آخر الأخبار

في كييف برد ودمار وظلام.. هكذا قرأ الأوكرانيون "رسائل روسيا" قبيل "السلام"

شارك

كييف- بعد نحو 10 ساعات من القصف الروسي بمئات المسيرات الهجومية وعشرات الصواريخ المجنحة والفرط صوتية والباليستية، كانت التداعيات ثقيلة على العاصمة كييف وسكانها، كما لم تشهده منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.

القصف الذي تركز على منشآت الطاقة في المدينة والضواحي سبب انقطاعا في إمدادات الكهرباء والمياه والتدفئة عن ثلث مساحة المدينة، بما يشمل 600 ألف نسمة، و2600 شقة سكنية، وفق ما أعلنت رئاسة الوزراء.

في حين أصاب الدمار الناجم عنه وعن حطام الصواريخ والمسيرات، التي تم اعتراضها، عشرات المباني السكنية داخل 5 أحياء، وألحق أضرارا بالغة بعشرات المركبات والمحال التجارية والمرافق الخدمية، كما أدى إلى تعطيل حركة المواصلات في كثير من الطرق.

ووفق آخر إحصائية أعلنتها وزارة الداخلية، لقي شخص مصرعه، وأصيب 30 آخرون داخل العاصمة، في حين قتل شخص وأصيب أكثر من 10 في عدد من التجمعات السكنية المحيطة أيضا.

رسائل التوقيت

القصف الأخير قد لا يكون الأوسع نطاقا على كييف، ولكنْ فريد من حيث التوقيت، إذ يسبق أعياد رأس السنة الميلادية بأيام قليلة، ويسبق كذلك اجتماعا مرتقبا في الولايات المتحدة، بين الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، لوضع لمسات أخيرة على اتفاق قد ينهي الحرب المستمرة في نهاية عامها الرابع.

في ذلك رسائل واضحة، وفق ما يرى وزير الداخلية، إيهور كيلينسكو، الذي قال للجزيرة نت: "إنها إشارة على أن الروس لا يأبهون بجهود السلام، ويريدون استمرار الحرب وتصعيدها".

ويقول إيهور تيشكيفيتش، خبير "المعهد الأوكراني للمستقبل" ، للجزيرة نت، إن روسيا ضربت 70 بالمئة من قدرة البلاد على توليد الطاقة، مما أثر بشكل كبير على إنتاج الشركات والمص انع، وانعكس ارتفاعا في الأسعار.

ويتابع أن التصعيد بالقصف على منشآت الطاقة في هذا التوقيت، ومع اشتداد البرد، يهدف إلى إثارة المجتمع ضد الدولة. ويستدرك أن هذا لم يحدث في أي مرة سابقة، ويبقى مستبعدا.

مصدر الصورة صاروخ روسي دمر جزءا كبيرا من مبنى سكني في كييف خلال شهر يونيو/حزيران (الجزيرة)

خداع "الشريك الصعب"

ويقرأ خبراء هذه الضربات الأخيرة كدليل كاشف للنوايا، ولـ"خداع جديد" يقوم به الكرملين، بهدف كسب عامل الوقت، والحد من آمال الوصول إلى حل.

إعلان

من جانبه، قال خبير العلاقات الدولية، إيفان براجينسكي، للجزيرة نت، "دعونا من الأوهام. لم تتقدم أي مفاوضات مع روسيا منذ بداية الحرب، بدءا من مفاوضات إسطنبول في مارس/آذار 2022 وما تبعها من محاولات، مرورا بقمة ألاسكا في أغسطس/آب الماضي (بين بوتين وترامب)، وانتهاء بـ"خطة السلام" الراهنة".

ويدلل على ذلك بالقول إن أهم شيء بالنسبة ل بوتين في أي عملية تفاوض، هو تقليص حجم الجيش الأوكراني، وتخلي كييف عن فكرة عضوية الناتو، والسيطرة على كامل إقليم دونباس. وكل بنود أخرى في أي اتفاقية تبقى بالنسبة له ثانوية، ومن أجلها لن يوقف الحرب، يؤكد إيفان براجينسكي.

من وجهة نظر الخبير ذاته فإن الولايات المتحدة بالنسبة لروسيا "شريك قوي صعب"، لا يريد بوتين أن يقلبها ضده بالكامل، ولهذا يبدي في التعامل معها عكس ما يخفيه؛ لكنّ أفعاله تكشف أنه مستمر في حربه حتى تحقيق ذلك (المجد والنصر) الذي يريد".

ما خيارات كييف؟

أمام هذا المشهد وهذه النوايا، تبدو كييف في موقف صعب، فهي أضعف من الروس على الجبهات، وقد قدمت الكثير من الوعود والتنازلات استجابة لخطة السلام الأميركية .

كما أن تعويل كييف على الحل السياسي يبقى مرهونا بما يمكن أن تحصل عليه من جهود وضمانات أمنية، أو مساعدات وضغوط وتهديدات تمارسها واشنطن ويمارسها باقي "الشركاء" على موسكو.

ويرى الرئيس زيلينسكي أن جهود الحل الدبلوماسي يجب أن تسير بالتوازي مع القوة العسكرية وضغط العقوبات؛ لكنه عبّر في الأيام الأخيرة عن تفاؤل كبير بقرب الوصول إلى نهاية الحرب، قبل نهاية العام الجاري حتى.

مثل كثيرين غيره، لا يتفاءل إيفان ستوباك، المستشار السابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني، بإمكانية انتهاء الحرب قريبا، ويقول في هذا الصدد للجزيرة نت، إن التفاؤل موجود في تصريحات المسؤولين السياسيين ونفوس الناس العاديين، لكن معظم العسكريين ومسؤولي الأمن يرون صورة مغايرة تماما.

ويضيف: "آمل أن أكون مخطئا في هذا التوقع، ولكني أعتقد أننا لا زلنا بعيدين عن تلك اللحظة التي سيضطر فيها الروس إلى التفاوض ووقف العدوان. على العكس أتوقع تصعيدا كبيرا خلال الأيام القادمة، سواء على الجبهات، أو من خلال عمليات القصف البعيدة".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا