آخر الأخبار

سوريا الجديدة: ما أبرز تحديات المرحلة الانتقالية بعد تعيين الشرع رئيسا للبلاد؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، الذي يزور المملكة العربية السعودية في أول وجهة خارجية له.

زيارة الشرع للسعودية تأتي عقب اتخاذه عدة قرارات بعد تعيينه رئيسا للمرحلة الانتقالية لسوريا، بحلّ مجلس الشعب والفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية والجيش، كما حل حزب البعث الذي حكم البلاد على مدار خمسة عقود. أيضاً، أوقف الشرع العمل بالدستور السابق انتظاراً لإعلان دستوري مرتقب ليكون المرجع القانوني للبلاد في المرحلة الانتقالية.

وتهدد المرحلة الانتقالية أخطار عدة على المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية.

التحدي الأمني

عاد إلى الواجهة الحديث عن تجدد نشاط تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، على وقع التطورات التي غيّرت الواقع الميداني وخريطة السيطرة في البلاد، الثابتة منذ بداية عام 2020.

فمع انهيار قوات نظام الأسد بالكامل أمام تمدد فصائل الثورة في المحافظات السورية، وانحسار سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن بعض مناطق نفوذها، حذّر مظلوم عبدي قائد قسد، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من ظهور نشاط التنظيم للعلن بعد أن كان مخفيا.

وأشار إلى أن تنظيم الدولة بات يدخل إلى مناطق سيطرة قواته، ولم يعد يقتصر نشاطه على البادية، مستغلا التطورات الميدانية في سوريا وزوال سيطرة نظام بشار الأسد.

وأعلن البنتاغون أنّ طائراته أغارت على أكثر من 75 هدفا لتنظيم داعش في سوريا، بهدف منع التنظيم من تنفيذ عمليات خارجية وضمان عدم سعيه للاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه.

تخوف آخر يشغل بال السوريين وهو ملاحقة ما باتوا يعرفون بـ"فلول نظام الأسد" بعدما أصبحوا يمثلون تهديدًا للأمن العام. وقد أطلقت إدارة العمليات العسكرية السورية عمليات ملاحقة في الفترة الأخيرة وتم اعتقال عشرات من عناصر النظام السابق.

التحدي السياسي

يرى مراقبون أنه لن يتم صياغة مشروع وطني سوري إلا في إطار توافق بين مكونات المجتمع السوري على شروط العيش المشترك.

وطالبت أطياف المجتمع السوري بعقد مؤتمر للحوار الوطني يحدد خريطة الطريق للدولة السورية، وذلك بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ويعد عقد مثل هذا المؤتمر تعهدا رئيسيا أعلنته الإدارة الجديدة في سوريا.

ومن المتوقع أن تصدر عن المؤتمر هيئة دستورية لبحث كتابة دستور جديد لسوريا، وكان الشرع رجح أن يستغرق إعداد هذا الدستور ثلاث سنوات، وتابع أنه يتطلع إلى دستور جديد يستمر لأطول مدة ممكنة.

وبينما تطرح تساؤلات بشأن احتمالات توافق سياسي مستقبلي، تراقب دول غربية وعربية الطريق الذي سيسلكه المسار السياسي، ومدى نجاعة إجراءات الإدارة السورية الجديدة والتحديات التي يمثلها مؤتمر الحوار الوطني المقبل، إضافة إلى وضع مسودة دستور جديد.

تحدي علاقات دول الجوار

يرى مراقبون أن تعامل الدول العربية سيتوقف على طريقة الإدارة السورية الجديدة مع المخاوف العربية بشأن الفراغ الذي سيخلفه سقوط نظام الأسد ما قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والعنف، وقدرة الإدارة الجديدة على ملأ ذلك الفراغ.

كما تخشى بعض الدول العربية من طبيعة الدور التركي والأمريكي والإسرائيلي في سوريا في المرحلة المقبلة، حيث يمكن أن تؤدي تدخلاتهم إلى تغييرات جذرية في التوازنات الإقليمية.

أولويات الحكومة الانتقالية

يرى الكاتب والمحلل السياسي دكتور مؤيد غزلان في تصريحات لبرنامج نقطة حوار "أن الإعلان الدستوري المؤقت يجب أن يتضمن فقرات واضحة لصون حقوق المكونات جميعها ضمن إطار التعايش السلمي تحت سقف الوحدة الوطنية".

وأضاف غزلان "أنه لدى إجراء عملية استقرائية بسيطة رأينا أن الحوار بين الحكومة وبين أطياف الشعب المختلفة لم يستطع الخروج من بوتقة المطالب والتجاذبات المتبادلة ومن مبدأ الفعل ورد الفعل، كل ذلك بسبب غياب أفق وطني يخدم جميع الفئات ويحقق مبدأ الاستقرار السياسي والمجتمعي، وربما هناك حسن نوايا لكن لم يتم حتى الآن البدء بالتعامل وفقا لادوات الهوية الجمعية بوجوب تأطير عوامل و مفاعيل وطنية وازنة وعملية بعيدا عن الشعارات والعناوين الرنانة".

وأشار إلى أنه "لابد من مشروع وطني عام يجمع مؤثري سوريا الفاعلين والذين تربطهم علاقة الوطن، لإصدار مشروع متكامل بلغة يفهمها الجميع، يستطيع تغليب لغة الحوار الوطني العام تحت المفرد الأكبر وهو سوريا".

برأيكم

ما أبرز تحديات المرحلة الانتقالية بعد تعيين الشرع رئيسا للبلاد؟

إلى أي مدى يمثل خطر داعش والفلول تهديدا لمستقبل سوريا الجديدة؟

هل تنجح الحكومة الانتقالية في صياغة مشروع وطني سوري؟

ما الإجراءات التي ينبغي على الإدارة السورية اتخاذها حتى يشعر الجميع في سوريا الجديدة بالاطمئنان؟

هل انتهى عصر إنتاج الكبتاغون في سوريا وزال خطر وصوله إلى الدول المجاورة؟

انتظروا حلقة خاصة من برنامج نقطة حوار سُجلت في العاصمة السورية دمشق مع عدد من الضيوف وجمهور البرنامج للحديث عن أهم تحديات المرحلة الانتقالية أمام سوريا الجديدة، تأتيكم الاثنين 3 فبراير/ شباط، في تمام الساعة الرابعة وست دقائق 16:06 (توقيت غرينتش).

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا