آخر الأخبار

مخاوف من عملية اسرائيلية قبل لقاء واشنطن ودعوات لحسابات لبنانية حذرة

شارك
كتب جوني منيّر في" الجمهورية": خلال الأشهر الماضية، نجحت إسرائيل في التشويش على عمل الجيش والتشكيك بصدقية ما يقوم به، وهو ما أدّى إلى إجهاض الزيارة الرسمية الأولى التي كان العماد هيكل ينوي القيام بها إلى واشنطن.
وقد سعت باريس جاهدة لتبديد الأجواء السلبية التي نشرتها إسرائيل، وتضمنت تشكيكاً بعمل الجيش اللبناني.
وقبل سفر قائد الجيش إلى باريس، من المفترض أن يجول سفراء وملحقون عسكريون لنحو 60 دولة وُجّهت الدعوات لهم، على أنفاق ومستودعات أسلحة ضبطها الجيش في منطقة جنوب الليطاني. وسيعلن هيكل في اجتماع باريس أنّ هذه المنطقة ستصبح «نظيفة» كلياً مع نهاية السنة، وهي المدة التي كان التزم بها، ولكن مع استثناءين: الأول، عدم انسحاب إسرائيل من المواقع الخمسة التي تحتلها داخل الأراضي اللبنانية ، وهو ما سيشاهده بالعين المجرّدة الوفد الديبلوماسي الذي سيجول جنوباً؛ والثاني، المخيمات الفلسطينية ، حيث إنّ حركة «حماس» والفصائل التي تدور في فلكها لم تلتزم بوعودها التي قطعتها للبنان عبر السفارة الفلسطينية. وهذا ما دفع الجيش إلى إحكام الطوق حول هذه المخيمات، عبر إغلاق كل المسارب الجانبية التي كانت تُستخدم كمداخل غير منظورة إلى المخيمات.
أما في موضوع الانتقال إلى المرحلة الثانية، أي شمال الليطاني، فإنّ قائد الجيش سيعرض للصعوبات الكبيرة والمخاطر التي واجهت مهمّات الجيش، وأدّت إلى سقوط شهداء له، كونه يعمل بوسائل بدائية وباللحم الحي. وسيطلب عقد مؤتمر دعم الجيش لتأمين المتطلبات الملحّة التي يحتاجها، لكي يستطيع استكمال برنامجه، بدءاً من الاحتياجات اللوجستية ومتطلبات تطويع نحو 10 آلاف جندي يحتاجهم الجيش بشدة في مهمّاته الموزعة على مساحة الوطن بكاملها.
وفي وقت اعتبر البعض أنّ الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ارتكب خطأ بإعلان تمسّكه النهائي بالسلاح، في وقت تعمل إسرائيل على تحضير الأجواء الدولية لضربة جديدة تنوي توجيهها إلى لبنان ، فإنّ البعض الآخر قرأ فيها رسالة إيرانية موجّهة بكل وضوح إلى واشنطن، بأنّ استبعاد إيران من الورشة الكبرى الجاري ترتيبها في الشرق الأوسط سيدفع طهران إلى مواجهتها عبر كل ما تبقّى من أوراق قوتها في المنطقة. ما يعني أنّ خطاب قاسم كان «خطأً» مقصوداً ومحسوباً.
ومن هذه الزاوية يمكن إدراج التقاطع الحاصل ما بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لدفع لبنان إلى واقع ميداني جديد وإنجاز تسوية سياسية جديدة، ولكن عبر حماوة تأتي من خلال حرب «جراحية». لكن الدوائر الأميركية تدرك جيداً أنّ لنتنياهو أهدافاً أبعد من تلك التي تتوخاها واشنطن في المرحلة الحالية، والمشهد في سوريا يؤكّد ذلك.
ولذلك تخشى بعض الدوائر الأميركية من أن يعمد نتنياهو، وتحت ستار الحرب المندلعة، إلى تقويض الركائز الضعيفة للدولة اللبنانية وإثارة مشكلات داخلية تلاقي المشكلات التي تعيشها سوريا. ومن هنا تخوّفت هذه الأوساط من أن يعمد نتنياهو إلى تنفيذ عمليته العسكرية قبل ذهابه للقاء ترامب للمرّة الخامسة في أقل من سنة، لوضعه أمام الأمر الواقع.
وقد يكون إرسال ترامب ممثله توم برّاك إلى نتنياهو يهدف إلى لجمه عن أي عمل عسكري قبيل استقباله في البيت الأبيض، على رغم من معرفته بتحسّس نتنياهو من برّاك.
وخلال زيارات نتنياهو الأربع السابقة لترامب، كان الملف اللبناني حاضراً بشكل أساسي في المحادثات، ولو أنّ ملف غزة كان يحتل صدارة الاهتمام. لكن إثر كل زيارة كانت الأحداث الكبرى تعصف بالمنطقة. وتكفي الإشارة إلى أنّ إطلاق الحرب المجنونة على لبنان حصل مع اغتيال السيد حسن نصرالله وخلال وجود نتنياهو في نيويورك. وهذا ما يدفع إلى التساؤل عن نتائج الزيارة الخامسة، مع ما يستوجب ذلك من حسابات لبنانية حذرة ومتأنية.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا