آخر الأخبار

إسرائيل تُقفل باب التفاوض… فهل تنجح المساعي المصرية؟

شارك
كتبت بولا مراد في" الديار": أتت عملية اغتيال رئيس أركان حزب الله هيثم الطبطبائي يوم الأحد في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، لتعلن "اسرائيل" من خلالها وبشكل شبه رسمي، رفضها لدعوات التفاوض التي بعث بها لبنان الرسمي عبر أكثر من موفد دولي، كما للمبادرة الاخيرة التي تقدم بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال عيد الاستقلال اللبناني، والتي بدت أشبه بخارطة طريق لحل مستدام للأزمة. فبعدما انكب لبنان الرسمي في الأشهر والأسابيع الماضية، على الدفع نحو مقاربة سياسية – ديبلوماسية تضع حدّاً للتدهور، من خلال توسعة مروحة اتصالاته العربية والدولية، للضغط على "اسرائيل" للسير بالتفاوض بديلا عن جولة حرب جديدة تهدد بها، بحجة التصدي لمحاولات حزب الله اعادة ترميم قدراته العسكرية، أتت الردود الإسرائيلية واضحة ومتتالية، مع توسيع بنك الأهداف ورفع منسوب الضغط الميداني، في إشارة لا لبس فيها إلى تفضيل "تل أبيب" مواصلة سياسة فرض الوقائع، بدلاً من الانخراط في حلول تفاوضية.
ويعتبر ‏العميد المتقاعد منير شحادة أن الرسائل بالنار التي توجهها "اسرائيل"، تؤكد أنه "لم يعد يعنيها السلام أو التطبيع مع الدول العربية، وليس فقط السلام مع لبنان، اذ لا يوجد أي مؤشر الى كونها جاهزة أو مهتمة للجلوس إلى طاولة مفاوضات لا مع المسؤولين في لبنان ولا في سوريا أو في غزة وبخاصة أنها لم تكن في يوم من أيام منذ تكوينها متفلتة من كل الضوابط كما هي اليوم وبضوء أخضر أميركي، وهي تستغل فرصة وجود ترامب على سدة الرئاسة الأميركية كي تحصل على أقصى ما يمكن أن تحصل عليه من توسع وغطرسة وعربدة في المنطقة".
ويرى شحادة في حديث لـ"الديار" أنه "مهما فعل لبنان وقدّم من تنازلات، فاسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان ولن توقف الاعتداءات، علما أنه قد رشحت معلومات من زيارة رئيس الاستخبارات المصرية الى لبنان حيث أبلغ مسؤولين بجو اسرائيل ومفاده أنه حتى ولو قامت المقاومة بتسليم سلاحها فهي لن تنسحب من النقاط المحتلة ولن توقف اعتداءاتها". ويضيف: "لم يُترك للسلطة السياسية في لبنان وللعهد الجديد أي بارقة أمل او ورقة من الدول الراعية للاتفاق لتثبت للداخل اللبناني وللمقاومة أن الأسلوب والطريق الديبلوماسي ينفع وأن المجتمع الدولي يحمي. وقد بدا واضحا أن طلب رئيس الجمهورية من قائد الجيش التصدي للتوغلات بغض النظر اذا حصل ام لا، هو رسالة الى الخارج والى واشنطن بشكل أساسي ان الاسلوب الديبلوماسي غير نافع وانكم لا تعطونا شيئا كي نقنع المقاومة بتسليم سلاحها". ويشير شحادة الى أن "ما يحصل يعطي عذرا للمقاومة للتمسك بسلاحها أكثر خاصة بعد صدور قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة ووضع الجيش خطة تنفيذية للقرار وبالتالي تنفيذ لبنان كل ما هو مطلوب منه مقابل مزيد من التشدد والتعنت الاسرائيلي" منبها الى "مساع ومحاولات اسرائيلية لحصول صدام بين المقاومة والجيش لكن واضح أن ذلك لن يحصل".
وبأدائها الحالي تُحرج اسرائيل لبنان الرسمي عبر مواصلة العمليات، ورفع كلفة أي تفاوض لاحق، ما يجعل الرئاسة والحكومة اللبنانية أمام خيارات صعبة ومحدودة وليس محسوما أنها قد تؤدي إلى نتيجة وأبرزها مواصلة الضغط عبر الأمم المتحدة ، مجلس الأمن، والدول المؤثرة، وخصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا، من أجل إعادة فتح قنوات التهدئة. هذا المسار لا يوقف التصعيد فوراً، لكنه يحافظ على شرعية الموقف اللبناني ويُبقي ملف الجنوب على الطاولة الدولية.كذلك قد يكون من المفيد للبنان توحيد الموقف الرسمي السياسي والعسكري لإظهار جبهة موحّدة أمام الخارج، بما يُعيد تثبيت موقع الدولة في إدارة الملف ويُقوّي حجج لبنان في أيّ تفاوض مستقبلي.
وكتبت صونيا رزق في" الديار": بعد رفع "إسرائيل" من سقف تهديداتها بشنّ حرب واسعة على لبنان، وتفاقم الهواجس من تدهور الوضع الامني، على أثر اغتيال رئيس الاركان في حزب الله
هيثم الطبطبائي، ارتفعت وتيرة التدخلات العربية والدولية، لتجنيب لبنان المزيد من هذه الحرب. فبرز تحرّك "اللجنة الخماسية" عبر سفرائها ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي سيتحدث باسم اللجنة المذكورة خلال زيارته بيروت التي وصلها امس، والتي وُضعت في دائرة الاهتمام، بعد معلومات عن طرحه المزيد من الافكار على المبادرة المصرية، التي بحثت قبل فترة وجيزة ولم تصل بعد الى مبتغاها، لكن هنالك بعض التفاؤل في إمكان ان تؤدي هذه المبادرة مع ما اضيف اليها الى نتيجة إيجابية، بمنع التصعيد والوصول الى خطوات إيجابية، تتضمّن الحراك الديبلوماسي المدعوم عربياً ودولياً، بعد سلسلة لقاءات أجراها الوزير المصري مع نظرائه، خصوصاً مع الأمير فيصل بن فرحان في السعودية. وفي هذا الاطار، ووفق المعلومات من مصدر سياسي مطلع على المسوّدة التي يحملها عبد العاطي، وتنطلق اسسها من مبادرة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد بحسب ما أشار المصدر الذي قال: "الافكار الجديدة تنطلق من المخاوف العربية والدولية من تفجير الوضع في لبنان، ومن نتائج الاتصالات على الصعيدين الاقليمي الدولي، التي ترتكز على عنوان "خطوة مقابل خطوة"، اي تجاوب من الطرفين للوصول الى نتيجة، وعلى سبيل المثال: إنسحاب "اسرائيلي" من احدى النقاط الخمس التي تحتلها في الجنوب اللبناني، مقابل تسليم حزب الله سلاحه وحصره بيد الدولة اللبنانية فقط كشرط اساسي، وعدم قيام "إسرائيل" بأي عمليات جديدة، يقابلها تعزيز دور الدولة اللبنانية لفرض سلطتها على كامل اراضيها، مع التشديد على التوافق على صيغة تضمن لكل جانب جزءاً من مطالبه".
الى ذلك، لا يبدي المصدر السياسي اي تفاؤل او تشاؤم في هذا الاطار، بل يبدي خوفه من تصعيد الوضع، وسط أخبار تردّدت في بعض وسائل الاعلام عن اشتعال الحرب في ذكرى مرور عام يوم غد الخميس على اتفاقية وقف إطلاق النار، او إمكان تدهور الوضع بشكل غير مسبوق نهاية العام الجاري، في حال لم تتوصل المبادرات المطروحة الى حل، الامر الذي سيضع لبنان في دائرة الخطر الشديد، وفق ما يتردّد من أخبار لا يمكن تأكيدها او نفيها، لانّ لبنان الرسمي كان وما زال يتلقى التحذيرات من الدول الصديقة، من شنّ "إسرائيل" لعدوان شرس.
وعلى خط حزب الله، ووفقاً لما قاله رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش خلال تشييع الطبطبائي، فإن " لا مجال للاستسلام والاستجابة للإملاءات الأميركية والشروط "الإسرائيلية"، لانّ العدو اليوم يستبيح كل لبنان، ويضغط في كل الاتجاهات من أجل أن نستسلم، وهذا ليس وارداً على الإطلاق مهما بلغ حجم التهديد والتهويل، ولن نكون معنيين بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والاستباحة.
ومن الجانب "الاسرائيلي"، فالتهديدات تتوالى بمزيد من الاغتيالات بحسب ما ذكر الاعلام "الاسرائيلي"، مما يشير الى صعوبة نجاح اي مبادرة، على غرار كل الطروحات والافكار والمساعي التي ترافقت مع مسؤولين غربيين وعرب، زاروا لبنان لهذه الغاية ولم تنجح جهودهم، ما دامت الاعتداءات "الاسرائيلية" تتواصل بشكل يومي على لبنان من دون اي رادع.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا