آخر الأخبار

خبراء يحللون مصير الحرب الروسية الأوكرانية خلال حكم ترامب

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

موسكو- لا يبدو أن توجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية سيكون بدون عقبات، وذلك بعد تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده غير راضية عن مقترحات فريق ترامب بشأن القضية الأوكرانية.

وفي تصريح صحفي له، أوضح لافروف أن موسكو لا تقبل مقترحات فريق ترامب بتأجيل عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لمدة 20 عاما، فضلا عن إرسال قوة حفظ سلام من القوات البريطانية والأوروبية إلى أوكرانيا.

وأكد أن بلاده كانت ولا تزال مستعدة للمفاوضات، لكن "لا يمكن الحديث إلا عن اتفاقيات موثوقة وملزمة قانونا تقضي على الأسباب الجذرية للصراع وتحتوي على آلية تضمن استحالة انتهاكها".

وعود

وخلال حملته لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة تعهد ترامب بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في "يوم واحد". وفي وقت سابق من هذا الشهر قال إن كييف ربما تتلقى مساعدات عسكرية أقل بمجرد توليه منصبه، متسائلا "لماذا لا تتحمل أوروبا المبالغ نفسها التي تتحملها بلاده؟".

ورغم حرصه على عدم الكشف عن الكثير من خطته لإنهاء الحرب فإن تسريبات نقلتها وسائل إعلام غربية تقول إنها تقوم على الضغط على الجانبين الروسي والأوكراني على حد سواء، سواء بقطع المساعدات العسكرية عن كييف إذا لم توافق على المفاوضات أو بتوسيع شحنات الأسلحة إليها إذا رفضت موسكو الجلوس على طاولة المفاوضات.

إعلان

في المقابل، يرى مراقبون روس أن مستوى العلاقات بين البلدين خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض لا يمكن مقارنته من حيث الجوانب السلبية مع المرحلة المقبلة التي سيتولى ترامب الإشراف عليها.

ووفقا لعدد منهم، فإن خطاب ترامب الانتخابي بخصوص إنهاء الصراع المسلح في أوكرانيا وخفض المساعدات لها وإعادة تركيز الولايات المتحدة على مصالحها الوطنية والاقتصادية يفتح نافذة من الفرص لتهدئة التوترات والعودة إلى الحوار بين موسكو وواشنطن.

تفاؤل حذر

ويؤكد محلل الشؤون العسكرية يوري كنوتوف أن أوكرانيا ستواجه خلال العام الحالي ظروفا صعبة في ظل الزخم الجديد الذي بدأته القوات الروسية في عملياتها ضدها، والمخاوف لدى السلطات في كييف من أن تتعرض لضغوط لقبول صفقة "خاسرة" مع موسكو، مضيفا إلى ذلك حرص ترامب على الوفاء بوعده بوقف الحرب.

لكن كنوتوف يرجح في حديث للجزيرة نت أن يتزامن تنصيب الرئيس الأميركي الجديد في 20 يناير/كانون الثاني الجاري مع فترة من التباطؤ في وتيرة الحرب بأوكرانيا، إذ يستعد الجانبان لفصل الشتاء.

وهذا لا يعني -وفقا لكنوتوف- أن القتال سيتوقف، لكن النشاط العسكري سيبدو وكأنه يتراجع مقارنة بأشهر الربيع والصيف التي تشهد وتيرة أعلى، مضيفا أنه يمكن انتظار مفاوضات سلام بين موسكو وكييف، لكن دون توقعات عالية بالنجاح.

ويشير كنوتوف إلى دلالات تصريحات ترامب بعد الانتخابات، والتي توحي أنه غيّر موقفه بقوله إن "وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد يكون أكثر تعقيدا من إحلال السلام في الشرق الأوسط".

وبرأيه، فإنه في حال واصلت الإدارة الأميركية الديمقراطية دعمها لكييف وفق المستوى الحالي فإن روسيا ستنفذ حملة هجومية واسعة النطاق على الأرض وفي الجو لضرب الجيش الأوكراني والتأثير على الحسابات السياسية للحكومة الأوكرانية وأنصارها الغربيين.

إعلان

ويوضح أن القوات الروسية استغلت فشل الهجوم المضاد الأوكراني في عام 2023، والأزمة المدنية العسكرية في أواخر عام 2023 في الحكومة الأوكرانية، والنقاش الطويل بشأن المساعدات الأميركية لكييف، والتي حرمت الأوكرانيين من الذخائر والمعدات التي كانوا في أمس الحاجة إليها أوائل عام 2024.

وحسب كنوتوف، يمكن أن تتكرر هذه الظروف خلال العام الحالي وبوتيرة أكبر، والقوات الروسية جاهزة كذلك لهذا السيناريو من التصعيد المضاد.

التحدي الأكبر

من جانبه، يعتبر المحلل السياسي سيرغي إيريستيان أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يسير على "حبل مشدود" بعد أن فشل في استغلال العمليات التي شنتها قواته على أهداف داخل روسيا لتحقيق نجاحات سياسية وإستراتيجية تعزز موقفه التفاوضي.

ووفقا لإيريستيان، ستكون لفصل الشتاء الحالي تأثيرات سلبية كبيرة على عمليات القوات الأوكرانية وعلى الحالة النفسية للمواطنين هناك، إذ باتوا يواجهون شتاء "بائسا" بسبب تدمير نحو 50% من قدرة توليد الطاقة في البلاد اللازمة خلال هذا الفصل، فضلا عن التأثير السياسي السلبي لذلك على نظرة الأوكرانيين لحكومتهم وللحرب عموما.

ويقول المحلل إيريستيان إن هذا المعطى سيعزز جنوح ترامب نحو حل سياسي، ولا سيما بعد أن أصبح يتحكم بمسألة استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا بصفتها الداعم العسكري الأكثر أهمية.

وبرأيه، بات ترامب يدرك بعد أكثر من ألف يوم على بداية الحرب أن ما يصدر عن وسائل الإعلام الغربية والسياسيين الأوروبيين "غير صحيح"، وأن الروس سينتصرون فيها بعد أن تبين أن جميع العقوبات والأسلحة التي وفرتها المنظومة الغربية لم تحقق النتائج المرجوة لأوكرانيا وحلفائها.

ويختم بأنه في حال حافظ الرئيس الأميركي الجديد على جديته بالعمل على إنهاء الحرب فإن الخطوات الأولى يجب أن تكون بإلغاء تصنيف روسيا "عدوا" في الوثائق العقائدية الأميركية، وإحداث تغييرات جذرية في الإدارة الجديدة بأكملها تنهي نفوذ "صقور الحرب".

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



إقرأ أيضا