آخر الأخبار

الأصابعة تشتعل: حرائق غامضة في ظل ضعف حكومي وعجز عن التفسير

شارك

في ظل انقسام حكومي وأزمة سياسية متجذرة، تتعرض المدن الليبية الواحدة تلو الأخرى لسلسلة من الأزمات المتنوعة، وسط ضعف إمكانات الدولة وتأخر استجابتها.

وبينما لا تزال كارثة درنة عالقة في الأذهان، تجد مدن أخرى مثل الأصابعة وزليتن نفسها في مهب أزمات جديدة، دون تفسير واضح أو خطة إنقاذ فعلية.

حرائق الأصابعة: لغز متكرر ومأساة بلا تفسير

تشهد مدينة الأصابعة منذ 18 فبراير الماضي سلسلة حرائق غامضة اجتاحت أكثر من 235 منزلًا حتى الآن، وفق ما أعلنته لجنة الأزمة بالبلدية.

وقالت لجنة حصر المنازل المتضررة المشكلة من وزارة الحكم المحلي، إنها حصرت 195 منها حتى الآن.

وطالبت لجنة التعويضات بإخلاء المنازل المتضررة كشرط لصرف التعويضات، خصوصًا في حالات تكرار الحريق، مشيرة إلى أن أي تعويض لن يُصرف قبل تنفيذ عملية الإخلاء.

التحقيقات: غياب الشفافية وتضارب المعلومات

ورغم إعلان مواقع اخبارية عن تسليم فريق الإطفاء المالطي تقريرًا أوليًا للسلطات الليبية، حول أسباب الحرائق، نفت بلدية الأصابعة استلام أي تقرير رسمي من وفد خبراء الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن كل ما يُتداول على منصات التواصل غير دقيق.

وأشارت النتائج الأولية إلى استبعاد وجود غازات سامة أو مواد كيميائية أو بيولوجية خطرة وراء الحرائق، في حين لا يزال السبب الحقيقي مجهولًا.

إجراءات حكومية بطيئة ومحدودة

الحكومة أعلنت عن تخصيص 70 مليون دينار لتعويض المتضررين، وتشكيل لجنة برئاسة وزير الحكم المحلي، لكن لم يُفصَح بعد عن آلية الصرف بشكل واضح.

في مارس، بدأ تسليم بدل الإيجار لـ160 أسرة متضررة، في خطوة بدت متأخرة أمام حجم الكارثة.

وبعد انتشار رواية أن سبب هذه الحرائق هو الجان، أكد رئيس لجنة حصين لمكافحة السحر التابعة لهيئة الأوقاف عز الدين أبودبوس، في الـ 26 من فبراير الماضي، عدم جزم اللجنة بسبب حرائق الأصابعة الأخيرة، مشددا على أن جهد اللجنة منصب في اعانة الأهالي والمواطنين.

في حين أنهى فريق خبراء المختبرات والأدلة الجنائية بجهاز المباحث الجنائية، في الـ 21 من مارس الماضي، عمليات الكشف عن 158 منزلاً متضررًا جراء الحرائق التي شهدتها الأصابعة أخيرًا.


مأساة زليتن: المياه تحاصر السكان

تستحضر أزمة الأصابعة ما شهدته مدينة زليتن من مأساة العام الماضي، حين طفت المياه الجوفية على السطح، مخلفة أضرارًا كبيرة وسط عجز حكومي مستمر.

ووصل فريق خبراء إنجليزي إلى المدينة لدراسة الحلول لكن لم يتوصل إلى حلول جذرية ورسمية للأزمة حتى الآن.

يتساءل المواطن الليبي: إلى متى سيبقى وحيدًا في مواجهة الكوارث، يدفع ثمن الإهمال الحكومي وانعدام الاستجابة السريعة؟ بين حرائق الأصابعة ومياه زليتن، يتكرر مشهد العجز ذاته، بلا نتائج أو محاسبة، في وقت تزداد فيه معاناة الناس يومًا بعد يوم.

الرائد المصدر: الرائد
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا