كتبت روزانا بو منصف في" النهار": بدا "
حزب الله " مفاخرا بالتحسب
الإسرائيلي لرد فعل يمكن أن يقوم به انتقاما لاغتيال قائده العسكري هيثم علي الطبطبائي. هذا التحسب يعيد الألق إلى قدرته التي أضعفتها الحرب، ويعزز موقعه إزاء
إسرائيل والداخل اللبناني معا، على أساس أنه لا يزال يمتلك القدرات المهمة على المواجهة والإيلام.
السؤال المثار يتصل بما إذا كانت العملية
الإسرائيلية يمكن أن تعجل مسارا سياسيا في ظل اعتباره إنذارا بإمكان عودة الحرب عبر الرسائل المتبادلة بين إسرائيل وإيران في
لبنان ، أو تعرقله في ضوء اعتبار أوساط لبنانية أن الاستهداف الإسرائيلي الأول من هذا النوع في عهد الرئيس جوزاف عون يأتي ردا على مبادرته التفاوضية التي أطلق عناصرها في ذكرى
الاستقلال . وتبعا لذلك، فإن رد فعل مسؤولين إيرانيين على اغتيال الطبطبائي كان غاضبا ويدفع وفق التصريحات العلنية إلى تصلب الحزب وحتى احتمال المواجهة مع إسرائيل.
هناك مساعٍ يبذلها المسؤولون مع الدول الصديقة لمنع تجدد حرب قد يصعب تجنبها وفق المعطيات التي نقلها الزوار الديبلوماسيون للبنان، ما لم يحصل تغيير ما أو مؤشرات لأي تغيير. ويبدو واضحا أن خريطة الطريق التي أعلنها رئيس الجمهورية وآلية التفاوض غير المباشر مع إسرائيل غير كافية في الظروف الراهنة، ما لم يبدأ لبنان باستكمال جدي لنزع سلاح الحزب خارج جنوب الليطاني، وهو لم يعط مؤشرات جدية في هذا الإطار، بل رغب في التفاوض، علما أن الحزب رافض لذلك.
ويخشى مراقبون أنه قد يكون ملائما للولايات المتحدة إلى حد كبير توجيه إسرائيل ضربات نوعية جديدة للحزب تقلص قدراته وتضعف ورقة
إيران كذلك، فيما لا تزال ترفع سقوفها للتفاوض ولو أبدت استعدادها لذلك. وقد يكون مقنعا لها أيضا المنطق الإسرائيلي القائل بأن على إسرائيل إضعاف الحزب أكثر ومنعه من إعادة تأهيل نفسه في ظل عجز
الدولة اللبنانية عن ذلك، وهو ما قد يصب في نهاية الأمر في مصلحة الأخيرة ولو تضررت صورتها. لذلك يخشى أن وساطة الدول الصديقة للبنان لن تنجح في الذهاب إلى سلام أو تهدئة جذرية لا تبدو ظروفهما متاحة.