قال رئيس تجمع الأحزاب الليبية فتحي الشبلي، إن البيان الصادر عن الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد يعكس حالة واضحة من الارتباك السياسي والتناقض في المواقف، بعد أن وجدت الحكومة نفسها خارج دائرة الاهتمام في الترتيبات الدولية الجارية بشأن الملف الليبي.
وأوضح الشبلي في تصريح لـ”عين ليبيا”، أن البيان جاء مليئًا بالمغالطات القانونية والسياسية، وبعيدًا عن مقتضيات النزاهة والموضوعية والالتزام بالقانون، مما أضعف من حجته وكشف عن نهج مضطرب في إدارة العلاقة مع المؤسسات الدولية.
وأضاف الشبلي: “إن المدهش في رد فعل الحكومة أنه يُظهر وكأنها اكتشفت اليوم فقط أن بعثة الأمم المتحدة تتدخل في الشأن الداخلي الليبي، رغم أن هذه التدخلات تكررت عشرات المرات في ملفات القوانين والمسارات السياسية والتعيينات السيادية، ولم نسمع للحكومة حينها اعتراضًا أو تحفظًا، لأن تلك التدخلات كانت تصب في مصلحتها السياسية”.
وتابع: “أما اليوم، وبعد أن طال التدخل ما لا يتماشى مع توجهاتها ومصالحها، فقد سارعت إلى إصدار بيان متشنج ومتناقض، يفتقر إلى الانسجام مع ممارساتها السابقة، ويؤكد ازدواجية معاييرها في التعامل مع البعثة الأممية”.
واختتم الشبلي تصريحه بالتأكيد على أن مثل هذه المواقف تضعف الموقف الليبي أمام المجتمع الدولي، وتُظهر غياب الرؤية الوطنية المتوازنة في إدارة العلاقات الخارجية، في وقت تحتاج فيه ليبيا إلى خطاب مسؤول يعكس سيادة الدولة وثوابتها الوطنية، لا إلى ردود فعل انفعالية ظرفية تُدار بعقلية المصلحة الآنية لا بمنطق الدولة ومؤسساتها.