آخر الأخبار

سقوط حكم الأسد: هل تفوّت الولايات المتحدة"فرصة تاريخية"؟ - واشنطن بوست

شارك الخبر
مصدر الصورة

نستعرض في جولة الصحف لهذا اليوم مقالاً من الواشنطن بوست يتحدث عن أهمية انخراط واشنطن في العمل مع القيادة الجديدة في سوريا، وآخر من صحيفة الشرق الأوسط يحلل ما بين سطور البيان الذي نُسب إلى الرئيس السوري المعزول بشار الأسد، ومقالاً ثالثاً من صحيفة يديعوت أحرنوت، يتحدث عن أولويات نتنياهو و"إعادة تشكيل الشرق الأوسط" وسط الصراعات المتلاحقة.

واشنطن والفرصة الضائعة في سوريا

نبدأ جولتنا من واشنطن بوست والتي كتب فيها جوش روجين مقالاً يناقش فيه الفرصة المتاحة للولايات المتحدة للتأثير على مسار الأحداث في سوريا، ويحذر من تفويت هذه الفرصة التي وصفها بـ "التاريخية" عبر النهج الذي يتبعه بايدن وسلفه القادم ترامب.

يقول الكاتب إن على الولايات المتحدة الاعتراف بشرعية القيادة السورية الجديدة، ورفع العقوبات على الاستثمار وإعادة الإعمار المفروضة على نظام الأسد "الذي لم يعد موجوداً"، وتوفير المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية لاحتواء التوترات بين سوريا وجيرانها في المنطقة.

يرى روجين أن الوقائع على الأرض في الأيام التي تلت سقوط الأسد تظهر عدم صحة الطريقة التي يفكر بها السياسيون الأمريكيون بشأن سوريا، فـ "الكثيرون في واشنطن قللوا من فرص إنشاء دولة حرة ومستقرة وديمقراطية في سوريا عبر تصنيفها ضمن فئة الدول التي فشلت بعد سقوط الدكتاتورية فيها، مثل ليبيا والعراق وأفغانستان" لكن، وبرأي الكاتب، فهناك فرق جوهري يتمثل في أن الانتفاضة في سوريا كانت حركة محلية بامتياز، حيث "نهض سوريون للقتال من أجل حقوقهم، وأطاحوا بالأسد بعد أكثر من عقد من الحرب".

يستعرض الكاتب الأحداث التي أعقبت سقوط الأسد، التي "تخبر قصة مختلفة عمّا تتصوره واشنطن"، فيقول إن قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع "الجولاني" سلّم السلطة السياسية لحكومة انتقالية مدنية. كما أن هذه الحكومة الانتقالية انخرطت في التواصل مع ما تبقى من إدارة الأسد لضمان استمرارية الخدمات الأساسية في البلاد. وتواصلها مع الأقليات بما يشمل العلويين، الذين مثّلوا القاعدة الأساسية الداعمة للأسد، يُظهر التزامهم ببناء وطن يشمل الجميع.

يقدم الكاتب في هذا السياق مفارقة تتمثل في أن هيئة تحرير الشام توصلت إلى اتفاق مع المجموعات المقاتلة الكردية للتعامل مع الوضع المعقد في شمالي شرقي سوريا، في الوقت الذي لا تزال فيه الصدامات حاضرة في تلك المنطقة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً وبين القوات المدعومة من تركيا.

كل هذه التطورات تتحدى، برأي روجين، التوقعات القاتمة للكثيرين في واشنطن. فـ "سوريا لا تنحدر إلى الفوضى مثل ليبيا بعد القذافي أو العراق بعد صدام حسين".

لكن مع ذلك، تتجنب إدارة بايدن التواصل المباشر مع القيادة الجديدة في سوريا، على عكس دول أخرى مثل روسيا. كما أن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب يصرح بأن الولايات المتحدة لا علاقة لها بما يحدث في سوريا، وهو يتجاهل بذلك، بحسب الكاتب، المصالح الأمريكية "الضرورية" هناك.

يقول روجين إن "سوريا المستقرة والمسالمة" قادرة على معالجة العديد من التحديات، مثل أزمة اللاجئين وتجارة المخدرات الإقليمية التي "أشعلها نظام الأسد".

يرى الكاتب أن الإجراءات المبكرة التي اتخذتها الحكومة الانتقالية في سوريا، تظهر التزامها بالشمولية والاستقرار، وهو ما "يستحق الدعم"، وأن نهج واشنطن "المتحفظ"، يحمل مخاطرة بتنفير شريك محتمل في المنطقة، ويخلق فراغاً قد يستغله خصوم مثل روسيا والصين.

يختم الكاتب مقاله بالقول إن "الولايات المتحدة لطالما تعاملت مع الثورة السورية كأمر ثانوي، لكن لديها الآن الفرصة للوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ".


* ماذا يعني سقوط الأسد بالنسبة لدول العالم؟

بيان بشار الأسد: "انفصال عن الواقع"

مصدر الصورة

في صحيفة الشرق الأوسط، نقرأ مقالاً للكاتب مشاري الذايدي، يحلل فيه البيان المنسوب لبشار الأسد الذي نُشر عبر حساب الرئاسة السورية على "تلغرام".

يقول الذايدي إن ما يثبت صحة صدور البيان عن الرئيس السوري المعزول بشار الأسد، هو "لغة وروح وبرودة المفردات وتحذلقها".

يحلل الكاتب مضامين الخطاب عبر طرح الأسئلة لبشار الأسد، والإجابة عليها باقتباسات من الخطاب نفسه، يعلق الكاتب على ما جاء في البيان على لسان الأسد، حين قال: "لم أكن من الساعين إلى المناصب، بل كنت صاحب مشروع وطني"، فيسأل الكاتب: "لماذا غادرت وطنك ولم تقاتل لآخر لحظة؟"

يجيب الكاتب على لسان الأسد، فيقتبس من البيان: "مع سقوط الدولة بيد الإرهاب وفقدان القدرة على تقديم أي شيء، يصبح المنصب فارغاً لا معنى له ولا معنى لبقاء المسؤول فيه".

ويقول الكاتب إن الخطاب يلمح إلى مشروع بشار الأسد المستقبلي، فـ "هروبه على متن طائرة روسية من جبال سوريا الغربية، من القاعدة الروسية الجوّية "حميميم" لا يعني نهاية حكاية بشار"، ويقتبس من الخطاب: " لا يعني - ذلك - بأي حال من الأحوال التخلي عن الانتماء الوطني الأصيل إلى سوريا وشعبها، انتماء ملؤه الأمل في أن تعود سوريا حرة مستقلة".

يطرح الكاتب تساؤلاً عمّا إذا كان "تعلق الأسد بحلم العودة إلى الكرسي"، هو مجرد عشق للمنصب، فيجيب باقتباس من البيان الذي يصفه الكاتب بـ "المتسامي": "إنني لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل عددت نفسي صاحب مشروع وطني أستمد دعمه من شعب آمنَ به".

يقول الكاتب إن هذه الأفكار والرسائل تكشف عن "علة العقل الأسدي الحاكم طيلة ربع القرن الأخير". وهي علة تمثلت في جوانب عدة: "انفصال عن الواقع، وخلق فقاعة وهمية والعيش داخلها، وتخيل العالم من داخلها".

يرى الكاتب أن جل السوريين استبشروا ببشار الأسد في بداية حكمه، ولم يلتفتوا إلى "لونه الطائفي، ولم يُحمّلوه وزر عهد أبيه حافظ"، لكن بشار رفض هذه الهدية التاريخية من السوريين، فكان ما كان.


* ما هو مصير الأسد وعائلته؟

نتنياهو و"إعادة تشكيل الشرق الأوسط"

مصدر الصورة

نختم جولتنا من صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية حيث كتب ناحوم بارنياع مقالاً يناقش فيه الفرصة المواتية لنتنياهو لـ "إعادة تشكيل الشرق الأوسط" في ظل تحديات تفرضها الانقسامات في الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

يقول الكاتب إن الظروف أصبحت مواتية لنتنياهو في هذه الأيام، فـ "حزب الله أصبح منهكاً، والأسد يهيم في شوارع موسكو، والساسة في طهران يرتجفون خوفاً، وحماس تتداعى في غزة، وترامب، الصديق العزيز لنتنياهو، يتحضر لاستلام السلطة".

يرى الكاتب أن نتنياهو وترامب سيتعين عليهما اتخاذ بعض القرارات والخيارات "الصعبة" للاستفادة من هذه "الموجة من الحظ".

الخيار الأول، هو عقد صفقة لاستعادة الرهائن. وهو خيار يترتب عليه دفع ثمن، بحسب برنياع، يتمثل بـ "إطلاق سراح القتلة، ووقف العمليات العسكرية، وسماع القصص بشأن الرهائن الآخرين الذين كان يمكن إنقاذهم" على حد تعبيره.

الخيار الثاني يتمثل في الفرصة التي خلقتها الظروف الراهنة، وهو شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، فـ "جزء كبير من الدفاعات الجوية الإيرانية تم تدميره، كما أن قدرة إيران على الرد من داخل الأراضي الإيرانية أو من سوريا ولبنان تضاءلت".

يقول برنياع، إن على القائد الذي يخطط للقيام بعملية عسكرية "بالغة الأهمية"، أن يفكر أولاً بضمان استقرار جبهته الداخلية. وقد يعني ذلك أحياناً تشكيل حكومة تمثل طيفاً واسعاً من القوى السياسية، وتنحية الخلافات الداخلية جانباً، مثلما فعل نتنياهو حين "علّق مسألة التعديلات القضائية خلال الحرب الأخيرة في غزة".

لكن نتنياهو، جمع تحالفه السياسي، الأحد الماضي، لبحث إقالة المدعية العامة في إسرائيل غالي بهراف ميارا. كما أن وزير العدل في حكومته ياريف ليفين طرح خطة لإعادة إحياء الإصلاحات القضائية.

يطرح الكاتب تخميناته لتفسير هذا الوضع المعقد والمتشابك بين التطورات في المنطقة والجبهة الداخلية، فيقول إن نتنياهو إما أنه غير مهتم حقاً بإعادة تشكيل الشرق الأوسط، إذ "تلفتُ انتباهه المدعية العامة في إسرائيل أكثر من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي"، أو أنه يظن أن بإمكانه "القيام بالأمرين معاً" أي التركيز على حسم الصراعات في الجبهتين الداخلية والخارجية في الوقت ذاته، فـ "الطائرات المقاتلة ستبقى تقصف طهران حتى لو تداعى النظام القضائي في إسرائيل، وسيستمر جنود الاحتياط الإسرائيليون في تمشيط غزة بحثاً عن الأنفاق حتى لو أخفقت الحكومة في إبرام صفقة رهائن أخرى" بحسب الكاتب.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل سوريا بشار الأسد

إقرأ أيضا