يستعد النجم الدولي المصري محمد صلاح، هداف فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، لمشاركته الخامسة في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب، حيث ربما تكتب النسخة المقبلة من المسابقة القارية شهادة ميلاد جديدة له.
ويطمع صلاح في تتويج سجله الحافل مع المنتخب المصري بحمل كأس البطولة الغائبة عن خزائن الفراعنة منذ 16 عاما، بعدما كانت تفصله خطوة واحدة فقط من أجل التتويج بها في مناسبتين.
ويتصدر صلاح قائمة المنتخب المصري الأكثر تتويجا باللقب القاري برصيد 7 ألقاب عندما يخوض منافسات النسخة الـ35 من كأس الأمم الأفريقية التي ستقام في المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر/كانون الأول 2025 حتى 18 يناير/كانون الثاني 2026.
ويبقى قائد منتخب مصر من أبرز نجوم البطولة القارية، لكنه لا يزال يبحث عن لقبه الأول في أمم أفريقيا، بعدما اكتفى بالحصول على الميدالية الفضية مرتين، حيث كانت الأولى في نسخة عام 2017 بالغابون، عقب خسارة الفريق 1-2 أمام الكاميرون في النهائي، والثانية في نسخة عام 2021 في الكاميرون، بعد الهزيمة بركلات الترجيح أمام السنغال في الدور ذاته.
ولم يستفد صلاح من عاملي الأرض والجمهور، حينما استضافت مصر نسخة أمم أفريقيا عام 2019، بعدما ودع الفريق البطولة مبكرا من دور الـ16 عقب الخسارة المباغتة صفر-1 أمام جنوب أفريقيا في مفاجأة من العيار الثقيل.
ويبدو المجال متاحا أمام منتخب مصر للمضي قدما في أمم أفريقيا 2025، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الثانية برفقة منتخبات جنوب أفريقيا وأنغولا وزيمبابوي.
ويأمل صلاح في استعادة بريقه من جديد مع منتخب مصر، خاصة بعدما تراجع مستواه مع فريقه ليفربول في الموسم الحالي، مما دفع الهولندي آرني سلوت، المدير الفني للفريق الأحمر، لإبقائه على مقاعد البدلاء في مباريات النادي العريق الأربع الأخيرة بالدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة لاستبعاده من القائمة التي سافرت لإيطاليا من أجل ملاقاة إنتر ميلان في بطولة دوري أبطال أوروبا، الأسبوع الماضي، على خلفية التصريحات النارية التي أدلى بها اللاعب، والتي اتهم خلالها إدارة النادي بجعله "كبش فداء" لنتائج الفريق الباهتة في الموسم الحالي.
وستكون الفرصة مواتية أمام صلاح لنفض الغبار عن قدراته المذهلة، التي قادته للتتويج بالعديد من الجوائز والألقاب خلال مسيرته الطويلة مع كرة القدم، خاصة بعد الأرقام غير المرضية التي حققها في الموسم الحالي مع ليفربول.
وخاض صلاح 20 مباراة مع ليفربول بمختلف المسابقات خلال الموسم الحالي، أحرز خلالها 5 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة لزملائه، كان آخرها صناعته للهدف الثاني، الذي أحرزه الفرنسي هوغو إيكيتيكي، خلال فوز الفريق الأحمر 2-صفر على ضيفه برايتون بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وانخفضت قيمة الفرعون المصري التسويقية حاليا إلى 30 مليون يورو فقط، وفقا لموقع (ترانسفير ماركت)، المتخصص في القيم التسويقية للاعبي كرة القدم في العالم.
ويدرك صلاح أن ظهوره بشكل جيد في أمم أفريقيا، سوف يعزز من مكانته في صفوف ليفربول من جديد، كما سيدفع العديد من الأندية الأخرى لتقديم عروضها من أجل الظفر بخدماته، سواء في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، أو في الصيف القادم، لا سيما حال استمرار أزمته مع ليفربول، خاصة بعدما ألمح مؤخرا إلى إمكانية رحيله عن قلعة (آنفيلد) في المستقبل القريب.
وخاض لاعب المقاولون العرب المصري السابق لقاءه الدولي الأول مع منتخب بلاده في سبتمبر/أيلول عام 2011، ليبدأ مسيرة حافلة مع الفريق، الذي قاده مؤخرا للصعود إلى كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه والثانية في غضون 8 أعوام فقط.
ويحتل صلاح (33 عاما)، الذي قاد المنتخب المصري لبلوغ المونديال عامي 2018 في روسيا و2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، المركز الثاني في قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب مصر برصيد 63 هدفا في 109 مباريات، بفارق 5 أهداف خلف حسام حسن، المدير الفني الحالي لمنتخب مصر، ومتصدر القائمة.
وفاز محمد صلاح بالعديد من الجوائز الفردية، من بينها هداف الدوري الإنجليزي 4 مرات، كان آخرها في الموسم الماضي أيضا، ليتقاسم الرقم القياسي لأكثر اللاعبين فوزا بجائزة (الحذاء الذهبي)، مع النجم الفرنسي المعتزل تيري هنري.
كما شهد الموسم الماضي أيضا فوزه بجائزة أفضل صانع ألعاب في الدوري الإنجليزي، وأفضل لاعب بالبطولة من رابطة بريميرليغ وكما فاز بجائزة أفضل لاعب بإنجلترا من رابطة النقاد البريطانيين للمرة الثالثة.
كما نال (الملك المصري)، كما تطلق عليه جماهير ليفربول، جائزة أفضل لاعب في إنجلترا، المقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين، الموسم الماضي أيضا، ليصبح أول لاعب في التاريخ يحصل عليها 3 مرات.
وأسهم تألق صلاح في الموسم الماضي، الذي قاد فيه ليفربول للفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الـ20 في تاريخه ليتقاسم الرقم القياسي كأكثر الأندية تتويجا بالبطولة بالاشتراك مع غريمه التقليدي مانشستر يونايتد، في حصوله على المركز الرابع في قائمة جائزة الكرة الذهبية، المقدمة من مجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية هذا العام، ليصبح هذا هو أفضل ترتيب يحققه طوال مشواره الكروي.
كما تم ترشيح صلاح للمنافسة على جائزة (ذا بست) لأفضل لاعب في العالم لعام 2025، المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كما رشح للفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2025 من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، لكنه لم يتمكن من حصد جائزته الثالثة، التي حصل عليها عامي 2017 و2018، بعدما توج بها المغربي أشرف حكيمي هذا العام.
وبزغت نجومية صلاح في كأس العالم للشباب تحت 20 سنة، التي أقيمت في كولومبيا عام 2011، وشهدت تأهل منتخب مصر لدور الـ16، قبل أن يسهم في تأهل منتخب مصر الأولمبي لدور الثمانية بأولمبياد لندن عام 2012، لينضم لصفوف بازل، الذي توج معه بالعديد من الألقاب من أبرزها الدوري السويسري، ثم انتقل لتشيلسي الإنجليزي في يناير/كانون الثاني 2014، لكنه لم يمكث معه سوى عام واحد فقط ليعار إلى فيورنتينا الإيطالي، ثم لعب لروما الإيطالي، قبل أن يحط الرحال في ليفربول في يونيو/حزيران 2017.
وخلال مسيرته الاحترافية في القارة العجوز، توج صلاح بـ13 لقبا مع مختلف الأندية الأوروبية التي دافع عن ألوانها، حيث نال الدوري السويسري مرتين مع بازل، والدوري الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية 3 مرات بواقع لقب وحيد مع تشيلسي ولقبين مع ليفربول، ولقبا وحيدا بدوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وكأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية مع ليفربول.
وصنع صلاح التاريخ مع ليفربول، الذي بات أحد أساطيره، حيث يتواجد حاليا في المركز الثالث بقائمة الهدافين التاريخيين للفريق العريق بكل المنافسات، كما يحتل حاليا المركز الرابع بجدول ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي في عصره الحديث (بريميرليغ)، الذي انطلقت نسخته الأولى موسم 1992-1993.
ويرغب صلاح في إنهاء سوء الحظ الذي يصادفه دائما بكأس الأمم الأفريقية، والذي استمر معه في النسخة الماضية للمسابقة، التي شهدت إصابته في مرحلة المجموعات بالبطولة، مما دفعه للخروج من معسكر المنتخب المصري والذهاب للعلاج بإنجلترا، ليغيب عن لقاء الفريق بدور الـ16 الذي خسره بركلات الترجيح أمام منتخب الكونغو الديمقراطية.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة