ذكرت مجلة Nature Communication أن علماء من إسبانيا تمكنوا من اكتشاف طريقة قد تساعد على وقف انتشار فيروس الهربس في الجسم.
وأشارت المجلة إلى أن باحثين من برشلونا أجروا دراسة لمعرفة آليات عمل وانتشار فيروس الهربس في الجسم، واكشتفوا آلية مذهلة يستخدمها فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) للسيطرة على الخلايا البشرية، مما قد يمهد الطريق لاستراتيجيات علاجية ثورية.
وجد الباحثون أثناء الدراسة أن الفيروس لا يغزو الخلايا فحسب، بل يعيد برمجة الجينوم البشري لصالحه، وفي غضون الساعات الأولى من الإصابة، يقوم HSV-1 بإعادة تشكيل بنية الحمض النووي ثلاثية الأبعاد داخل نواة الخلية.
وتبين للباحثين أن الفيروس يستغل إنزيمات الخلية، بما فيها بوليميراز الحمض النووي الريبي لضغط الكروماتين (خليط الحمض النووي والبروتينات) بشكل كبير، مما يقلل حجمه بنسبة 70%، وهذا الضغط الشديد يعطل عمل الجينات البشرية الطبيعية ويفتح الباب أمام جينات الفيروس للتكاثر.
وأظهرت الدراسة أن فيروس الهربس يعتمد على أنزيم يدعى topoisomerase I ليتكاثر في الجسم، وبدون هذا الأنزيم سيفقد الفيروس قدرته على تغيير بنية الجينات في الجسم، وبالتالي لن يستطيع التكاثر داخل الخلايا، كما أن حجب أو ثبيط هذا الأنزيم أدى خلال التجارب في مزارع الخلايا إلى توقف عدوى الفيروس، وهذا يخلق أملا لاعتماد هذه الطريقة في إيجاد علاجات لانتشار الهربس.
يعد فيروس HSV-1 من أكثر الفيروسات انتشارا حول العالم، حيث يصيب حوالي 4 مليارات شخص، وعلى الرغم من توفر أدوية للسيطرة على أعراضه، فلا يوجد علاج جذري يقضي عليه، كما تزداد مقاومته للأدوية الحالية، ويضع هذا الاكتشاف إنزيم topoisomerase I كهدف دوائي واعد جدا لتطوير أدوية جديدة تعطل قدرة الفيروس الأساسية على التكاثر منذ البداية، مما قد يؤدي إلى استراتيجيات علاجية أكثر فعالية وجذرية ضد الهربس في المستقبل.
المصدر: لينتا.رو