آخر الأخبار

تراجع القوات سياسيا: الجلسة النيابية مجرد مؤشر

شارك
بدا واضحا انزعاج " القوات اللبنانية " عقب الجلسة النيابية الأخيرة، ولا سيما بعد تأمين رئيس مجلس النواب نبيه بري للنصاب وإنجاز الجلسة رغم كل محاولات التعطيل. هذا الانزعاج لا يمكن فصله عن مجموعة عوامل، سياسية ومعنوية، أظهرت حجم التحوّل في موازين القوى داخل المجلس وخارجه بالنسبة للقوات.

أول هذه العوامل يتمثّل في الخسارة السياسية العامة التي مُنيت بها القوات. فبعد مرحلة طويلة من الرهان على تعطيل الجلسات أو منع اكتمال النصاب كوسيلة ضغط، جاءت الجلسة الأخيرة لتؤكد أن هذا الخيار لم يعد فعالاً. الحضور النيابي، وتحديداً من كتل كان يُعوَّل على تماسكها أو ترددها، أسقط ورقة التعطيل وأظهر أن المعركة لم تعد تُدار بالشروط نفسها التي حاولت "القوات" فرضها في السابق.

العامل الثاني يرتبط بشعور متزايد لدى "القوات" بأن الرئيس نبيه بري يحظى بغطاء إقليمي واضح، وتحديداً من دول الخليج . هذا الاستنتاج لم يأتِ من فراغ، بل من قراءة مسار الجلسة نفسها وحضور عدد من النواب الذين ما كانوا ليشاركوا لولا وجود إشارات سياسية مطمئنة. من هذا المنطلق، ترى "القوات" أن نجاح بري في تأمين النصاب لم يكن مجرد مناورة داخلية، بل نتيجة شبكة أمان سياسية أوسع، ما شكّل صدمة إضافية لحساباتها.

أما العامل الثالث، فيتصل بخسارة "القوات" لقدرتها على التأثير في النواب السنّة. فقد أظهرت الجلسة أن عدداً من هؤلاء النواب لم يكتف بالحضور، بل شارك بفاعلية وهاجم القوات، حتى أن بعضهم دخل في نقاشات حادة وسجالات سياسية مباشرة. هذا المشهد عكس تراجع قدرة القوات على تقديم نفسها مرجعية أو مظلة سياسية لهذا المكوّن، كما حاولت خلال الفترة الماضية.

العامل الرابع والأكثر حساسية هو تراجع قدرة القوات على تصدّر قيادة الفريق السياسي المعادي لحزب الله. فالجلسة الأخيرة كشفت أن هذا الموقع لم يعد محسوماً، وأن قوى وشخصيات أخرى باتت قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة، بعيداً عن الاصطفاف الحاد الذي سعت القوات إلى تكريسه.
لم يكن انزعاج القوات وليد لحظة، بل نتيجة تراكم خسائر سياسية ظهرت دفعة واحدة، ووضعت علامات استفهام كبيرة حول دورها المقبل في المعادلة الداخلية.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا