لم تنتهِ فصول تداعيات الجلسة التشريعية الاخيرة ففيما قال
رئيس مجلس النواب نبيه بري " إن انعقاد الجلسة النيابية سمح لقوانين مهمة جداً أن تبصر النور، وأن الجلسة كانت أكثر من ضرورية"، اتهم رئيس "حزب
القوات اللبنانية " سمير جعجع الرؤساء الثلاثة بالتواطؤ، معتبراً أن لا مشكلة شخصية مع رئيس المجلس، بل في طريقة ادارة المجلس النيابي.
وكتبت" الديار":«ولعت» بين الرؤساء الثلاثة ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على خلفية تأمين النصاب لانعقاد الجلسة التشريعية، حيث فشل سمير جعجع في تطيير النصاب للمجلس النيابي، اذ لم يتم تعديل
قانون الانتخابات النيابية الحالي ليكون صالحا لاقتراع المغتربين في مناطق وجودهم للنواب الـ 128 وإلغاء النواب الستة. لكن رياح جعجع لم تتمكن من تعطيل سفن
نبيه بري المحلية والاقليمية والدولية، ونجح في تأمين النصاب بفعل متغيرات سياسية، واعجاب دولي واقليمي بدوره في المرحلة الحالية، بالاضافة الى الحرص على الاستقرار الداخلي واجراء الانتخابات وتسهيل عمل المؤسسات.
هذه العوامل والمتغيرات، كان من المفترض أن يدركها جيدا جعجع، حسب مصادر سياسية متابعة لتطورات الايام الماضية، بدلا من الرد بكلام عالي السقف ضد الرؤساء الثلاثة، واتهامهم بالتواطؤ لتأمين النصاب، وتحذيراته من العودة الى الترويكا الجديدة، فهذا لا يبشر بالخير.
وكان
رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع وجه رسالةً مفتوحة إلى رئيس الجمهوريّة العماد جوزيف عون طالبه فيها بالتدخل لإنقاذ الاستحقاق الانتخابي وإعطاء المغتربين حقهم، معتبرًا أن "هذه الرسالة هي بمثابة "اقتراح حل" لأنه لم يعد هناك من حل سوى عند رئيس الجمهوريّة باعتبار أن موقع الرئاسة في
لبنان أعطيت له الصلاحيات من أجل أن يتم استعمالها في ظروف كالتي نعيشها اليوم"، وقال: "فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بعد كل الذي جرى ويجري، تبقى أنت الوحيد
القادر على إنقاذ الاستحقاق الانتخابي وإعطاء المغتربين حقهم". وانتقد جعجع في مؤتمر صحافي في معراب الرؤساء الثلاثة كشركاء متواطئين في تأمين نصاب الجلسة، لا سيما حضور رئيس الحكومة وكاشفًا عن عودة بوادر "الترويكا".
وكتبت سابين عويس في" النهار": ليست رسالة جعجع الأولى، فهو كان سبق ووجه قبل نحو أسبوعين رسائل إلى الرؤساء الثلاثة، حصرها بملفي السلاح والانتخابات، لكنه لم يحظ بجواب من أي منهم، بل على العكس، كان التعامل بالتقليل من وقعها، بالرغم أن أهمية تلك الرسائل أنها تأتي من أكبر كتلة نيابية في البرلمان. من هنا، وجد جعجع نفسه ملزماً برفع الصوت مجدداً، وإنما بنبرة أعلى وسقف يتجاوز السقوف الماضية، مبرراً السؤال ما إذا كان هذا السقف الجديد في الهجوم على الرؤساء من دون استثناء وإن بنبرة متفاوتة، يرسم طريق اللاعودة ويشد الرحال نحو خوض الانتخابات النيابية أياً يكن القانون وأياً تكن الظروف.
وانطلاقاً. من هذا، يمكن التوقف عند الرسائل المتعددة التي وجهها جعجع في كل الاتجاهات وأبرزها ثلاث:
• الأولى إلى اللبنانيين عموماً وجمهور "القوات" وقواعدها بأن الحزب جاهز لخوض الانتخابات تحت اي صيغة او شكل، وان لا نية لتأجيلها، وإلى المغتربين لحثهم على المشاركة في الانتخابات وتحذيرهم من محاولات تضييع اصواتهم.
• الثانية إلى الرؤساء مجتمعين بعد استعادة ما وصفه بالترويكا، محذراً من عودتها، رغم انه تم دفنها ونعيها سابقاً. وفي هذه الرسالة اتهام واضح للرؤساء بالتواطؤ في موضوع تأمين النصاب للجلسة التشريعية الأخيرة.
• أما الرسالة الثالثة فخصصها لرئيس الجمهورية حيث وجه إليه رسالة مفتوحة دعاه فيها إلى ممارسة صلاحياته الدستورية في مخاطبة المجلس النيابي من أجل الدفع نحو طرح ملف القانون في شكل جدي ومسؤول. علماً أن جعجع كان اقترح الأمر على عون سابقاً ووعده الأخيرة بالمتابعة من دون أن يحصل أي تقدم.
يشعر جعجع أن الاستحقاق النيابي يواجه خطراً محدقاً في ظل طروحات غير واقعية بالنسبة إليه. هدفها إبقاء القديم على قدمه، وربما حرمان القوات من الحفاظ على تمثيلها أو حتى زيادته. ويعتقد جعجع انه بتوجّهه بالمباشر كما فعل اليوم، يضع القوى السياسية والسلطة أمام مسؤولياتها.