آخر الأخبار

الزواج الناجح.. وصفة لجسم صحي رشيق!

شارك

كشفت دراسة حديثة عن دور العلاقات الاجتماعية، ولا سيما الزيجات الناجحة، في المساهمة بالوقاية من السمنة عبر مسار بيولوجي معقد يربط بين الدماغ والأمعاء.

صورة تعبيرية / ruizluquepaz / Gettyimages.ru

وتعد هذه الدراسة، التي أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، الأولى التي تبيّن تأثير الروابط الاجتماعية في الوزن وسلوكيات الأكل من خلال تفاعل يشمل وظائف الدماغ والتمثيل الغذائي وهرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ"هرمون الحب".

وتوضح النتائج أن جودة العلاقات الاجتماعية قد تكون ذات أهمية تضاهي تأثير العوامل التقليدية مثل النشاط البدني والنظام الغذائي في الحفاظ على الصحة البدنية.

وشارك في الدراسة نحو 100 شخص من لوس أنجلوس، وقدّموا بيانات شملت الحالة الاجتماعية ومؤشر كتلة الجسم والعرق والعمر والجنس وجودة النظام الغذائي والوضع الاجتماعي والاقتصادي. كما خضعوا لتصوير الدماغ أثناء مشاهدة صور الطعام، وتحليل عينات البراز لقياس نواتج الأيض، وفحوصات بلازما الدم لتحديد مستويات الأوكسيتوسين، بالإضافة إلى تقييمات نفسية وسلوكية لقياس الدعم العاطفي المتصوّر.

وأظهرت النتائج أن المتزوجين الذين شعروا بأنهم يحصلون على دعم عاطفي كبير كانوا أقل وزنا وأكثر قدرة على مقاومة إدمان الطعام مقارنة بمتزوجين أفادوا بأن دعمهم العاطفي منخفض. كما أظهر تصوير الدماغ لديهم نشاطا أعلى في القشرة الجبهية الأمامية الظهرية الجانبية، وهي المنطقة المسؤولة عن التحكم في الشهية والرغبات.

أما غير المتزوجين، فكانت أنماط نشاط الدماغ لديهم مختلفة، ويرجّح الباحثون أن ذلك يعود إلى تنوع شبكات الدعم الاجتماعي لديهم وعدم اتساقها.

كذلك أبرزت الدراسة تغيّرات إيجابية في عمليات التمثيل الغذائي لدى أولئك الذين يتمتعون بدعم اجتماعي قوي، إذ ظهرت لديهم زيادة في نواتج أيض التربتوفان، وهي مركّبات تنتجها بكتيريا الأمعاء وتلعب دورا مهما في تنظيم الالتهاب والمناعة وتوازن الطاقة وصحة الدماغ. وتساهم هذه المستقلبات أيضا في إنتاج السيروتونين ومركّبات تؤثر في المزاج والسلوك الاجتماعي.

وتشير البيانات إلى أن الأوكسيتوسين يعد عنصرا محوريا في هذا المسار؛ فقد سُجّلت مستويات أعلى منه لدى المتزوجين الذين يحصلون على دعم عاطفي كبير مقارنة بغير المتزوجين.

وقالت الدكتورة أربانا تشيرش، الباحثة الرئيسية للدراسة وأخصائية علم الأعصاب: "نعلم منذ زمن أن العلاقات الاجتماعية الداعمة تحسّن الصحة، وقد تزيد معدلات البقاء على قيد الحياة إلى 50%. لكن الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير ليست واضحة بعد. وتكشف دراستنا عن مسار جديد يربط الزواج والدعم العاطفي مباشرة بخطر الإصابة بالسمنة".

وتوضح تشيرش أن الأوكسيتوسين قد يعمل كـ "قائد أوركسترا" ينسّق بين الدماغ والأمعاء، فيعزّز قدرة الدماغ على ضبط النفس ويحسّن في الوقت ذاته عمليات التمثيل الغذائي.

وشكّكت الدراسة في الأفكار الشائعة التي تربط الزواج تلقائيا بزيادة الوزن، إذ كانت الفوائد البيولوجية والسلوكية أكثر وضوحا لدى المتزوجين الذين يعيشون علاقات عاطفية داعمة بالفعل.

وترى تشيرش أن نتائج الدراسة تمهد لنهج جديد في الوقاية من السمنة وعلاجها، يقوم على تعزيز العلاقات الاجتماعية الصحية إلى جانب العادات الغذائية السليمة وممارسة الرياضة.

ودعت إلى إجراء دراسات أوسع وأكثر تنوعا وبتصاميم طويلة المدى لتأكيد النتائج وفهم الآليات البيولوجية المشاركة بشكل أعمق.

نشرت الدراسة في مجلة Gut Microbes.

المصدر: ميديكال إكسبريس

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار