في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
ما متلازمة تكيّس المبايض؟ وكيف تحدث؟ وما أسبابها؟ وما علاجها؟ هذه الأسئلة وغيرها تناولناها في عيادة الجزيرة، مع الدكتورة بثينة علي الملا، اختصاصية أمراض النساء والولادة مع الاختصاص الدقيق في المسالك البولية النسائية وطب قاع الحوض في مؤسسة حمد الطبية في قطر.
تعرّف المتلازمة بأنها مجموعة من الأعراض المرضية التي تكون موجودة لدى المريض، فهي ليست عرضا واحدا، بل مجموعة من الأعراض. وتحدث نتيجة اضطراب في الهرمونات الأنثوية والذكورية لدى المرأة في سن الإنجاب.
يحتوي جسم المرأة على هرمونات ذكورية ويحتوي جسم الرجل على هرمونات ذكورية، ولكن تتفاوت النسب. حدوث اضطراب في هذه النسب يؤدي إلى هذه الحالة.
لا يوجد سبب واحد أو سبب واضح، ولكن هناك عوامل ممكن أن تؤدي إلى التكيّس، ممكن أن تكون عوامل وراثية، إذا وجد تاريخ عائلي (إصابة قريبة من الدرجة الأولى بالمرض) تزيد احتمالية الإصابة بتكيس المبايض.
وزيادة الوزن قد تكون عاملا آخر، إذ يمكن أن تسبب اضطرابا في الهرمونات. كذلك بعض العوامل قد تزيد من نسبة الإصابة بتكيّس المبايض، وهي مرتبطة بمشكلات صحية أخرى، مثل مقاومة الإنسولين ومرض السكري من النوع الثاني.
تشمل الأعراض عدم انتظام الدورة الشهرية في أكثر الحالات وتأخرها، وقد تشتكي النساء المتزوجات من صعوبة في حدوث الحمل، وممكن أن تشتكي بعض النساء من الشعر الزائد، حيث ينمو شعر سميك على الوجه والجسم، ولا تحل هذه المشكلة بطرق إزالة الشعر التقليدية، وذلك لأن أصل المشكلة هو خلل في الهرمونات.
يمكن أن يؤدي اضطراب الهرمونات إلى ارتفاع الكوليسترول، أيضا قد تحدث زيادة في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وممكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم. إذن، فهي متلازمة أعراضها كثيرة وتسبب مشاكل كثيرة، ولا تقتصر فقط على الخصوبة أو على الناحية الجمالية.
نبدأ أولا بأخذ التاريخ المرضي والتاريخ العائلي للمريضة، توجد مشاكل صحية كثيرة ممكن أن تؤدي إلى أعراض تكيس المبايض، عدم انتظام الدورة مثلا لا تعني بالضرورة الإصابة بتكيّس المبايض، لذلك من الضروري أن نستبعد الأمراض الأخرى قبل أن نحكم. وتوجد معايير نقوم باستخدامها لتشخيص المرض اسمها "معايير روتيردام" (Rotterdam criteria). وبعد ذلك يتم تصوير المبايض للتأكد من وجود أكياس صغيرة حول المبيض.
يؤثر تكيّس المبايض على المرأة من الناحية النفسية بشكل كبير جدا، فعلى سبيل المثال وجود شعر زائد في الجسم أمر يضايق المرأة نفسيا، بغض النظر عن العلاجات السطحية التي قد تستخدمها المرأة لتقليل نمو الشعر غير المرغوب فيه، إذا لم نعالج المشكلة الأساسية، ستبقى تعاني هذه المشكلة التي تؤثر على نفسيتها.
وإذا كانت السيدة متزوجة، وكانت لديها صعوبة في الإنجاب، فقد تعاني من ضغط نفسي من تفكيرها بالأمر ومن الضغط الاجتماعي من حولها، كما أن عدم انتظام الدورة الشهرية يعكر مزاج السيدة.
تصاب السيدات بهذا المتلازمة في سن الإنجاب. أما بعد انقطاع الدورة الشهرية، فلا تشخص السيدات بتكيّس المبايض.
لا توجد علاقة مباشرة، ولكن نحن دائما نقول نمط الحياة غير الصحي قد يؤدي إلى تكيّس المبايض. الأكل غير الصحي يؤدي إلى سمنة، والسمنة تزيد الدهون بالجسم وتسبب مقاومة الإنسولين. السمنة هي نقطة أساسية واضحة في هذه الحالة.
ولكن يجب أن نلاحظ أنه ليس كل سيدة سمينة تعاني تكيس المبايض، وليس بالضرورة أن تكون المرأة سمينة لتعاني تكيس المبايض، أي أنه من الممكن أن تكون السيدة نحيلة وتعاني تكيس المبايض. ولكن احتمالية الإصابة تزيد عند النساء اللواتي يعانين السمنة.
نعم، بالتأكيد. من الأمور التي ننصح بها السيدات دائما الحفاظ على نمط حياة صحي، نقلل فيه من السكريات والنشويات والدهون ونتبع نظاما غذائيا صحيا متكاملا، أيضا ننصح بممارسة الرياضة. الرياضة تساعد في رفع معدلات الأيض وتساعد على تقليل الوزن. وقد تساعد في علاج المرض. يمكن لكثير من السيدات إذا قللن من 5% إلى 10% من وزنهن أن تنتظم الدورة لديهن.
في جسم المرأة لدينا هرمونات أساسية هي الإستروجين والبروجسترون، وإن التوازن بينها هو الذي يسبب زيادة في البطانة الرحم، ولو لم يحدث حمل تنزل البطانة على شكل الدورة الشهرية، وعندما تزيد نسبة الإستروجين في الجسم يحدث خلل في الجسم كله وتحدث مقاومة الإنسولين، وعدم انتظام الدورة، وأمور أخرى كثيرة.
يساعد التوازن بين الإستروجين والبروجسترون في الجسم على بناء بطانة الرحم، علما أن وظيفة بطانة الرحم أن تكون مثل بطانة سرير يحتضن البويضة عندما يتم تخصيبها بالحيوان المنوي ويكون هناك احتمال حمل، حيث تنغرس البويضة المخصبة في بطانة الرحم. وإذا لم يحدث حمل، تسقط بطانة الرحم. عند عدم حدوث حمل ترتفع نسبة البروجستيرون في الجسم. البروجستيرون، يعاكس الإستروجين، وهو الذي يساعد على تساقط بطانة الرحم وخروجها على شكل دورة شهرية. وعندما يكون هرمون الإستروجين عاليا جدا، ولا توجد مقاومة من الهرمون الآخر، تبقى بطانة الرحم سميكة لفترة طويلة تزيد من نسبة تغيّر هذه الخلايا وتكوّن خلايا سرطانية أو خلايا غير حميدة. السيدة التي تعاني من تكيّس المبايض تزيد عندها نسبة الإصابة بسرطان بطانة الرحم من ضعفين إلى 6 أضعاف. ومن الضروري عندما تعاني سيدة عدم انتظام في الدورة أن تأخذ على الأقل كل 3 أشهر العلاجات اللازمة، حتى تتخلص من هذه البطانة الموجودة، التي قد تكوّن خلايا غير حميدة في المستقبل.
في البداية، من الضروري أن يتم تشخيص الحالة بشكل صحيح، ثم نبدأ العلاج حسب الحالة، وكل سيدة سيكون لديها هدف من علاج تكيس المبايض. كل خطة علاجية يجب أن تكون موازية لهذا الهدف.
ليس بالضرورة أن تكون لدى النساء جميع الأعراض، التي تتمثل في عدم انتظام الدورة الشهرية والشعر الزائد وعدم الإنجاب، وعندما تعاني السيدة عدم انتظام الدورة يمكن أن نعطيها علاجات تساعد في انتظامها، وفي كل الأحوال من المهم أن نؤكد ضرورة اتباع نمط حياة صحي والحفاظ على التغذية السليمة وممارسة الرياضة حتى يقل وزن المريضة.
لو لم تحل المشكلة بنزول الوزن، يمكن أن نلجأ للعلاج بحبوب منع الحمل، وحبوب منع الحمل أنواع وفيها الهرمونان اللذان ذكرناهما: الإستروجين والبروجستيرون بنسب مختلفة على حسب مدتها في الدورة الشهرية، وتحتوي هذه الحبوب على نسب متفاوتة من الهرمونين. قد تستنكر بعض الفتيات غير المتزوجات عند إعطائهن حبوب منع حمل لحل المشكلة، ولكن نقول لهن إن هذه الحبوب اسمها المتداول هو حبوب منع الحمل، ولكن المادة الموجودة فيها هي هرمونات تساعدنا على أن نوازن بين الهرمونات المضطربة في الجسم. لو السيدة قالت أنا عندي تكيّس وعندي صعوبة في الحمل ممكن نبدأ لفترة بهذه الهرمونات حتى تنتظم الدورة الشهرية. ولكن لا نستطيع أن نعطيها هرمونات لفترة طويلة، لأنها تريد أن تحمل.
كذلك توجد أدوية تنشيطية تساعد على زيادة نشاط المبيض، لزيادة احتمالية حدوث الحمل، وإذا لم يحدث، فنلجأ إلى الخيار الأخير وهو التدخل الجراحي.
ليس بالضرورة، يمكن أن يكون التكيس في مرحلة عمرية معينة، ويمكن أن يكون التكيّس لفترة مؤقتة، وممكن أن يستمر إذا لم تتم السيطرة على الأسباب.
إذا استمرت المريضة على نمط حياة صحي، وعاد التوازن للجسم يمكن أن تزول أعراض التكيّس وتكون الدورة منتظمة، ولا ينمو الشعر غير المرغوب فيه، عندها بإمكانها أن توقف هذا العلاج تحت الإشراف طبي.