في تصعيد غير مسبوق، أطلقت إيران نحو 400 صاروخ ومئات الطائرات المسيّرة على إسرائيل، ردا على هجمات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 240 شخصا في إيران، بينهم نساء وأطفال.
ورغم شهرة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وعلى رأسها " القبة الحديدية "، فإن عددا من الصواريخ الإيرانية نجحت في اختراق هذه الدفاعات، مما أثار تساؤلات حول فعالية المنظومة في مواجهة التهديدات المتطورة.
وأدى إطلاق إسرائيل لهجمات جوية على إيران فجر الجمعة إلى رد طهران بموجة من الضربات الانتقامية على إسرائيل، وقد اخترقت بعض الصواريخ الباليستية الإيرانية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وأصابت أهدافًا رئيسية.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة عن مقتل أكثر من 240 شخصًا في إيران، بينهم 70 امرأة وطفلًا. وردًا على ذلك، أطلقت إيران نحو 400 صاروخ ومئات الطائرات المسيّرة، وهو ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا في إسرائيل، وإصابة المئات، وإجبار السكان على الاحتماء في الملاجئ.
وأصابت بعض الضربات الإيرانية مناطق سكنية في وسط إسرائيل، وتسببت في أضرار جسيمة. كما استُهدف مقر القيادة العسكرية المحصّن في تل أبيب (الكرياه)، رغم أن الأضرار هناك كانت محدودة.
وأعلنت إيران يوم الثلاثاء أنها أصابت مركزًا للاستخبارات العسكرية ومركزًا للتخطيط العملياتي تابعًا لجهاز الموساد، ما يشير إلى اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة والتي تُعد من بين الأكثر تطورًا في العالم.
وفي السنوات الأخيرة، نجحت إسرائيل في اعتراض معظم الهجمات الجوية باستخدام أنظمتها الدفاعية، وعلى رأسها "القبة الحديدية".
ورغم أن القبة الحديدية تُعد جوهر الدفاعات الجوية الإسرائيلية، إلا أنها تمثل فقط المستوى الأدنى من نظام دفاعي متعدد الطبقات، وفقًا لأليكس غاتوبولوس، محرر الشؤون الدفاعية في الجزيرة.
وتقوم القبة الحديدية برصد الصواريخ أو القذائف القادمة، وتحديد مسارها، ثم اعتراضها. وتقول إسرائيل إن نسبة نجاحها تبلغ 90%. وقد دخلت الخدمة عام 2011 بعد تطويرها لمواجهة صواريخ حزب الله اللبناني في حرب 2006.
وقد صُممت القبة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى التي لا تستطيع الأنظمة الأكبر رصدها.
إلى جانب القبة الحديدية، تمتلك إسرائيل نظام "باراك-8" لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى، ونظام "ديفيد سلينغ" لاعتراض الصواريخ المتوسطة إلى طويلة المدى، ونظام " ثاد " لاعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى.
تستخدم إسرائيل منظومتي "آرو-2″ و" آرو-3 " لاعتراض الصواريخ البعيدة المدى، مثل تلك التي أطلقتها إيران مؤخرًا. وتشارك شركة بوينغ الأميركية في تصنيع هذه المنظومات بالتعاون مع الصناعات الجوية الإسرائيلية.
كما تعتمد إسرائيل على الدفاع الجوي، باستخدام الطائرات المقاتلة والمروحيات لاعتراض الطائرات المسيّرة.
تتكوّن أنظمة الدفاع الجوي من 3 مكونات: رادار، مركز قيادة وتحكم، ومنصات إطلاق مزودة بصواريخ اعتراضية.
يرصد الرادار الصواريخ القادمة، ويُخطر مركز القيادة لتحديد الأهداف التي يجب اعتراضها. وعادةً ما تُطلق المنصة صاروخين اعتراضيين لكل صاروخ معادٍ.
لكن هذه الأنظمة تحتوي على عدد محدود من الصواريخ الاعتراضية، وعددها الدقيق غير معروف للعامة.
قال مسؤول عسكري إسرائيلي السبت الماضي إن نسبة نجاح الدفاعات تراوحت بين 80 و90%، مؤكدًا أنه لا يوجد نظام مثالي. وهذا يعني أن بعض الصواريخ الإيرانية نجحت في اختراق التحصينات.
ورغم عدم وجود تأكيد دقيق حول كيفية تجاوز الصواريخ الإيرانية للدفاعات، فإن هناك عدة احتمالات:
الوضع الحالي يوصف بأنه "حرب استنزاف"، فإسرائيل قد تواجه صعوبة في الحفاظ على مخزونها من الصواريخ الاعتراضية، خاصة إذا استمرت الهجمات بنفس الوتيرة. في المقابل، لا يُعرف مدى قدرة إيران على الاستمرار في إطلاق هذا الكم من الصواريخ.