كتبت" الديار": دخلت البلاد مرحلة جديدة بالغة الخطورة والدقة، مع بداية صيغة العمل الجديدة للجنة الميكانيزم برئاسة مدنيين هما: السفير السابق سيمون كرم عن
لبنان ويوري رسنيك عن العدو الاسرائيلي. وتقول المعلومات ان عمل الوفد اللبناني، وتحديدا رئيسه سيمون كرم، وضع تحت مجهر المراقبة من الثنائي الشيعي والقوى الحليفة المتمسكة بالشروط الاتية:
1 - التمسك بالاطار الحالي للمفاوضات، وسيكون للثنائي كلام آخر ومواقف تصعيدية، اذا خرجت المباحثات عن المسار المرسوم.
وفي المعلومات ان الرئيس
نبيه بري اعلن في الأول من تشرين الاول عام 2020 عن اتفاق اطار، لاجتماعات ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية مع العدو بوساطة اميركية ودولية، هذا الاتفاق الاطار لشكل الاجتماعات، اعتمد صيغة تفاهم نيسان 1996، وشدد على ان البحث يتناول فقط ترسيم الحدود البحرية، من دون التطرق الى اي موقف آخر. وبالنسبة لاجتماعات لجنة الميكانيزم، ينبغي التمسك بالاطار القائم حاليا، وهو مركز الاجتماعات في مقر قوات الطوارئ في الناقورة والوساطة الدولية، وطبعا عدم اللقاء المباشر بين الوفدين اللبناني و«الاسرائيلي»، وان يكون تبادل الأفكار عبر الوسيطين
الاميركي والفرنسي، وضرورة التمسك بهذا الاطار مهما بلغت الضغوطات.
وفي هذا الاطار، تستغرب المصادر عدم صدور اي موقف رسمي عن الدولة
اللبنانية ، والرد بشكل مباشر وواضح وصريح على التسريبات الاميركية والفرنسية والاسرائيلية، عن حصول مفاوضات لاول مرة منذ 40 سنة حول المنطقة الاقتصادية الخالصة، التي طرحتها
واشنطن و«تل ابيب» في اجتماعات لجنة الميكانيزم، وضرورة تأجير المنطقة العازلة الى
السعودية ودول الخليج لانعاشها اقتصاديا، وتبقى التوضيحات المبهمة لرئيس الحكومة غير كافية للرد على هذه التسريبات والتساؤلات والقلق الجنوبي العام.
2 - من المعروف ان مرجعية اجتماعات لجنة الميكانيزم، هي نص اعلان وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني الماضي 2024 وقرار مجلس الامن 1701، ويقتضي ذلك عدم الخروج عن هذه المرجعية مهما حاول الوسطاء تغيير وجه المباحثات، ودفعها الى الامور السياسية والاقتصادية والمالية، وهذا ما اكد عليه الرئيس نبيه بري بان المباحثات طابعها تقني فقط، ولا تعنيه اي اتصالات اخرى، ولا يعترف بها «ويصطفلوا».
3 - الوفد اللبناني بصيغته القديمة والجديدة مرتبط برئيس الجمهورية وبقيادة الجيش، والوفد يتحدث باسم لبنان والدولة اللبنانية، وبالتالي لا يجب ان يكون هناك مساحة للاجتهادات والتأويلات من قبل رئيس الوفد، وضرورة العودة المباشرة الى رئيس الجمهورية وقيادة الجيش، عند اي تعقيدات في المباحثات.
4 - الظروف دقيقة وخطرة، وهناك من يحاول تعميم قلق لبناني عام، عبر تحديد مواعيد لحرب اسرائيلية آتية وساحقة، وبان الاوضاع في غزة وسوريا انتهت.
وهنا تسأل المصادر لماذا على لبنان دفع الاثمان الكبرى؟ ومن قال ان قرار مجلس الامن 2803 في غزة نفذ وبات مبرما؟ بينما نرى ان المقاومة ما زالت تمارس عملها بشكل يومي وتنفذ الهجمات، كما ان هناك كلاما اسرائيليا
على استعادة حماس قوتها. ومن قال ان الاتفاقات بين «إسرائيل» واحمد
الشرع بحاجة إلى اللمسات الاخيرة؟
وتعتبر المصادر ان الصورة ما زالت غامضة، والتنازلات امام الاسرائيلي لن تصل الى اي نتيجة، فـ «اسرائيل» تريد السلام الشامل واتفاقات تكاملية مع العرب، والا فانها لن تتراجع عن فكرة الحرب الشاملة، واغراق المنطقة بحروب من الفوضى.