أثارت تصريحات وزير التربية والتعليم المكلف بحكومة الوحدة علي العابد، جدلًا واسعًا واستياءً كبيرًا، بعد اتهامه في لقاء إعلامي معلمي بعض المدارس بتعاطي المخدرات.
هذا التصريح، الذي وُصف بالمهين وغير المسؤول من كثير من المعلمين والنشطاء، اعتُبر إساءة مباشرة لشريحة كبيرة من المعلمين الذين يعملون في ظروف صعبة، ويؤدون مهامهم وسط تحديات متراكمة تعانيها المنظومة التعليمية في البلاد.
اعتذار علني
من جهتها، أدانت النقابة العامة للمعلمين بشدة تصريحات العابد، مؤكدة أن ما ورد على لسانه لا يليق بمقام المعلم ولا بدوره الوطني والتربوي.
وقالت النقابة، في بيان صادر من طرابلس، إنها تابعت بأسف واستنكار بالغ تلك التصريحات، مشددة على أن المعلم الليبي، رغم ما يواجهه من تحديات وظروف صعبة، ظل يؤدي رسالته التربوية بإخلاص وتفانٍ، معتبرة أن أي محاولة للنيل من كرامته أو التقليل من شأنه تعد مساسًا بقيمة التعليم وبهيبة الدولة التي يمثلها.
وطالبت النقابة بإجراءات لحماية كرامة المعلم، داعية العابد إلى تقديم اعتذار علني وفوري للمعلمين وللأسرة التربوية كافة.
استقالة
وسرعان ما تحولت ردود الفعل إلى دعوات صريحة تطالب الوزير بتقديم استقالته، خاصة في ظل ما وُصف بـ”الفشل الذريع” في ملف الكتاب المدرسي.
وطالبت نقابة معلمي طرابلس رئيس حكومة الوحدة “عبدالحميد الدبيبة” بإقالة العابد لاتهامه لبعض المعلمين بتعاطي المواد المخدّرة، دون الاستناد إلى نتائج رسمية أو تحقيقات موثّقة، مؤكدةً أن هذه التصريحات غير المسؤولة وغير المبرّرة من مسؤول حكومي يجب ألّا تمر مرور الكرام، بل يجب محاسبة صاحبها وفق القانون.
ولا تزال بعض المدارس في عدد من المدن والمناطق تعاني من عدم توفر الكتب رغم مرور أكثر من شهر على انطلاق العام الدراسي.
إجراءات حازمة
وفي بيان لها حول الموضوع، قالت وزارة التربية والتعليم عبر صفحتها الرسمية، إن ما ورد في حديث العابد لم يكن تعميمًا أو مساسًا بالمعلمين الكرام، وإنما جاء وفق تقارير لبعض الحالات التي تحتاج لإجراءات حازمة لتنظيم العملية التربوية، منها ضوابط خاصة لاختيار المعلمين مثل إجراء تحليل طبي وفق ما نص عليه قانون العمل في سياق مناقشة سُبل حماية البيئة التعليمية من أي سلوكيات سلبية قد تؤثر في العملية التربوية.
تأخر الكتب
ورغم إعلان وزارة التعليم بدء توزيع الكتب المدرسية على مختلف مدارس البلاد إلا أن الشكاوى ترد من عدد من المدارس بعدم استلام الكتب حتى الآن، رغم مرور أكثر من شهر على انطلاق العام الدراسي، ما يزيد من حالة الاستياء في أوساط المعلمين وأولياء الأمور، ويطرح تساؤلات حول كفاءة إدارة التوزيع وسلاسة وصول الكتب للمؤسسات التعليمية في الوقت المناسب.
وقال مدير إدارة الكتاب المدرسي، طاهر عبودة، في تصريح صحفي الأسبوع الماضي، إن ما وصل حتى نهاية الأسبوع الماضي لا يتعدّى 30 عنواناً من أصل 150.
مناصب متعددة
وزير التعليم المكلف يشغل أكثر من منصب في الحكومة، فهو يتولى إلى جانب وزارة التعليم منصب وزير العمل والتأهيل ووزير الخدمة المدنية، كما سير لفترة وزارة النفط والغاز، وهو ما اعتبره مراقبون سببًا آخر في ضعف المتابعة والتقصير الواضح في حلحلة مشاكل قطاع التعليم، خاصة في ملفات حيوية مثل الكتاب المدرسي والبنية التحتية للمدارس.
المصدر:
الرائد