آخر الأخبار

من عميل إلى موظف في الجيش.. قصة غريبة لجاسوس تحدى الموساد

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تُعد قصة زئيف أفني واحدة من أكثر قصص عالم المخابرات إثارة في تاريخ إسرائيل، ذلك أن الرجل بدأ حياته جاسوسا للاتحاد السوفياتي داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وانتهى به المطاف رائدا في تأسيس منظومة الصحة النفسية داخل الجيش الإسرائيلي .

وفي تقرير مطول، تناول موقع واينت نيوز التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية جانبا من سيرة أفني الذاتية ونشاطه التجسسي لصالح السوفيات، ثم تطوعه بعد العفو عنه للعمل مختصا نفسيا في الجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 ما الخطوة التالية بعد الاشتباكات العنيفة بين باكستان وأفغانستان؟
* list 2 of 2 طالبة من غزة تحرم من السفر إلى بريطانيا لسبب غريب end of list

تقول الصحيفة إن زئيف أفني عاش معظم سنوات حياته متخفيا وراء أسماء مستعارة وولاءات متضاربة، وظل يحمل سرا عميقا لم يشك أحد من زملائه الأقربين في حقيقته.

رأى زئيف أفني، المولود باسم وولف غولدشتاين، النور لأول مرة في عام 1921 بمدينة ريغا عاصمة لاتفيا، ونشأ في سويسرا داخل أسرة يهودية يسارية النزعة.

وبينما انجذب كثير من يهود جيله نحو الصهيونية ، جنح هو نحو الاتجاه المعاكس حيث تبنى الشيوعية فكرا، متأثرا بنشاط شقيقه الأكبر في صفوفها.

وخلال الحرب العالمية الثانية ، لفتت مهاراته اللغوية وولاؤه للماركسية أنظار الاستخبارات العسكرية السوفياتية التي جنّدته ودربته على أساليب التجسس وإدارة الهويات السرية.

وبعد انتهاء الحرب، واقتراب تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، كلّفته موسكو بمهمة جريئة، وهي التسلل إلى الدولة الجديدة وبناء حياة كاملة داخلها حتى يتمكن لاحقا من نقل أسرارها إلى الاتحاد السوفياتي .

وقد عمد إلى تغيير اسمه إلى زئيف أفني -وهي الترجمة العبرية لاسمه الأصلي "وولف" (ويعني "الذئب")- وهاجر إلى فلسطين مع زوجته وطفله، متقمصا دور المهاجر الصهيوني المثالي.

أُدين أفني بالتجسس وحُكم عليه بالسجن 14 عاما في محاكمة سرية. لكن تحوّله الحقيقي بدأ خلف القضبان، حين قرأ خطاب الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف الذي أدان فيه جرائم سلفه جوزيف ستالين.

وهناك استقر في كيبوتس هزوريع، حيث وفرت له الحياة الجماعية الاشتراكية غطاء أيديولوجيا مريحا.

بيد أن حماسه الشيوعي المفرط قاده إلى ارتكاب ما اعتبرته يديعوت أحرونوت "خطأ قاتلا"، إذ باح لأحد رفاقه بحقيقته كعميل لصالح الاتحاد السوفياتي. فاجتمع أعضاء الكيبوتس وقرّروا طرده، لكنهم امتنعوا عن إبلاغ السلطات، وهو القرار الذي سيدفع ثمنه جهاز الأمن الإسرائيلي.

إعلان

وبعد مغادرته الكيبوتس، انضم أفني إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، مما أتاح له الوصول إلى وثائق دبلوماسية ومعلومات حساسة.

وفي خمسينيات القرن الماضي، خدم في سفارات إسرائيل في بروكسل وأثينا وبلغراد، حيث بدأ بإرسال تقارير سرية إلى موسكو تتعلق بالصفقات العسكرية والعلاقات مع الحكومات الأوروبية. لم يكن دافعه ماديا، بل أيديولوجيا صرفا نابعا من إيمانه بالشيوعية وعدائه لما رآه دولة رأسمالية متحالفة مع الغرب.

وتشير تقارير لاحقة إلى أنه شارك في "عملية ديموقليس"، وهي حملة نفذها الموساد في أغسطس/آب 1962 لإحباط مشروع العلماء الألمان الذين عملوا على تطوير صواريخ لمصر الناصرية.

لكن أفني، الذي رأى في مصر حليفا للاتحاد السوفياتي، يُعتقد أنه تلاعب ببعض تفاصيل العملية، مما أدى إلى فشلها في مراحلها الأولى.

وفي عام 1956، انكشف أمره بفضل رئيس الموساد آنذاك، إيسر هارئيل. وخلال لقاء اعتيادي بين أفني وهارئيل في تل أبيب ، التقط الأخير إشارة غامضة في حديثه.

فابتكر خطة نفسية وصفت بالجريئة، حيث استدعاه لاحقا إلى مكان معزول خارج تل أبيب، وهناك أقنعه بأن الموساد يمتلك أدلة قاطعة على تجسسه.

لم تكن هناك أدلة، لكن نبرة هارئيل وثقته زلزلتا أعماق أفني. وبعد ساعات من الضغط النفسي، انهار واعترف بكل شيء، ليسأله في النهاية مذهولا: "كيف عرفتم؟" فرد هارئيل بابتسامة هادئة: "لم نكن نعلم، أنت من أخبرنا".

أُدين أفني بالتجسس وحُكم عليه بالسجن 14 عاما في محاكمة سرية. لكن تحوّله الحقيقي بدأ خلف القضبان، حين قرأ خطاب الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف الذي أدان فيه جرائم سلفه جوزيف ستالين .

وفي تلك اللحظة، تزعزعت قناعاته الشيوعية، وزاد انهياره النفسي بعد زيارة شقيقه الشيوعي الذي وبّخه قائلا: "بعد ألفي عام نحصل على دولة، وأول ما تفعله هو محاولة تدميرها؟".

في السجن، وجد أفني خلاصه في علم النفس. درس بجد، وحصل على شهادة جامعية، وبدأ يرى في العلاج النفسي وسيلة "للتكفير عن ذنوبه".

وبعد 10 سنوات نال عفوا رئاسيا، ليخرج إلى مجتمع تغيّر كثيرا، لكنه قرر أن يكرّس ما تبقى من حياته لخدمة من حاول يوما "خيانتهم"، على حد تعبير يديعوت أحرونوت.

وخلال حرب أكتوبر عام 1973، تطوّع أفني للعمل مختصا نفسيا ميدانيا في جبهة سيناء، حيث قدّم الدعم لجنود يعانون من الصدمة والهلع وفقدان الرفاق. وساهم فيما بعد في تأسيس قسم الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي.

نشر أفني لاحقا مذكراته بعنوان "الراية الكاذبة"، والتي كتبها بالاشتراك مع محققه السابق يهودا براغ، كاشفا فيها عن رحلته من عالم الجاسوسية إلى الطب النفسي. وعاش بقية حياته بهدوء حتى وفاته عام 2007، "تاركا وراءه إرثا مثيرا للجدل".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا