يعتزم الجيش الإسرائيلي عرض خطة عملياتية واسعة على القيادة السياسية خلال الأسبوعين المقبلين، "لاحتلال قطاع غزة"، تتركز في مدينة غزة والمخيمات الوسطى، وفق ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.
وتشمل المرحلة الأولى "تعبئة نحو 250 ألف جندي احتياطي، وتطويق مدينة غزة بالكامل لقطع الإمدادات وعزلها عن محيطها، مع إنشاء مناطق إنسانية محمية و12 محطة لتوزيع المساعدات بإشراف إسرائيلي، يلي ذلك إخلاء منظم للمدنيين، ثم السيطرة على المدينة وتطهيرها، مع احتمال توسيع العملية للمخيمات المركزية".
ووفقاً لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فإنَّ الجيش الإسرائيلي يسيطر على 75 بالمئة من القطاع، وإنَّ المرحلة المقبلة هي السيطرة على "آخر معاقل حماس، وفي مقدمتها مدينة غزة، مع توفير ممرات خروج آمنة للمدنيين"، مضيفاً أنَّ الهدف هو استكمال الاستعدادات بحلول أكتوبر/تشرين الأول، لإتاحة المجال "أمام تحركات سياسية أو مفاوضات صفقة تبادل رهائن"، مع إبقاء الخيار العسكري قائماً.
أمَّا هيئة البث الإسرائيلية فنقلت عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مهاجمته الخطة، وتحذيره من أن نتنياهو قد يتراجع تحت الضغط، معتبراً أن القرار لا يقود إلى النصر، بل يهدف إلى الضغط على حماس للتوصل إلى صفقة جزئية.
وبحسب القناة 12 فإنَّ الخطة التي تُعدّ بناءً على توجيهات المجلس الأمني الوزاري المصغر (الكابينيت)، تهدف إلى التعامل مع تحديين رئيسيين: ضمان سلامة الرهائن، والحد من تدهور مكانة إسرائيل على الساحة الدولية، في ظل تراجع الشرعية العالمية للعملية باستثناء الدعم الأمريكي"، بحسب القناة.
ميدانياً، أسفر تصاعد القصف الإسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، وفقاً للمصادر الطبية الفلسطينية.
ففي المخيم الغربي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، قُتل سبعة فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون جراء قصف طائرات إسرائيلية منزلاً في المخيم، كما شهدت مدينة غزة، مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين بعد قصف إسرائيلي طال خيمة نازحين في شارع اللبابيدي في المدينة، وفقاً للتقارير الطبية في القطاع.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي ليلة الاثنين، قصفاً مكثفاً على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، أدى إلى تدمير مبانٍ سكنية، وسُمع دوي تلك الانفجارات في كل أنحاء القطاع.
أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بارتفاع عدد قتلى استهداف الجيش الإسرائيلي خيمة صحفيين قرب مجمع الشفاء إلى 6، بينهم مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف.
ومساء الأحد، أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة "استشهاد مراسلَي قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمتهما قرب المجمع".
وفي المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي استهداف الشريف، متهماً إياه "بترؤس خلية إرهابية تابعة لحماس".
ونعت حركة حماس، الشريف بصفته الصحافية، وقالت إنها "جريمة وحشية تتجاوَز كل حدود الفاشية والإجرام"، مضيفة أن "الاستهداف المتواصل للصحفيين في قطاع غزة، هو رسالة إرهاب إجرامي للعالم بأسره، ومؤشر على انهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية، في ظل صمت دولي شجع الاحتلال على المضي في قتل الصحفيين دون رادع أو محاسبة".