكمة

والسوق التاريخي مقام على 33 دونما، ويطل من الجهة الشمالية على شارع عمر المختار الذي يعد أهم شوارع مدينة غزة من الناحية التجارية، كما يحده من ناحية الجنوب شارع "عسقولة" التجاري، وملاصق له المقر الرئيسي لبلدية غزة.

وبمجرد مرور السكان بجوار السوق فإن رائحة النفايات المتراكمة منذ أشهر تتسبب لهم بالإزعاج، كما أنها يمكن أن تؤدي لانتشار الأمراض بينهم، خاصة أولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة والالتهابات الصدرية.

وفقد السوق التاريخي رائحة الخضروات والفواكه واللحوم الطازجة، والتي اشتهر بها على مدار عقود من الزمن، ولا ينبعث من أزقته في الوقت الراهن إلا الروائح الكريهة، ما ينذر بكارثة صحية على جميع السكان وخاصة المحيطين به.

وخلال الخمسة عشر شهرًا من الحرب بين حماس والجيش الإسرائيلي، قصف الأخير السوق التاريخي أكثر من مرة، الأمر الذي أدى لدمار كبير فيه، وأخرجه عن الخدمة، حيث لم يعد يرتاده إلا عدد قليل جدًا من الباعة والسكان.

مكرهة صحية

وقال سالم أبو دية، إن "السوق التاريخي تحول إلى أكبر مكان لتجمع النفايات في مدينة غزة، وأصبح مكرهة صحية لا تطاق"، مشيرًا إلى أن الاستهداف الإسرائيلي للسوق تسبب في جعله مركزًا لتجمع نفايات المدينة.

وأوضح أبو دية، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه عاد مؤخرًا من جنوب القطاع بعد رحلة نزوح طويلة، وأصيب بصدمة كبيرة عندما شاهد أكوام من النفايات في السوق التاريخي بدلًا من المحال التجارية وبسطات الباعة المتجولين.

وأشار إلى أن ذلك كان له الأثر البالغ على نفسه، كما أن أطفاله أصيبوا بالتهابات صدرية وبعض الأمراض الجلدية المعدية منذ عودته، وذلك بسبب قرب منزله من سوق فراس، متابعًا "اعتدنا على ارتياد السوق للتسوق، واليوم أصبح أسوأ الأماكن في غزة".

مصدر الصورة

تدمير إسرائيلي

وقال خالد الداية، صاحب محل تجاري في سوق فراس، إنه كان شاهدًا على القصف المتواصل للجيش الإسرائيلي للسوق وتدميره بشكل شبه كامل، لافتًا إلى أن ذلك كان هدفه إجبار سكان غزة على النزوح لمناطق الوسط والجنوب.

وأوضح الداية، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن محله التجاري والعشرات من المحال تدمرت بسبب القصف المتواصل، الأمر الذي أدى لتحول السوق بشكل تدريجي لمكب للنفايات، والتي جمعت فوق ركام المحال التجارية.

وأشار إلى أن "ذلك يمثل خسارة كبيرة لغزة وسكانها بأن يتحول سوق مركزي وتاريخي إلى مكب للنفايات"، مناشدًا الجهات المختصة والمؤسسات الدولية بضرورة العمل من أجل إعادة تأهيل السوق، وإزالة الركام والنفايات منه.

أطنان من النفايات

وقال الناطق باسم بلدية غزة، حسني مهنا، إن "نحو 100 ألف طن من النفايات تتجمع في السوق التاريخي"، لافتًا إلى أن ذلك بسبب عدم قدرة طواقم البلدية من الوصول لمكب جحر الديك بسبب ظروف الحرب بغزة.

وأوضح مهنا، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "البلدية لجأت لسوق فراس التاريخي الذي كان من المقرر تطويره قبل الحرب، بسبب تكدس النفايات خاصة من المعلبات الفارغة والنفايات العضوية"، متابعًا "هناك أطنان كبيرة من النفايات وبالتالي أصبحت الأزمة أكبر في ظل ازدياد عدد العائدين للمدينة".

مصدر الصورة

وأضاف "كميات النفايات تتضاعف يومًا بعد يوم، والبلدية تحاول البحث عن أماكن بديلة في أطراف المدينة خاصة الجنوبية ومحيط أحواض الصرف الصحي"، مستدركًا "لكن لا تزال الأمور صعبة نظرًا لعدم توفر الأراضي المتاحة والواسعة نسبيًا".

وتابع "في حال توفر المعدات اللازمة نحتاج إلى ثلاثة أشهر من أجل نقل النفايات لمكان آمن"، لافتًا إلى أن هناك معيقات كبيرة يضعها الجيش الإسرائيلي أمام ذلك، كما أن استهداف الطواقم الفنية للبلدية سببًا في عدم تقديم الخدمة بالشكل المناسب.

واستكمل "بمجرد إدخال الوقود وسماح السلطات الإسرائيلية باستئناف العمل في مكب النفايات الرئيسي فإن البلدية ستعمل على نقل تلك الأطنان إلى أماكنها المخصصة والتعامل معها بالطريقة المعتادة قبل الحرب"، مبينًا أنه البلدية تعمل بالتنسيق مع الصليب الأحمر.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا