آخر الأخبار

«أراب ويكلي» تعلق على توابع وفاة المشير محمد الحداد ومرافقيه من القادة العسكريين

شارك
مصدر الصورة
جانب من مراسم تأبين المشير محمد الحداد ومرافقيه، طرابلس، 27 ديسمبر 2025 (وزارة الدفاع)

رأت جريدة «أراب ويكلي» اللندنية أن وفاة رئيس أركان القوات التابعة لـ«حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» في طرابلس، المشير محمد الحداد، تكشف مدى هشاشة التوازن الذي ينبغي أن تحافظ عليه حكومة عبدالحميد الدبيبة بين السلطة المدنية والتشكيلات المحلية شديدة التسلح.

مصدر الصورة مصدر الصورة

وقالت الجريدة، في تقرير أمس الإثنين، إن الحادث كشف أيضا «حقيقة خطوط الصدع داخل المؤسسات العسكرية والسياسية، وفاقمت من الانقسام السياسي، لا سيما بين مدينة مصراتة وحكومة الدبيبة».

وأشارت إلى «انتقادات شديدة وجهتها تشكيلات مسلحة وقادة محليين في مصراتة لحكومة الدبيبة عقب الحادث، متهمة إياها بالفشل في الرد بالشكل المطلوب، أو تكريم القادة العسكريين الذين لقوا حتفهم».

استياء شعبي في مصراتة
وفي بيانات، أعرب قادة الكتائب الثورية وتشكيلات مسلحة عن استياء شديد مما وصفوه بـ«الموقف الضعيف والمريب الذي اتخذته الحكومة»، وانتقدوا غياب التعازي الرسمية أو أي تفسير رسمي، وأكدوا أيضا أن هذا الغموض يقوض ثقة الشعب في مؤسسات الدولة، ويعد استخفافا بتضحيات العسكريين.

- مركز أبحاث غربي: 4 سيناريوهات تنتظر ليبيا بعد وفاة الحداد
- العرفي: نطالب بتحديد المسؤول عن كارثة سقوط طائرة الحداد
- مصراتة تعلن الأحد عطلة رسمية للمشاركة في مراسم جنازة الحداد ومرافقيه

كما تطرق تقرير الجريدة إلى تظاهرة انطلقت في مدينة مصراتة عقب الإعلان عن وفاة الحداد، وقال إنها «تعكس استياء شعبي أوسع نطاقا من كيفية إدارة حكومة الدبيبة لأزمات البلاد السياسية والاقتصادية».

ودعت التظاهرات إلى «تنحية الجهات السياسية المسؤولة عن الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية وعرقلة التوافق السياسي». كما دعت الكتائب الثورية علانية إلى «دعم ثورة شعبية»، وحثت القوى الأمنية والعسكرية في مصراتة على الانحياز إلى المواطنين وحماية المطالب المشروعة لهم.

العلاقات العسكرية – المدنية تحت المجهر
إلى ذلك، يرى مراقبون أن مأساة الحداد أصبحت نقطة انعكاس لجدال أوسع نطاقا بشأن العلاقات المدنية – العسكرية في ليبيا. وقالت الجريدة: «حظى الحداد باحترام واسع بسبب التزامه بالانضباط العسكري، ولتجنب أي صدامات سياسية، بما في ذلك رفض التورط في أي اشتباكات تهدد طرابلس والمنطقة الغربية».

تعليقا، قال المحلل المحلي سليمان بن صالح، العضو السابق في المجلس البلدي لمصراتة، إن «بعض الفصائل تحاول استغلال الحادث لتوريط الدبيبة في مؤامرة وهمية ضد القادة العسكريين»، واصفا هذه الادعاءات بـ«المختلقة وذات دوافع سياسية».

وقد جرت المراسم الكاملة لجنازة وتأبين الحداد ورفاقه وفق البروتوكول العسكري الكامل في وزارة الدفاع بطرابلس. حضر المراسم رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، والدبيبة ورئيس الأركان المعين حديثا صلاح النمروش، وعدد من كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين.

توازن هش
كما رأت «أراب ويكلي» أن «حادث وفاة الحداد يبرز التوازن الهش الذي ينبغي أن تحافظ عليه حكومة الدبيبة بين السلطة المدنية والتشكيلات المحلية شديدة التسلح. فقد اعتمد نفوذ الدبيبة في مصراتة على ولاء التشكيلات المسلحة، غير أن الغضب الشعبي بالمدينة الآن يمثل اختبارا حقيقيا لسلطة الحكومة».

ويحذر محللون ومراقبون من أن الفشل في التعامل مع تلك التوترات ومعالجتها ينذر بمفاقمة حالة انعدام الاستقرار السياسية القائمة.

وقالت الجريدة اللندنية: «يعكس التعامل مع المأساة، وما تلا من سخط شعبي وتعبئة للتشكيلات المسلحة، الصراع المستمر داخل ليبيا لترسيخ سلطة الدولة والحفاظ على ثقة الشعب، والتعامل مع الديناميكيات العسكرية – المدنية المعقدة».

وفيما يتواصل التحقيق في الحادث مع السلطات التركية، ترى الجريدة أن «ليبيا أمام تحدي تحويل هذه المأساة إلى إصلاح مؤسسي، بما يضمن أن (وفاة) الحداد ورفاقه ستفضي إلى نظام سياسي وعسكري أقوى وأكثر خضوعا للمحاسبة».

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا