آخر الأخبار

صراع أمريكي روسي تتنامى أطرافه داخل ليبيا

شارك الخبر
مصدر الصورة

شهدت جلسة مجلس الأمن حول ليبيا، صراعا بارزًا على تمديد ولاية البعثة الأممية من عدمها.

وبرز فيها موقف أمريكي صريح يؤيد استمرار لعب البعثة لأدوارها المنوطة وسط تأييد أوروبي واضح الملامح، ليمثل معسكرا مشتركا امتزجت فيه المصالح الأمريكية الأوروبية، قابله معسكر روسي يسير وحيدا عبر عن رفضه لاستمرار عمل البعثة الأممية داخل ليبيا ومبررا موقفه ذاك بأن عمل البعثة الأممية من دون تعيين رئيس جديد لها يشكل تذبذبا في جدية الخطوات التي تنتهجها البعثة تجاه الملف الليبي.

تأييد الولايات المتحدة ليس الأول من نوعه، حيث شهدت تصريحات السفارة الأمريكية لدى ليبيا، على لسان السفير ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا، جيرمي برنت، دعما واضحا لدور البعثة داخل ليبيا، والتي تجسدت خلال اللقاءات العديدة مع المسؤولين وأصحاب القرار في الشرق والغرب الليبي، والتي دائما ما كانت تتسم بالانحياز الواضح لدور البعثة دون الخوض في تفاصيل العمل المكلفة به، أو النتائج الفعلية التي قامت بها البعثة داخل ليبيا، رغم فشل المبعوثين السابقين في تحقيق الهدف الرئيس الذي يقضي بتشكيل حكومة موحدة مهمتها تقتصر على تجهيز الأرضية لإقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة.

التأييد الأمريكي سانده موقف أوروبي قوي، عبر تصريحات ممثلي الدول الأوروبية بمجلس الأمن، الذين أجمعوا على أهمية تكاتف الجهود الدولية التي تقودها البعثة داخل ليبيا، لتحقيق الاستقرار المنشود داخل البلاد،

موقف يتحرك ببطء نحو تحقيق الأهداف المحددة له، أو هكذا رأى ممثل روسيا داخل مجلس الأمن، والذي عبر عن تراجع دور البعثة الأممية في ليبيا، وتذبذب الخطوات الخاصة بمنح ليبيا أساليب حقيقية تتمكن من خلالها من تحقيق الاستقرار والقيام بالانتخابات المنتظرة منذ سنوات ليست بالقصيرة.

محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لاحتواء الدور الروسي داخل ليبيا، كانت عبر عدة مسارات عسكرية وسياسية واقتصادية، حيث شهد سبتمبر الماضي جولة أمريكية داخل الشرق والغرب الليبي، قادها القائم بأعمال السفارة الأمريكية، جيرمي برنت، حيث التقى مع المسؤولين في الشرق الليبي، على رأسهم خليفة حفتر، ونجلاه صدام وخالد، أتبعها بزيارات لرئيس مجلس النواب، بغرض تأكيد استمرار وجودهم داخل المنطقة الشرقية، بعد توارد أنباء وتقارير دولية، حول تنامي الدور الروسي داخل المنطقة، وسيطرة روسيا على مكامن القوى السياسية عبر دعمها الواضح لحفتر، وعلى مراكز القوى الاقتصادية بوجود غير معلن بشكل رسمي من قبل الحكومة الروسية داخل الحقول والمواني النفطية.

يأتي ذلك في حين عقد “برنت” لقاءات في الغرب الليبي مع المسؤولين بحكومة الوحدة الوطنية ورئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، في خطوات سعت من خلالها لتأكيد وجودها بشكل واضح واستمرار للعب دورها الرئيسي في تحديد بوصلة الاتجاهات السياسية والعسكرية داخل البلاد.

خطوات قابلتها تحركات روسية على الأرض، فبحسب تقارير دولية صادرة عن رويترز وبلومبيرغ ونوفا الإيطالية، فإن روسيا أصبحت أكثر قوة داخل ليبيا من ذي قبل، بعد تعزيز وجودها داخل البلاد عبر إرسال جنود نظاميين وغير نظاميين تابعين لشركة فاغنر الأمنية داخل قاعدة الجفرة، والحصول النفطية بهدف تأمينها بحسب ما ذكرت التقارير، وهذه التحركات العسكرية قابلتها تحركات سياسية قادها السفير الروسي لدى ليبيا، إيدار أغانين، عبر عقد اجتماعات فردية مع ممثلين عن الحكومتين بالشرق والغرب وتعزيز العمل الدبلوماسي داخل ليبيا، عبر خلق شراكات اقتصادية ناجعة مع الغرب الليبي.

خطوات أمريكية روسية على الأرض الليبية، لم يقابلها استنكار أو امتعاض من الطرف الليبي من قبل الحكومات والمجالس الموالية للسلطة داخل البلاد، والتي كان آخرها تصريح لرئيس مجلس النواب الذي تحدث عن وقوف ليبيا على مسافة واحدة من الطرفين الأمريكي والروسي، وعدم انحيازها لطرف عن الآخر، مع غياب أي تصريحات رسمية من الأطراف المسؤولة الأخرى في ليبيا، حول تنامي الدور الأمريكي الروسي داخل البلاد.

الرائد المصدر: الرائد
شارك الخبر

إقرأ أيضا