آخر الأخبار

ترامب يعلن شن هجمات على "داعش" في سوريا ردا على هجوم تدمر

شارك
ذكر مسؤولان أن الهجوم نُفذ باستخدام طائرات "إف-15 إيغل" (في الصورة)، وطائرات الهجوم الأرضي "أيه-10 ثاندربولت"، ومروحيات "إيه إتش-64 أباتشي".صورة من: U.S. Air Force/REUTERS

أسفرت الضربات الأمريكية الليلية على مواقع في سوريا عن مقتل خمسة عناصر على الأقل من تنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت (20 ديسمبر/كانون الأول 2025). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن من بين القتلى "قائد خلية مسؤولة عن الطائرات المسيّرة" في دير الزور (شرقي سوريا).

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة أنه وجه "ضربة انتقامية قوية جدا" ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، في أعقاب هجوم قبل نحو أسبوع أسفر عن مقتل جنديين ومترجم أمريكيين.

الخارجية السورية تتفاعل مع الحدث

وبعد وقت قصير من الغارات الجوية الأمريكية، أكدت وزارة الخارجية السورية في بيان اليوم السبت "التزام سوريا الثابت بمكافحة تنظيم داعش وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في الأراضي السورية"، بدون الإشارة بشكل مباشر إلى الضربات.

وفي وقت سابق، قال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الضربات تستهدف "معاقل" داعش. وجدد تأكيده على دعم الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي قال إنه "يدعم تماما" الجهود الأمريكية لاستهداف الجماعة المتشددة.

ولم يعلن تنظيم داعش أنه نفذ الهجوم على أفراد الخدمة الأمريكية، لكن الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن هجومين على قوات الأمن السورية منذ ذلك الحين، قتل في أحدهما أربعة جنود سوريين في محافظة إدلب. ووصفت الجماعة في بياناتها حكومة وجيش الشرع بـ "المرتدين".

وكان ترامب تعهد بـ "رد انتقامي خطير للغاية" بعد عملية إطلاق النار في البادية السورية، والتي حمل تنظيم داعش مسؤوليتها. والجنديان من بين مئات القوات الأمريكية المنتشرة في شرق سوريا في إطار تحالف يقاتل التنظيم المتطرف.

انتقام لمقتل ثلاثة أمريكيين

وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث عبر إكس "بدأت القوات الأمريكية عملية +ضربة عين الصقر+ في سوريا للقضاء على مقاتلين وبنى تحتية ومواقع تخزين أسلحة لتنظيم الدولة الإسلامية". ووصف هيغسيث العملية بأنها "رد مباشر" و"إعلان انتقام" بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين هم جنديان ومترجم في سوريا يوم السبت الماضي قائلا "اليوم طاردنا أعداء لنا وقتلناهم. الكثير منهم. وسنواصل ذلك".

وأعلنت القيادة الوسطى الأمريكية "سنتكوم" في بيان "ضرب أكثر من 70 هدفا في أنحاء وسط سوريا بواسطة طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ومدفعية". وحدد بيان سنتكوم بدء العملية عند الساعة 16,00 الجمعة بتوقيت واشنطن (21,00 ت غ)، مضيفا أنه تم استخدام "أكثر من 100 نوع ذخيرة موجهة بدقة" ضد مواقع يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

وذكر مسؤولان أن الهجوم نُفذ باستخدام طائرات "إف-15 إيغل"، وطائرات الهجوم الأرضي "أيه-10 ثاندربولت"، ومروحيات "إيه إتش-64 أباتشي". وأضاف أحد المسؤولين أنه تم أيضا استخدام طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" من الأردن ومدفعية صاروخية من طراز "هيمارس".

هوية قاتل الأمريكيين الثلاثة في تدمر

وأفاد مصدر أمني سوري أن غارات جوية نُفذت في البادية بريف مدينة حمص وفي مناطق ريفية قرب دير الزور والرقة. وأفاد مسؤول محلي بأن الانفجارات أعقبها "سقوط شظايا من نيران متوسطة العيار" في البادية جنوب غرب الرقة، مضيفا أن هذه المناطق تخضع لسيطرة الحكومة السورية.

وأكدت أن السلطات السورية "ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها". وأشارت سنتكوم إلى أنه منذ هجوم السبت الماضي على قواتها، "نفذت الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها 10 عمليات في سوريا والعراق أسفرت عن مقتل أو اعتقال 23 عنصرا إرهابيا"، بدون تحديد التنظيمات التي ينتمي إليها المسلحون.

وتم التعرف على هوية منفذ الهجوم الذي قتل ثلاثة أمريكيين في منطقة تدمر ، وهو عنصر في قوات الأمن كان من المقرر فصله بسبب اعتناقه "أفكارا تكفيرية أو متطرفة"، وفق المتحدث باسم وزارة الداخلية. وهذا الحادث هو الأول من نوعه منذ أن أطاح تحالف فصائل معارضة برئيس النظام السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2024 وأعاد إحياء علاقات البلاد مع الولايات المتحدة.

انضمام سوريا إلى التحالف ضد "داعش"

والهجوم اختبار كبير للعلاقات الدافئة بين الولايات المتحدة وسوريا منذ الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد قبل عام. وشدد ترامب على أن سوريا تقاتل إلى جانب القوات الأمريكية، وقال إن الشرع كان "غاضبا ومنزعجا للغاية من هذا الهجوم"، الذي جاء في وقت يوسع فيه الجيش الأمريكي تعاونه مع قوات الأمن السورية. وانضمت دمشق رسميا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية خلال زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي.

ولا يزال حوالي 1000 ⁠جندي أمريكي في سوريا. وتنتشر القوات الأمريكية في سوريا بشكل رئيسي في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال وشمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تركز واشنطن وجودها العسكري على مكافحة التنظيم ودعم حلفائها المحليين. وأعلن البنتاغون في نيسان/أبريل أن الولايات المتحدة ستخفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف، علماً بأن العدد الإجمالي الحالي للقوات غير معروف رسمياً.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة الممتدة بين مايو/أيار 2015 ومارس/آذار 2017 لمرتين على مدينة تدمر الواقعة في محافظة حمص، قبل أن يتمكن الجيش السوري بدعم من حليفته روسيا من طرده منها. وخلال سيطرته على المدينة، دمّر مقاتلو التنظيم المتطرف قسماً من آثارها المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، كما نفذوا إعدامات طالت مدنيين وعسكريين.

أستراليا تشيد بالعملية الأمريكية ضد "داعش" في سوريا

وأشاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز اليوم السبت بعملية الولايات المتحدة للقضاء على أعضاء في تنظيم داعش في سوريا ردا على هجوم أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني أمريكي الأسبوع الماضي.

ويوم الأحد الماضي، فتح مهاجمان النار على حشود تحتفل بعيد حانوكا اليهودي في شاطئ بوندي الشهير بسيدني في أستراليا، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة العشرات، وكان معظم الضحايا من اليهود. وقالت السلطات الأسترالية إنها تعتقد أن الاثنين تأثرا واستلهما أفكارهما من تنظيم داعش، الذي قيل إنه أشاد بالهجوم لكنه لم يعلن مسؤوليته المباشرة.

DW المصدر: DW
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا