الرياضيات الخاطئة في تقييم الأعمال ليست تفصيلا فنيا؛ إنها قد تعني فرقا بملايين الدولارات عند التخارج أو انتقال الثروة عبر الأجيال.
هذا ما يؤكده تقرير نشرته فوربس، موضحا أن التقييم المهني الدقيق -المنجز على يد مختصين معتمدين- هو "حجر أساس" في التخطيط الضريبي للتركات وخطط الخلافة، سواء لمالكي الشركات العائلية أو للأفراد ذوي الثروات العالية.
وفق فوربس، فإن نماذج احترافية مبنية على بيانات مالية محكمة وسياق سوقي حديث لا ترفع فقط دقة التقييم، بل تعظّم كفاءة الضرائب وتزيد حصيلة المالكين عند البيع أو النقل.
لماذا التقييم المحترف الآن؟
يشير تقرير فوربس إلى أن التقييم الاحترافي يخدم أهدافا عملية متداخلة منها:
* معالجة الآثار الضريبية في خطط التركات.
* تأمين القروض.
* اجتذاب الكفاءات.
مصدر الصورة
الاعتماد على مقيّمين غير معتمدين يضعف مصداقية التقييم أمام الجهات الرسمية (شترستوك)
وتشدد فوربس على أن وجود تقييم موثوق يسهّل تعديلات رفع القيمة المستهدفة عبر العمليات، والتسويق، والامتثال القانوني، والموارد البشرية، بما ينعكس على الربحية وسعر البيع النهائي.
5 أخطاء في تقييم الشركات
وتوضح فوربس أن تقييم الشركات عملية معقدة تتأثر بعوامل إستراتيجية وضريبية وسوقية قد تُفقد الشركة ملايين الدولارات إذا أُسيء التعامل معها. فكثير من المالكين يقعون في أخطاء شائعة تضعف قيمة شركاتهم وتضر بخطط التخارج والخلافة.
وفي هذا السياق، أعدت فوربس قائمة تفصيلية بأبرز هذه المطبات مع توصيات عملية لتفاديها.
*
إهمال قيمة استمرارية النشاط: تؤكد فوربس أن إدراج استمرارية الأعمال ضمن إستراتيجية التخطيط الشامل للثروة يضمن الجاهزية للأحداث المفاجئة، ويمنح رؤية ضريبية وتمويلية أدق، ويتيح برامج رفع قيمة عملية عبر وظائف الشركة، ما قد يعزز الربحية وسعر التخارج. والحل: تقييم مبكر على يد خبير يجمع ما بين المنهجية الفنية وخبرة تحسين القيمة.
*
التقييم في اللحظة الأخيرة: تنقل فوربس أن ضعف الاستعداد يحرم المالكين من "حصاد" القيمة الفعلية لأعمالهم. الانتظار حتى عشية البيع يفرض ضيق الوقت، ويقود أحيانا إلى تقييم متسرع أقل صلابة وإقناعا. والحل: جدولة تقييمات دورية وتحيينها قبل التخارج بسنوات.
*
الاعتماد على مصادر غير مؤهلة: التقييم الموثوق -بحسب فوربس- يجب أن ينجزه مختصون معتمدون من هيئات مهنية. خلاف ذلك، يصبح التقييم معرّضا للطعن، خاصة في النزاعات القضائية. والحل: اختيار مقيِّمين معتمدين بأثر قضائي ومهني معا.
*
إهمال قوة القوائم المالية: القوائم المالية غير الدقيقة أو المتقادمة تفضي إلى تقييم أعلى أو أدنى من الواقع، بخسائر ضريبية أو مالية كبيرة، على ما تحذّر فوربس. الحل: إغلاق دفاتر نظيفة ومحدثة تعكس الصحة المالية الفعلية.
*
خفض قيمة الأصول غير الملموسة: تشير فوربس إلى أن الملكية الفكرية، وسمعة العلامة، وعلاقات العملاء، وأنظمة التكنولوجيا، قد تمثل النسبة المرجِّحة في التقييم. إغفالها يقود إلى صورة ناقصة عن القيمة الاقتصادية. الحل: جرد منهجي وتقييم نوعي–كمي لهذه الأصول.
مصدر الصورة
التقييم المبكر للشركات من بين أساسيات ضمان سلامة انتقال الثروة ( غيتي)
كيف تتفادى الأخطاء وتحسن القيمة؟
يلخص تقرير فوربس توصياته العملية في 3 خطوات مترابطة:
*
ابدأ مبكرا: التقييم أداة بناء قيمة قبل أن يكون رقما للبيع؛ كل سنة تحضير توفر بدائل ضريبية ومفاوضية أفضل.
*
اختر الخبرة المعتمدة: مؤهلات الهيئات المعتمدة في الدولة هي ليست خطوات تزيينية؛ إنها حماية قضائية ومنهجية تزيد مصداقية الرقم أمام المشترين والجهات الضريبية.
*
اربط التقييم بالسيولة والاستمرارية: قيمة يمكن تسييلها، وعمليات لا تتمحور حول المالك، وهيكل حوكمة يثبت قدرة العمل على الاستمرار من دون المؤسس. هذه عناصر ترفع قابلية البيع وتقلص الخصومات في السعر النهائي.
وتخلص فوربس إلى أن التقييم الاحترافي المنتظم، المقرون بدفاتر مالية محكمة وقراءة سوقية وآليات حوكمة، ليس ترفا استشاريا؛ إنه ما يحدد فاعلية التخطيط الضريبي، وسلامة انتقال الثروة، وحجم القيمة القابلة للتحقق عند التخارج.