آخر الأخبار

نيبال تنتفض.. جيل "زد" يكتب فصلًا جديدًا في التاريخ

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

فجّرت الحكومة النيبالية غضبًا شعبيًا واسعًا بإغلاق 26 منصة تواصل اجتماعي دفعة واحدةصورة من: Safal Prakash Shrestha/ZUMA/picture alliance

تقع نيبال، الدولة الصغيرة بين قمم جبال الهيمالايا الشاهقة، في عزلة تاريخية أبعدتها لفترات طويلة عن أنظار العالم. ورغم جمال طبيعتها الخلابة، تواجه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، تشمل ضعف الحكومات السابقة والحروب الأهلية الطويلة، إضافةً إلى مشكلات مثل الديون وعبودية الأطفال.

ينحدر الشعب النيبالي من مهاجرين قدموا من مناطق نيبال الكبرى والتبت والهند، وأجزاء من بورما ويوننان، إلى جانب السكان الأصليين. ويبلغ تعدادهم حول العالم نحو 35 مليون نسمة.

في الخامس من الشهر الجاري، فجّرت الحكومة النيبالية غضبًا شعبيًا واسعًا بإغلاق 26 منصة تواصل اجتماعي دفعة واحدة، منها واتساب، تيك توك، فيسبوك، ويوتيوب، بحجة "  عدم التسجيل القانوني ".

في خطوة اعتُبرت استفزازًا صارخًا لحرية الرأي، صدم القرار جيل "Z"، الذي وجد نفسه مفصولًا فجأة عن أدواته اليومية للتعبير والتنظيم.

وجاءت ردود الفعل سريعة: لجأ الشباب إلى الشبكات المشفّرة، واستخدموا VPN للتواصل، وعقدوا اجتماعات سرية سرعان ما تحولت إلى تظاهرات حاشدة في شوارع كاتماندو، مشعلة موجة احتجاجات غير مسبوقة هزّت العاصمة وأرعبت السلطات.

جيل Z يقود انتفاضة نيبال

خرج الشباب إلى الشوارع  للاحتجاج على الفساد ونقص الفرص الاقتصادية، مطالبين بالحرية وحق التعبير والمحاسبة. واجه المتظاهرون القمع، ما أدى إلى مقتل 19 شخصًا وإصابة نحو 100 آخرين، إلا أن إصرارهم على التغيير بقي قويًا، وأُجبر رئيس الوزراء كيه. بي. شارما أولي على الاستقالة، معلنًا في رسالته للرئيس: "نظرًا للوضع المتأزم في البلاد، فقد استقلتُ اعتبارًا من اليوم لتسهيل حلّ المشكلة والمساعدة في إيجاد حلٍّ سياسي وفقًا للدستور".

وساهم نشطاء نيبال في نشر صور وفيديوهات المظاهرات عبر هاشتاغ #NepalProtests على تويتر وإنستغرام، ما ساعد في وصول الأخبار بسرعة إلى الإعلام العالمي وجذب اهتمام المستخدمين العرب والدوليين.

ردود فعل عربية: من التعاطف إلى التحذير

أثارت انتفاضة نيبال اهتمام كتّاب وإعلاميين عرب، الذين قرأوا الحدث في ضوء تجارب المنطقة:


*

الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي كتب على منصة X: "في نيبال، استباح رئيس الوزراء وزوجته، ومعهما زمرة من المسؤولين، خيرات البلاد بلا وازع ولا ضمير. عاشوا حياة الملوك في القصور، فيما تُرك الشعب يتخبط في مستنقع الفقر. وعندما ضاق صدره أكثر، حاول أن يُكمِّم الأفواه ويحجب وسائل التواصل، ظانًا أنه قادر على إخماد الغضب".


*

رائد الأعمال السوري بسام شحادات رأى أن ما يحدث يمثل:  "ثورة الجيل Z  ، وهو تعبير جديد في سجل الحركات الاحتجاجية العالمية، التي اعتدنا أن ترتبط بالجياع أو العمال أو الفلاحين".


*

أما الشاعر والإعلامي اللبناني عبد الغني طليس فكتب محذرًا الحكام العرب: "لا قصوركم تحميكم، ولا جيوشكم تنقذكم… إذا جاع الشعب، ستكون موائدكم أول ما يُحرق. درس صارخ من نيبال لكل من يظن أن الكرسي خالد وأن الجاه حصن أبدي".

انتفاضة الجيل Z

لطاما شعر الشباب النيبالي بالإحباط من   نقص الوظائف  ، ما دفع الملايين للعمل في الخارج، خاصة في الشرق الأوسط وكوريا الجنوبية وماليزيا، وغالبًا في مواقع البناء لإرسال الأموال إلى أسرهم.

وبالحديث عن جيل "Z"، الذي تختلف حوله المصادر، لكن غالبيتها تشير به إلى مواليد ما بين عامي 1995 و2010، كشفت منصة لينكدإن في تقرير حديث أن هذا الجيل، أصبح سوقًا مهمًا وقريبًا من أن يكون المستهلك الرئيسي عالميًا، إذ يضم نحو 78 مليون مستخدم على المنصة، أي حوالي 10٪ من إجمالي مستخدميها. وأوضح الخبير المصري في الإعلام الرقمي أحمد عصمت أن اهتمام المنصات بهذا الجيل طبيعي، فهو الجيل الأساسي في سوق العمل، دخل مبكرًا ويجيد استخدام التكنولوجيا  ، ويملك أعلى معدلات إنفاق تصل إلى 143 مليون دولار، ما يجعله محورًا مهمًا للشركات والمنصات الرقمية.

من قمم الهيمالايا إلى شوارع العالم العربي، شغلت احتجاجات جيل Z مواقع التواصل وأثبتت أن هذا الجيل ليس مجرد  فئة عمرية  ، بل قوة تغيير سياسي واقتصادي عابرة للحدود.

تحرير: وفاق بنكيران

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار