أطلقت جامعة البلمند بالتعاون مع وكالة الاستجابة للصحة والبيئة (HERA) والمجتمع المدني مشروع AWAIR تحت شعار "لأن الهواء حق"، بهدف تعزيز الوعي بجودة الهواء والعمل على تحسينها في
لبنان . ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه على المستوى الوطني الذي يجمع بين جهة أكاديمية، جمعية متخصصة، والمجتمع المدني، نظرًا لأهمية التوعية بحق كل فرد في هواء نقي، وللتأثيرات الصحية الخطيرة الناتجة عن تلوث الهواء.
أقيم اللقاء في حرم الجامعة – فرع الدكوانة، بحضور عدد من الأكاديميين، والشركاء الدوليين، وخبراء الصحة البيئية، المكرّسين جهودهم لمواجهة تحديات تلوث الهواء من خلال الرصد العلمي والمشاركة المجتمعية.
وخلال الكلمات الافتتاحية، شدّد المتحدثون على أهمية وجود بيانات موثوقة حول جودة الهواء وضرورة تنسيق الجهود الوطنية لحماية الصحة العامة في ظل الضغوط البيئية المتزايدة.
قدّم الباحث
الرئيسي المشارك في المشروع والمؤسس المشارك ورئيس HERA، الدكتور
جورج أبي طايع، رؤية المشروع وأهدافه طويلة المدى. وأكدت عميدة كلية العلوم الصحية في جامعة البلمند، الدكتورة هدى هُوير،
التزام الجامعة الراسخ ببحوث الصحة البيئية. كما عرض الدكتور محمد رومية، ممثل
الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية (CNRS-L)، دور المركز كمرجع علمي وشريك أساسي في المبادرات المماثلة، فيما شدّدت الدكتورة نادين
هلال ممثلة
وزارة الصحة العامة على الآثار الصحية لتلوث الهواء وأهمية التعاون مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية.
كما شارك في الحدث خبراء دوليون ومحليون من بينهم الدكتورة كريستا هاسنكوبف من صندوق EPIC التابع لجامعة شيكاغو، والدكتورة ريما هابر من جامعة جنوب كاليفورنيا، حيث ركّزوا على أهمية إتاحة معلومات جودة الهواء للجميع، ودمج الأدلة العلمية في السياسات، وتعزيز القدرات المحلية للرصد الفوري.
وأكد البيان أن المشروع، بقيادة مشتركة من الدكتورة ميريام مراد والدكتور جورج أبي طايع، يولي الأولوية للشفافية، والبيانات المفتوحة، وإشراك أصحاب المصلحة. وأوضحت الدكتورة مراد، مديرة مركز البحوث الصحية
في الجامعة ، أن المشروع قائم على مبدأ "المعرفة قوة"، ويهدف إلى تمكين المجتمعات والباحثين وصانعي القرار لحماية الصحة، خصوصًا في المناطق الأكثر هشاشة.
ويعمل AWAIR على إنشاء شبكة مجتمعية لرصد جودة الهواء في لبنان عبر نشر أجهزة استشعار منخفضة التكلفة للجسيمات الدقيقة (PM2.5)، وعرض البيانات آنياً على منصات عالمية، إضافة إلى تنظيم ورش عمل لبناء القدرات وتعزيز التعاون البحثي. كما يُعد التوعية المجتمعية جزءًا أساسيًا من المبادرة لضمان ترجمة البيانات إلى سلوكيات وقائية.
واختتم البيان بالتأكيد على أن لبنان ما زال يعاني من مستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة تتجاوز إرشادات
منظمة الصحة العالمية ، ويأتي مشروع AWAIR كاستجابة وطنية لهذا التحدي، من خلال دمج الخبرات الأكاديمية والأدوات العلمية والمشاركة المجتمعية، وتعزيز ارتباط لبنان بالمبادرات العالمية في مجال الصحة البيئية مثل مؤشر جودة الهواء والحياة (AQLI) وصندوق EPIC للهواء النظيف.