نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" تقريراً جديداً تحدثت فيه عما أسمتهُ بـ"أول محادثات مدنية على الإطلاق بين
لبنان وإسرائيل"، مشيراً إلى أن الطرفين المذكورين، يواجهان "قبضة
حزب الله ".
التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إن "ممثلين مدنيين من
إسرائيل ولبنان التقوا لأول مرة في مناقشات بوساطة أميركية بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي"، وأضاف: "لقد أعلن مكتب رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجانبين اتفقا على تطوير أفكار للتعاون الاقتصادي، مع التأكيد على أن نزع سلاح حزب الله يبقى إلزامياً بغض النظر عن أي حوار مدني".
وأكمل: "لقد ترأس الدبلوماسي اللبناني سيمون كرم، وهو معارض صريح لحزب الله، الفريق اللبناني، فيما وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه إنجازٌ يُحسب مقارنةً بالمفاوضات السابقة".
يلفت التقرير إلى أن إسرائيل ولبنان أطلقا أول "محادثات مباشرة بينهما على المستوى المدني" لاستكشاف مبادرات تعاونية اقتصادية وغيرها، غير مرتبطة بالحملة العسكرية المستمرة ضد "حزب الله"، وأضاف: "لقد جاء هذا التطور غير المتوقع عقب اجتماع في الناقورة بين فريق إسرائيلي بقيادة
أوري ريسنيك،
نائب رئيس السياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ووفد لبناني بقيادة سيمون كرم، السفير اللبناني السابق لدى
الولايات المتحدة . وتوسطت في المحادثات مورغان أورتاغوس، مبعوثة الرئيس
دونالد ترامب إلى المنطقة، وضمت ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني والأمم المتحدة".
ويُتابع: "لقد وصفت تصريحات سابقة الاجتماع بأنه محاولة أولى لإرساء أسس التعاون الاقتصادي وعلاقة مستقبلية بين إسرائيل ولبنان. وبعيداً عن المناقشات المباشرة حول مراقبة وقف إطلاق النار، قُدّم هذا الاجتماع على أنه تمهيدٌ مبكرٌ للتطبيع النهائي، حتى وإن ظلت الاتفاقات السياسية الفعلية بعيدة المنال، فيما يقول مسؤولون إسرائيليون إن العملية قد بدأت الآن".
ويرى التقرير أنّ "هذه الاتصالات تُمثل تحولاً مهماً"، وأضاف: "خلال مفاوضات الحدود البحرية في السنوات السابقة، رفض لبنان، تحت ضغط حزب الله، إرسال مسؤولين مدنيين، وكانت المحادثات تُجرى بشكل غير مباشر عبر الولايات المتحدة وفرنسا، ويديرها ضباط عسكريون. وحتى في ذلك الوقت، لم تشارك
بيروت إلا بعد موافقة إسرائيل على التخلي عن كامل المنطقة البحرية المتنازع عليها تقريباً. ويُعد الحوار المدني الحالي مؤشراً قوياً على تراجع نفوذ حزب الله على سياسة الحكومة
اللبنانية ".
واستكمل: "بالنسبة لإسرائيل، يُمثل هذا تعديلاً في السياسة بالتنسيق مع واشنطن وتشجيعها. أصبح هناك الآن مساران منفصلان، الحملة ضد حزب الله وجهود تفكيك ترسانته، والعملية السياسية مع لبنان. ستواصل إسرائيل ضرب أهداف حزب الله بينما يعمل الحزب على إعادة بناء نفسه وتسليحه، بينما تواصل الحكومة اللبنانية التزامها المعلن بنزع سلاح المنظمة. على نحو منفصل، ستنخرط إسرائيل ولبنان في محادثات مدنية، وقد منحت الإدارة الأميركية إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة عملياتها العسكرية ضد حزب الله، بينما تضغط في الوقت نفسه على القدس لدعم خطوات تُقرّب الحكومة اللبنانية والرئيس جوزيف عون من واشنطن وتُعزز تدابير بناء الثقة".
وتابع: "لم يتضح بعد محتوى المحادثات المدنية، ومن أبرز المجالات المتوقعة التعاون في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك تأمين حقول الغاز البحرية والممرات الملاحية التي تستخدمها ناقلات النفط. كذلك، يمكن بحث التعاون الزراعي، إلى جانب آليات للإشراف على عودة سكان جنوب لبنان إلى ديارهم. وكثير من هؤلاء السكان هم مسيحيون، وتعتبر إسرائيل عودتهم عاملاً مُخففاً مقارنةً بالمجتمعات الشيعية، التي ينتمي الكثير منها إلى حزب الله أو مؤيديه".
وينقلُ التقرير عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إنه "من المتوقع أن يُرسي الحوار أسس مفاوضات واسعة النطاق بين إسرائيل ولبنان بشأن كل
القضايا العالقة، بما في ذلك إضفاء الطابع الرسمي على الحدود البرية وحل النزاعات التي يُثيرها حزب الله بشكل كبير".
المسؤول ذاته يقول إنه "طالما ظل حزب الله نشطًا، سيظل إحراز تقدم في مسائل مثل انسحاب الجيش الإسرائيلي من مواقع داخل لبنان أو وقف الهجمات
الإسرائيلية ضد عناصر حزب الله وبنيته التحتية أمراً بالغ الصعوبة".