أعلن "يوتيوب" عن بدء تطبيق تقنية جديدة تعتمد على تقدير العمر، بهدف التعرف على المستخدمين القُصّر وتقديم حماية رقمية إضافية لهم.
وتهدف هذه التقنية، التي بدأت الشركة طرحها تدريجياً في الولايات المتحدة، إلى تجاوز الاكتفاء بتاريخ الميلاد الذي يدخله المستخدم عند إنشاء الحساب، من خلال تحليل إشارات متعددة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي لتحديد ما إذا كان عمر المستخدم يقل عن 18 عاماً.
وعند تصنيف الحساب على أنه "مراهق"، يُفعّل "يوتيوب" حزمة من الإجراءات الوقائية، تشمل إيقاف الإعلانات المُخصصة، والحد من مشاهدة أنواع معيّنة من المحتوى بشكل متكرر، وتفعيل ميزات الرفاهية الرقمية مثل مؤقت الشاشة وتذكيرات النوم.
وبالرغم من أن هذه المزايا متاحة سابقاً لمن يثبت عمرهم كمراهقين، إلا أن النظام الجديد سيتيح فرضها تلقائياً على من يُحتمل أنهم يخفون أعمارهم الحقيقية، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
وفي حال حدوث خطأ في التقدير، وتم تصنيف مستخدم بالغ كمراهق، سيُتاح له خيار التحقق من عمره عبر بطاقة هوية حكومية أو بطاقة ائتمان أو صورة شخصية، لضمان استعادة الوصول إلى المحتوى المخصص للبالغين.
وتُشير الشركة إلى أن النظام الجديد سيُطبّق فقط على المستخدمين الذين قاموا بتسجيل الدخول، وسيتاح عبر جميع المنصات بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون المتصلة.
هذا التطور يأتي ضمن خارطة الطريق التي أعلن عنها "يوتيوب" لعام 2025، والتي تشمل المزيد من الإجراءات لحماية الأطفال والمراهقين، مثل الحسابات الخاضعة للإشراف التي تم إطلاقها مطلع 2024، بالإضافة إلى تطبيق "يوتيوب كيدز" الذي أُطلق منذ عام 2015.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتعرض فيه شركات التكنولوجيا لضغوط حكومية متزايدة في الولايات المتحدة، حيث تتحرك عدة ولايات بشكل مستقل لفرض قوانين تحمي القُصّر على الإنترنت، منها ولايات فلوريدا وتكساس ويوتا وميريلاند، رغم أن بعض هذه القوانين لا تزال قيد الطعن القضائي.
أما على الصعيد الدولي، فقد بدأت المملكة المتحدة هذا الأسبوع بتنفيذ قواعد صارمة بشأن التحقق من الأعمار، ضمن إطار قانون السلامة على الإنترنت الذي أُقر عام 2023.
رغم أن "يوتيوب" لم يكشف بالتفصيل عن الإشارات التي يعتمدها لتقدير أعمار المستخدمين، إلا أنه أشار إلى استخدام بيانات مثل تاريخ النشاط ومدة استخدام الحساب.