أعلنت جمهورية التشيك عن ارتفاع ملحوظ في حالات التهاب الكبد الوبائي "أ" هذا العام، حيث سجلت 450 حالة إصابة و6 وفيات في الأشهر الأربعة الأولى من 2025، مقارنة بـ636 حالة إصابة و2 وفاة طوال عام 2024.
وتؤكد السلطات الصحية التشيكية، أن العدد الفعلي للإصابات قد يكون أعلى بكثير بسبب صعوبة تتبع انتشار الفيروس، الذي يسبب التهابا في الكبد قد يؤدي إلى الوفاة في حالات نادرة.
وذكر المعهد الصحي التشيكي (SZÚ) في بيان له: "نعرف من تجربتنا أن حالة مؤكدة واحدة قد تؤدي لاحقا إلى مشكلة كبيرة".
وعلى الرغم من أن التهاب الكبد الوبائي A ليس من الأمراض الشائعة، إلا أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الحالات، حيث تم تسجيل 4,548 حالة في 2022 في 30 دولة أوروبية.
ينتقل فيروس التهاب الكبد A من خلال ملامسة براز شخص مصاب، سواء عبر الأيدي غير النظيفة، أو تناول طعام أو ماء ملوث، أو لمس الأسطح الملوثة مثل مقابض الأبواب.
وتعد الأماكن التي تعاني من سوء الصرف الصحي والنظافة، بيئة مثالية لتكاثر الفيروس.
وأفاد مسؤولون تشيكيون، أن معظم المصابين لا تظهر عليهم أعراض، لكن حوالي 10% يعانون من مشاكل صحية خطيرة قد تؤدي إلى فشل الكبد والوفاة.
ولفتوا إلى أن الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاما أو الذين يعانون من أمراض كبد مزمنة هم الأكثر عرضة للإصابة.
وتشمل الأعراض الأخرى الحمى وفقدان الشهية والإسهال والغثيان، بالإضافة إلى اليرقان، حيث يتحول لون العينين والجلد إلى اللون الأصفر.
وعادة ما يستغرق الأمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع حتى تظهر الأعراض على الأشخاص المصابين، ويمكنهم نقل الفيروس لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل ظهور الأعراض، مما يعني أن الأشخاص يمكن أن ينشروا التهاب الكبد A دون أن يعلموا أنهم مصابون.
أشارت السلطات، إلى أن العاصمة براغ والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى منطقة مورافيا-سيليزيا الحدودية مع بولندا وسلوفاكيا، هي الأكثر تضررا هذا العام.
كما لوحظ أن الفيروس ينتشر بين الأطفال والمراهقين والشباب ، خاصة في الأوساط التي تشهد "سلوكيات محفوفة بالمخاطر".
في براغ، على سبيل المثال، يمثل المشردون نحو ثلث المرضى، والكثير منهم يستخدمون المخدرات.
وأضافوا أن عدد الأشخاص المعرضين للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ، نتيجة عدم تطعيمهم أو مخالطتهم للفيروس، "يتزايد تدريجيا".
حثت السلطات الصحية المواطنين على تلقي اللقاح ضد التهاب الكبد A، حيث أن جرعتين من اللقاح تفصل بينهما 6 إلى 18 شهرا تضمنان الحماية ضد الفيروس.
تكلفة اللقاح تبلغ حوالي 1,700 كرون تشيكي (حوالي 68 يورو)، وهو ليس إلزاميا ولكنه مشمول في بعض برامج التأمين الصحي.
ونظرا لتأثير الفيروس على المشردين، وزعت السلطات اللقاحات في ملاجئ المشردين مجانا. كما يتم تطعيم الأشخاص الذين يعملون عن كثب مع مستخدمي المخدرات والمشردين في براغ.
مع ذلك، أكدت السلطات أنه من الصعب على هذه الفئات الالتزام بالإجراءات الوقائية، ما يجعل تتبع الاتصال أمرا معقدا، مما يصعب السيطرة على انتشار الفيروس.
في العام الماضي، تتبعت السلطات 6,375 شخصا كانوا على اتصال بأفراد مصابين بالفيروس.
وقد تم حظر الأشخاص الذين تم تحديدهم كمخالطين قريبين ولم يتلقوا اللقاح من الذهاب إلى المسابح العامة أو حمامات البخار "الساونا" أو المخيمات الصيفية أو أي فعاليات كبيرة أخرى.