نشر موقع "إرم نيوز" الإماراتيّ تقريراً جديداً قال فيه إن "ترسانة حزب الله تنتقل تحتُ الأنظار من منطقة جنوب الليطاني إلى البقاع "، ناقلاً عن مصادر عسكرية وحكومية لبنانية قولها إن "خطة الدولة لنزع سلاح حزب الله أصبحت عملياً حبراً على ورق ومن الماضي".
وتحدث التقرير عن "استمرار بقاء ترسانة للحزب ضمن مستودعات ومخازن ومخابئ موزعة في شرق ووسط وجنوب
لبنان ، وذلك بعد عامٍ على اتفاق وقف إطلاق النار مع
إسرائيل ".
وزعم التقرير أن أسلحة الحزب موزعة على مناطق مختلفة، لاسيما في البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، مشيراً إلى أن تلك الترسانة تشمل قذائف وصواريخ مضادة للطائرات وذخيرة وأسلحة خفيفة وغيرها.
ويقول التقرير إنه "مع مرور الوقت، أصبح سلاح حزب الله بمثابة صندوق أسود مخفي"، لافتاً إلى أن "إسرائيل تعملُ بأقصى سرعة على خفض حجم الترسانة، في ظل تضييق الخناق على عمليات تهريب السلاح إلى حزب الله من الخارج".
وينقلُ التقرير عن مصدر حكوميّ رفيع قوله إنَّ "البنى التحتية العسكرية القائمة لحزب الله جنوب الليطاني تعزز مؤشرات التصعيد، وإن صعوبة التعامل مع السلاح تتصاعد بفعل عمليات النقل المستمرة من مناطق عدة، خصوصاً من الجنوب إلى البقاع
الغربي ".
ماذا يقول الجيش عن جنوب الليطاني؟
ويأتي هذا الكلام قبيل إعلان قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش العميد نيكولاس ثابت خلال جولة للصحافيين في
جنوب لبنان ، اليوم الجمعة، أنَّ "إسرائيل لم تقدّم إثباتاً للجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل (الميكانيزم)، على تهريب حزب الله للسلاح".
وكشف ثابت أنَّ "المنازل التي استهدفتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة ثبت أنها خالية من السلاح بتوثيق من الجيش واليونيفيل"، مؤكداً أن "مهمة الجيش في لبنان هي الالتزام بالقرارات الدولية".
وأعلن ثابت أنَّ "اليونيفيل سحبت عدداً من معداتها وقطعها البحرية من لبنان"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنَّ 640 عنصراً من عداد "اليونيفيل" غادروا لبنان حتى الآن.
وأضاف: "ما يعيق تنفيذ خطة الجيش جنوب الليطاني هو استمرار احتلال إسرائيل لأراض لبنانية وهو ما يمنع تنفيذ كل مراحل الخطة".
وتابع: "الجيش نفذ أكثر من 80% من خطته جنوب نهر الليطاني، وهو لن يطلب تمديد المهلة الزمنية الموضوعة لانجاز مرحلة جنوب الليطاني، علماً أن خطة الجيش هناك لا تشملُ الدخول الى المنازل إلا بحالة الجرم المشهود".
وذكر ثابت أنه "تمّت مصادرة ذخائر متنوعة منذ وقف الأعمال العدائية وحتى قبل مباشرة الجيش تنفيذ خطته في 5 أيلول الماضي"، وقال: "هدفنا إقامة منطقة آمنة في الجنوب وبسط سلطة الدولة. الجهد المطلوب لتطبيق خطة حصر السلاح ضخم في وقت تحاول إسرائيل أن تشغلنا بالخروق والضربات".
خيار الحرب قائم؟
من جانبه اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد مارسيل بالوكجي، أن نزع السلاح لم ينفذ بصورة صحيحة، في ظل إمساك حزب الله بالقرار السياسي في الدولة
اللبنانية ، في وقت يحتاج الواقع اللبناني إلى تغيير يسمح بتنفيذ هذه العملية بشكل صحيح.
وتحدث بالوكجي عن وجود سلاح لـ"حزب الله" في الجنوب في مواقع لم تصل إليها إسرائيل، موضحاً أنَّ الهدف من الحفاظ على ذلك السلاح هو الوصول إلى لحظة يمكن فيها استهداف المناطق الشمالية
في إسرائيل ، بما يعيد ميزان الردع، في وقت تصل فيه نسبة السلاح الثقيل للحزب في الليطاني إلى 40% من منظومته "المخبأة".
وفي حديث عبر "إرم نيوز"، ذكر بالوكجي أنَّ "ما يهم حزب الله هو امتلاك جانب صاروخي يستطيع من خلاله في لحظة ما تهديد إسرائيل، بحيث تكون هذه القدرة مطروحة على أي طاولة تفاوض"، أملاً في إعادة ميزان الردع، لكنه اعتبر أن هذا التصور ما زال بعيداً إلى حد ما.
وتحدث بالوكجي عن "خيارات بديلة" في حال رفض "حزب الله" تسليم سلاحه، مشيراً إلى أن "الحرب على لبنان تأتي في صدارة تلك الخيارات"، متحدثاً عن إمكانية إنتاج اتفاق جديد يأتي بموافقة "حزب الله" تحت الضغط لسحب السلاح، في ظل عدم تهيئة الظروف لتنفيذ خطة النزع التي أقرتها الحكومة.