آخر الأخبار

بعد 50 عاما من الانتظار.. اختراق علمي قد ينقذ أرواح الملايين حول العالم من البكتيريا القاتلة

شارك





أعلنت شركة سويسرية للأدوية عن دخول مضاد حيوي تجريبي واعد يدعى "زوسورابالبين" مراحله النهائية من الاختبارات السريرية على البشر، ما يمهد الطريق لإنقاذ ملايين الأرواح حول العالم.

Gettyimages.ru

وهذا الدواء الذي تم تطويره من قبل شركة "روش" (Roche) للأدوية بالتعاون مع باحثين من جامعة هارفارد المرموقة، يستهدف بشكل خاص بكتيريا "الراكدة البومانية" (Acinetobacter baumannii) الخطيرة التي تصنفها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) كواحدة من أخطر التهديدات الصحية العاجلة في عصرنا الحالي.

وما يجعل هذا المضاد الحيوي الجديد ذا أهمية كبيرة هو أن العالم لم يشهد تطوير أي مضادات حيوية جديدة فعالة ضد هذه السلالة البكتيرية منذ أكثر من خمسة عقود، في وقت تزداد فيه مقاومة الميكروبات للأدوية بشكل ينذر بأزمة صحية عالمية.

وتكمن خطورة بكتيريا "الراكدة البومانية" في قدرتها على التسبب بعدوى مستشفيات شديدة مثل الالتهاب الرئوي الحاد وتسمم الدم (الإنتان)، خاصة بين المرضى ذوي المناعة الضعيفة وكبار السن.

ومن المنتظر أن تبدأ الدراسة السريرية قريبا وستشمل نحو 400 مريض من مختلف أنحاء العالم، حيث سيتم تقسيمهم عشوائيا لتلقي إما الدواء الجديد أو العلاجات التقليدية المتاحة حاليا. وأعرب الباحثون عن أملهم في أن يحصل الدواء على الموافقات الرسمية بحلول نهاية هذا العقد، ما قد يوفر سلاحا جديدا في ترسانة الطب الحديث ضد هذه البكتيريا القاتلة.

وأوضح مايكل لوبريتز، رئيس قسم الأمراض المعدية العالمية في "روش"، أن هذا المشروع البحثي يهدف إلى مواجهة واحدة من أعقد التحديات الصحية التي تواجه البشرية اليوم، وهي مشكلة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية. بينما أضاف لاري تساي، نائب الرئيس الأول ورئيس قسم المناعة وتطوير المنتجات في مركز "جننتيك" (الفرع البحثي لشركة روش)، أن هذه البكتيريا المقاومة تمثل تهديدا عالميا لا يعرف الحدود الجغرافية، مشيرا إلى أن الآليات البيولوجية المبتكرة المستخدمة في تطوير هذا الدواء قد تفتح الباب أمام فهم أعمق لتركيب الأغشية البكتيرية، ما قد يؤدي إلى اكتشافات إضافية في مجال المضادات الحيوية في المستقبل.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه الإحصاءات العالمية إلى أن تسمم الدم (الإنتان) يتسبب في وفاة ما يقارب 11 مليون شخص سنويا، أي بمعدل حالة وفاة كل 2.8 ثانية، بينما يحصد الالتهاب الرئوي المكتسب خارج المستشفيات أرواح 3 إلى 4 ملايين شخص سنويا، مع معدلات مرضى ووفيات مرتفعة بشكل خاص بين كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.

ويعد هذا الدواء الواعد أملا جديدا للأطباء والباحثين في معركتهم ضد ما يعرف بالبكتيريا الخارقة، التي تهدد بإعادة الطب إلى عصر ما قبل المضادات الحيوية، حيث كانت الإصابات البكتيرية البسيطة قد تؤدي إلى الوفاة.

المصدر: إندبندنت

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار