آخر الأخبار

هكذا تفاعل المجتمع الإيراني مع تشييع نصر الله وصفي الدين

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

طهران- بعد مرور نحو 5 أشهر على إعلان المرشد الأعلى علي خامنئي الحداد العام لمدة 5 أيام في ربوع إيران على "روح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله"، عادت مشاهد الحزن والحداد إلى كبرى المدن الإيرانية، تزامنا مع تشييع جثمانه وخليفته هاشم صفي الدين بالضاحية الجنوبية لبيروت أمس الأحد.

وبينما عُلّقت أعلام فصائل المقاومة، وعلى رأسها حزب الله اللبناني إلى جانب الأعلام الإيرانية المنتشرة في طهران، نصبت بلدية العاصمة جداريات ولافتات ضخمة لنصر الله وصفي الدين تحت الشعار العربي "إنا على العهد"، الذي تم ترويجه على مدى أكثر من أسبوع على عشرات المحطات والصحف الإيرانية الناطقة بالفارسية واللغات الأجنبية الأخرى، إلى جانب شعار فارسي يعني "لا يخلف الإيرانيون الوعد".

ويكاد المتابع للشأن الإيراني يلمس إجماعا في خطاب الجمهورية الإسلامية الرسمي تأكيدا على نهجها في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومساندة جميع الفصائل المناوئة للاحتلال الإسرائيلي، حيث جاءت كلمات الساسة ورجال الدين -التي تخللت عشرات المراسم التي أقيمت في كبرى المدن الإيرانية لتأبين نصر الله- متناسقة وتسعى لتقديم الحضور الجماهيري في مراسم التشييع على أنه استفتاء على شعبية المقاومة الإسلامية في المنطقة.



إعلان

مشاركة رسمية

حرص المرشد الأعلى علي خامنئي على إرسال وفد من مكتبه لتمثيله في مراسم التشيع التي أقيمت أمس في بيروت، كما حضر رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي في الجنازة، ونشرت الصحافة الفارسية تقارير عن مشاركة مئات الإيرانيين الآخرين الذين سافروا عبر مطارات العراق.

في غضون ذلك، خصصت عشرات الصحف الفارسية لليوم الثاني على التوالي عناوينها الرئيسية للحديث عن مراسم تشييع نصر الله، إذ نشرت رسالة خامنئي لجموع المشيعين في بيروت تحت عنوان "يوم البعث للمقاومة" والتي جاء فيها أن "المجاهد الكبير والقائد الرائد للمقاومة في المنطقة، السيد حسن نصر الله (أعلى الله مقامه) قد بلغ الآن ذروة العزّة"، مضيفا "فليعلم العدو بأن المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية، ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة".

كما نشر الرئيس مسعود بزشكيان تغريدة على موقع "إكس" عقب مشاركته في الحفل التأبيني الكبير الذي أقيم في مصلى الإمام الخميني وسط طهران، وكتب بالعربية "يحقّ للشعب اللبناني العظيم أن يفخر بكل أبنائه الشجعان، وخاصة هذين السيدين القائدين العظيمين.. أبطال دافعوا عن شرف الأمة وبقوا على العهد والوعد حتى الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى".



رسالة التشييع

من ناحيته، نشر معهد "جهان معاصر" للدراسات مقالا بقلم الباحث بهمن إيراني تحت عنوان "رسائل وتداعيات التشييع التاريخي لقادة المقاومة اللبنانية"، معتبرا أن "الحضور الجماهيري المليوني إنما يدل على قاعدة اجتماعية وثقافية قوية لحزب الله في لبنان، لا يمكن إنكارها، ولا يمكن النظر إلى حزب الله كونه منظمة سياسية وعسكرية فحسب".

إعلان

واعتبر مشاركة شرائح واسعة من الشعب اللبناني من شتى الطوائف والأديان والمذاهب في مراسم التشييع دليلا على "تحول حزب الله إلى قوة وطنية عابرة للمذاهب في المجتمع اللبناني"، مضيفا أن الحضور الجماهيري في التشييع يبعث رسالة للأعداء في داخل لبنان وخارجه "بأن الحزب يحظى بمكانة مفتاحية في السياسة الداخلية والخارجية لهذا البلد".

كما أن حضور ممثلين من العديد من الدول الأجنبية لا سيما البعيدة منها في هذه المراسم، وفقا للباحث بهمن إيراني، تظهر نفوذ الحزب على الصعيد الدولي، وأنه يعرف كونه قوة إقليمية وعالمية، فضلا عن أنه قوة محلية وازنة.

مؤكدا أن رسالة التشييع إلى الكيان الصهيوني والولايات المتحدة هي أن "الحزب لا يزال يتمتع بقوة مصيرية، وأنه سيواجه الضغوط والتهديدات بصرامة أكثر من ذي قبل، وأن الاستنتاجات والتحليلات بشأن تراجع قوته وضعفه عارية عن الحقيقة" .

مصدر الصورة إيرانيون يشاركون في تجمع بمسجد الإمام الخميني الكبير وسط طهران تزامن مع تشييع نصر الله وصفي الدين (غيتي)

أما وكالة أنباء "نور نيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني فقد كتبت تحت عنوان "مفاجأة نصر الله" أن أحد أهم أهداف إسرائيل من اغتيال نصر الله وصفي الدين كان إفراغ الحزب من القيادات العليا وتقويض انسجامه الداخلي، في حين أفشل الالتفاف الشعبي في مراسم التشييع هذا الهدف وبرهن عن تعزيز انسجام محور المقاومة.

وتابعت الوكالة أن "التشييع الذي لم يشهد لبنان مثيلا له" أظهر بأن الحزب ورغم خسارته اثنين من أبرز قياداته لا يزال يحظى بدعم شعبي كبير، كما أن الدعم الإقليمي للمقاومة اللبنانية مؤشر على استمرارية دور حزب الله في المعادلات السياسية والأمنية بمنطقة الشرق الأوسط.

أما وكالة أنباء "جهان نيوز" المحافظة، فقد استغربت غياب بعض الشخصيات السياسية اللبنانية عن مراسم التشييع، ورأت أنه "كفى نصر الله فخرا أن يكون شهيد القدس والقضية الفلسطينية".

إعلان

كما أن العضو السابق في مجلس الإعلام الحكومي الإيراني عبد الله كنجي وجد في عدم مشاركة بعض الشخصيات السياسية العربية في مراسم التشييع عاملا مساعدا لتحديد مسافتهم من خيار المقاومة وتحرير القدس.

انتقادات وعتب

وفي حين وجدت المعارضة الإيرانية بالخارج في مراسم التشييع مناسبة لمهاجمة سياسات الجمهورية الإسلامية الإقليمية، متهمة إياها بالتفريط بثروات الشعب الإيراني من خلال تحالفها مع فصائل المقاومة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي نقاشات حادة بين نشطاء المعارضة ومؤيدي الثورة الإسلامية، الذين اعتبروا القضية الفلسطينية إنسانية تفرض على أحرار العالم الوقوف إلى جانب جبهة الحق وليس الاحتلال.

من جانبه، نشر الباحث السياسي المقرب من المعسكر المحافظ علي علي زاده تعليقا تحت عنوان "نحن الإيرانيين .. معزون بالسيد حسن أم مراقبون لمقتله؟" كتب فيه "يبدو أن بعض المسؤولين الإيرانيين يريدون تطبيق السيناريو السابق مع الجنرال قاسم سليماني، عبر استغلال مراسم تشييع السيد حسن نصر الله، لكن ينبغي ألا ننسى تطورات الأحداث التي أدت إلى اغتياله".

ويشير علي زاده إلى حادثة سقوط المروحية الرئاسية التي أودت بحياة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان في 20 مايو/أيار 2024، مؤكدا أن بلاده لم تقدم رواية مقنعة حتى الآن عن تلك الحادثة، كما أنها تباطأت كثيرا في تنفيذ تهديدها ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران.

ورأى أن طهران أنكرت في بادئ الأمر نبأ إصابة سفيرها لدى بيروت مجتبى أماني جراء حادثة "تفجيرات البيجر" في لبنان حتى لا تضع نفسها في موضع الرد على هذه العمليات، موضحا أن "تعويل طهران حينها على الوعود والرسائل الأميركية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان فسح المجال للعدو الإسرائيلي أن يتجرأ على اغتيال قادة حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".

إعلان

وتابع أن عمليات "الوعد الصادق الثانية" بعد 4 أيام من اغتيال نصر الله جاءت متأخرة جدا، "حيث بلغ السكين العذل بعد أن كان بإمكانها تسديد ضربة موجهة لإسرائيل قبل أن تتماهى في اغتيالات قادة المقاومة".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا